ثانيًا: ظهورُ الشُّيوعيَّةِ الَّتي دعا لها كارلُ ماركسُ، وهيَ وإنْ كانتْ رؤيةً اقتصاديَّةً في الأصلِ، تستهدفُ معالجةَ المظالمِ الرَّأسماليَّةِ الفرديَّةِ، إلَّا أنَّ هذهِ الفكرةَ الاقتصاديَّةَ اصطبغتْ بصِّبغةٍ عقائديَّةٍ تجاوزتِ المعالجةَ الاقتصاديَّةَ، فتبنَّتْ فكرةَ أنَّ الحياةَ مادَّةٌ، وكلُّ ما عدا ذلكَ منَ الغيبيَّاتِ هراءٌ لا حقيقةَ لهُ، بلْ هوَ عائقٌ أمامَ كلِّ بناءٍ وتقدُّمٍ. ولقدْ كانَ للنَّجاحِ الذي أحرزتْهُ الشُّيوعيَّةُ - بسببِ شِعاراتِها الدَّاعمةِ للفقراءِ والطَّبقاتِ الكادحةِ، والمطالبةِ بتحقيقِ العدالةِ الاجتماعيَّةِ، ومنْ خلالِ الثَّورةِ البلشفيَّةِ في روسيا، والاستيلاءِ على الحكمِ- أثرٌ بالغٌ في نشرِ الإلحادِ، وانتقالِهِ ليُصبحَ مذهبًا عالميًّا تتبنَّاهُ دولٌ كروسيا والصِّينَ وأوربَّا الشَّرقيَّةِ وغيرِها، وتحالفاتٌ كحِلفِ وارسو المُنحَلُّ ينظر: خلاصة العتاد في مواجهة الإلحاد ص (47). الموسوعة العربية (8/489)..