سَادسًا: التَّخلُّفُ الحضاريُّ الجاثمُ على العالمِ الإسلاميِّ في الجملةِ، حيثُ يربطُ المروِّجونَ للأفكارِ المنحرفةِ ومنها الإلحاديَّةُ ذلكَ، بأنَّهُ ثمرةُ التَّديُّنِ ونتيجةُ الالتزامِ بتعاليمِ الدِّينِ، "فعندما يُقارِنُ الشَّبابُ المنبهرُ بالغربِ بينَ تقدُّمِ الغربيِّينَ الكفارِ وتحضُّرِهمْ وترقِّيهمْ في مدارجِ العلومِ والحكمةِ، وبينَ تخلُّفِ بني قومِهمْ منَ المسلمينَ وتأخُّرِهمْ وانحطاطِهمْ، قدْ تكونُ هذهِ المقارنةُ دافعًا لهُ، لفقدانِ الثقةِ في قدرةِ الإسلامِ على تحقيقِ التَّقدُّمِ والنَّهضةِ، وبالتَّالي الكفرُ بِهِ بالكلِّيَّةِ"، وغيرُ غائبٍ أنَّ ذاكَ الإيحاءَ المتكرِّرَ والتَّصريحَ المجترئَ الظَّالمَ بأنَّ هذهِ الحالةَ التي تُخيِّمُ على أكثرِ العالمِ الإسلاميِّ، منَ التَّخلُّفِ والفَقرِ والضَّعفِ العسكريِّ والسِّياسيِّ والاقتصاديِّ والمعرفيِّ هوَ نِتاجُ دينِ الإسلامِ وثمرةُ تعاليمِهِ؛ يُروَّجُ لهُ بإسقاطاتٍ ماكرةٍ، فيُقالُ: إنَّ الحضارةَ الغربيَّةَ، إنَّما انطلقتْ شرارتُها وبدأتْ جذوتُها عندما تخلَّصَتْ أوربا منْ سَطوةِ التَّديُّنِ الذي عاقَها عنِ الحضارةِ والارتقاءِ، ونبذتْ تعاليمَ دينِها وراءَها ظِهرِيَّا، فتقدَّمتْ وملكتْ القوى المادِّيَّةَ.