رابعًا: العَولَمةُ ومنتجاتُها التي سوَّقتْ كثيرًا منَ الأفكارِ المنحرفةِ التي شجَّعتْ على التَّمرُّدِ على الدِّينِ والقِيمِ والمبادئِ والأصولِ، بدعوى تشجيعِ الفكرِ والإبداعِ وحرِّيَّةِ التَّعبيرِ والتَّنويرِ. وكذلكَ ما أنتجتْهُ العولمةُ منِ انفتاحٍ واسعٍ أزالَ الحواجزَ الَّتي كانتْ تُمثِّلُ نوعًا منَ الحصانةِ والوقايةِ أنْ يُورَدَ مُمرِضٌ على مُصحٍّ، فسهَّلَ ذلكَ انتقالَ كثيرٍ منَ الأفكارِ الإلحاديَّةِ والتَّواصلَ المباشرَ معهمْ، عبرَ نشرِ الكتبِ والرِّواياتِ الَّتي تدعو إلى الإلحادِ أوْ تقودُ إليهِ، فكلُّ ذلكَ مَركَبٌ ذَلولٌ موصلٌ إلى الإلحادِ؛ أوْ أُحبولةٌ للإلحادِ، فلا يلزمُ بالضَّرورةِ أنْ يُقدَّمَ الإلحادُ في صورةٍ صريحةٍ، إلاَّ أنَّها تقرِّبُ الناسَ إلى بابِ الإلحادِ، أوْ تختصرُ لهمُ المسافةَ، ومنْ ذلكَ تستُّرُ الإلحادِ بمصطلحاتٍ برَّاقةٍ، كالبُحوثِ العلميَّةِ والدِّراساتِ الإنسانيَّةِ الدعاوات الإلحادية وسائلها وخطرها وسبل مواجهتها د. عوض الركابي، صحيفة صوت الانتباهة..