المطلبُ الأولُ: حقيقةُ مشكلةِ الأراضي البيضاءِ:
تعدُّ الأراضي البيضاءُ غيرُ المطوّرةِ داخلَ النطاقِ العمرانيِّ مشكلةٌ كبرى تواجهُ كثيرًا منَ المدنِ القديمةِ والناشئةِ. ومما يُظهِرُ حقيقةَ المشكلةِ ويوضِّحُ جوانبها معرفةُ الآثارِ المترتبةِ عليها. وقدْ تترتبَ عنْ هذهِ المساحةِ الهائلةِ منَ الأراضي البيضاءِ داخلَ النطاقِ العمرانيِّ للمدنِ كثيرٌ منَ الآثارِ السلبيةِ، وفيما يلي أذكرُ أبرزَها:
فمنْ أبرزِ هذهِ الآثارِ والظواهرِ السلبيةِ ظاهرةُ تفشي اكتنازِ المواردِ الماليةِ والعقاريةِ الذي منْ مظاهرِهِ تحجيرُ الأراضي، وهوَ أحدُ أوجهِ الاكتنازِ التي تدمرُ الاقتصادَ وتعطلُ عجلةَ نموهِ ينظر:" تحجير الأراضي البيضاء دون استغلال"، موقع ألف بيتا.
http://alphabeta.argaam.com/article/detail/35109، وبالتالي تشلُّ فاعليةَ القطاعِ العقاريِّ الذي «يُعدُّ أحدَ أهمِّ المواردِ لدعمِ الاقتصادِ الوطنيِّ، إذا ما أتيحتِ الفرصةُ لإخراجِ منتجاتٍ نهائيةً تلبي أهمَ الحاجاتِ الضروريةِ للإنسانِ» صحيفة الاقتصادية، الأراضي البيضاء تحول دون تطوير المدن وفرض الرسوم يحدُّ من أزمة الإسكان.
http://www.aleqt.com/2010/01/01/article_550194.html .
ومنْ نتائجِ هذا الفسادِ العقاريِّ المتمثلُ في وجودِ الأراضي البيضاءِ إعاقةُ البناءِ السليمِ للمدنِ، ابتداءً بتعثرِ تهيئةِ البنى التحتيةِ للمشاريعِ العقاريةِ منْ صرفٍ صحيٍّ، ومياهٍ، وكهرباءٍ، وهاتفٍ، وإنارةٍ، وسفلتةِ شوارعَ، ورصفٍ، وغيرِ ذلكَ، وانتهاءٍ بعدمِ اكتمالِ المنشآتِ وسوءِ إدارةِ الأملاكِ. فهذهِ المساحاتُ المعطلةُ غيرُ المستغلةِ «وقفتْ حائلًا دونَ تطويرِ المدنِ وتنميتِها، نظرًا لوقوعِ الكثيرِ منها داخل الأحياءِ السكنيةِ، مما جعلَ كثيرًا منها تشكلُ بؤرًا تؤثرُ سلبًا في واجهةِ المدينةِ وصحتِها البيئيةِ التي تنعكسُ آثارُها السلبيةُ على صحةِ المواطنِ وعلى نمطِ حياتِهِ» صحيفة الاقتصادية، الأراضي البيضاء تحول دون تطوير المدن وفرض الرسوم يحدُّ من أزمة الإسكان.
http://www.aleqt.com/2010/01/01/article_550194.html . وعلى تكاليفِ البنيةِ التحتيةِ للمدنِ، حيثُ أدتْ إلى ارتفاعِها لوجودِ مساحاتٍ كبيرةٍ شاغرةٍ في داخلِ وسطِ المدينةِ ينظر: صحيفة الشرق الأوسط، معرض الرياض يكشف عن دخول شركات جديدة في خط التطوير العمراني.
http://www.aawsat.com/details.asp?section=47&issueno=12212&article=675758.
ومنْ أبرزِ آثارِ هذهِ المشكلةِ؛ اختلالُ موازنةِ العرضِ والطلبِ بحيثُ يشحُّ المعروضُ منَ الأراضي ويتراجعُ كثيرًا عنْ تلبيةِ حاجةِ السوقِ منَ الأراضي، فينعكسُ ذلكَ على أسعارِ الأراضي بالارتفاعِ الذي يحولُ دونَ تملُّكِ كثيرٍ منَ الناسِ لما يحتاجونَهُ منْ مساكنَ، رغمَ ازديادِ حركةِ النموِّ السكانيِّ بصورةٍ تفوقُ المعروضَ الحاليَّ منَ الأراضي حيثُ يتجاوزُ حجمُ الطلبِ حجمَ العرضِ ينظر: صحيفة الشرق الأوسط، معرض الرياض يكشف عن دخول شركات جديدة في خط التطوير العمراني.
http://www.aawsat.com/details.asp?section=47&issueno=12212&article=675758.