ثالثًا: الإرثُ الاستعماريُّ البغيضُ الَّذي دعمَ كلَّ عوامِلِ انسلاخِ المسلمينَ عنْ دينِهمْ، ولذلكَ قيلَ: الاستعمارُ هوَ أبو الإلحادِ وأمُّهُ، وهوَ فاتحُ أبوابِهِ، ورابطِ أسبابِهِ الموسوعة الميسَّرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/151).. والحقيقةُ أنَّ الاستعمارَ ساعدَ في إيجادِ البيئةِ التي تُشجِّعُ على كلِّ خروجٍ عنْ دينِ الإسلامِ، عقيدةً وسلوكًا، في أيِّ اتجاهٍ كانَ، وذلكَ منْ خلالِ إشاعةِ فكرةِ فصلِ الدِّينِ عنِ حياةِ النَّاسِ، وهي ما يُعرفُ بنشرِ قِيَمِ العلمانيَّةِ اللائكيَّةِ الكليَّةِ الَّتي عزلتِ الدِّينَ عنِ الحضورِ في حياةِ النَّاسِ وعلاقاتِهمْ، وحصرتْهُ في جوانبَ اختياريَّةٍ ضيِّقةٍ. ولذلكَ لا عجبَ في أنْ تُعَدَّ العلمانيَّةُ هي الأرضُ الخصبةُ والبيئةُ الحاضنةُ للإلحادِ الإبراهيمي ـ الآثار (3/128).. وشاهِدُ ذلكَ أنَّهُ لمَّا عمَّتِ العلمانيَّةُ البلادَ الأوربيَّةَ، أنتجَ ذلكَ ﺍﻧﺘﺸﺎرَ ﺍﻹلحادِ بجميعِ ﺻﻮرِهِ ﻭﺃﺷﻜﺎﻟﻪِ في ﺣﻴﺎةِ ﺍﻟﻐـﺮﺑﻴِّينَ ينظر: خلاصة العتاد في مواجهة الإلحاد ص (47)..