ثالثًا: إبرازُ ما كتبَهُ العائدونَ منْ أساطينِ الإلحادِ، الَّذينَ ألجأتْهمْ الدَّلائلُ والبراهينُ إلى الإقرارِ باللهِ والإيمانِ بوجودِ اللهِ، وهمْ غيرُ قليلٍ، فكثيرٌ ممَّنْ تورَّطَ في هذا الضَّلالِ أبصرتْ عينهُ الحقيقةَ، فرجعَ عنْ هذهِ الضَّلالةِ، ومنْ ذلكَ على سبيلِ المثالِ الفيلسوفُ البريطانيُّ أنتوني فليو، الَّذي ألَّفَ كتابَهُ "هناكَ إلهٌ" وقدْ ترجمَهُ الدُّكتورُ عمرو شريف، بعنوانِ "رحلةُ عقلٍ" الإلحاد الجديد يخترق حصون الإسلام http://www.alukah.net/sharia/0/69557/..
وكذلكَ كريس موريسونُ، فلقدْ كانَ منْ كبارِ المنظِّرينَ للإلحادِ، ثمَّ رجعَ عنهُ وكتبَ كتابَهُ الشَّهيرَ "العلمُ يدعو للإيمانِ" نسخة من الكتاب http://uqu.edu.sa/files2/tiny_mce/plugins/filemanager/files/4150126/alelmyadolileman.pdf .، وهوَ كتابٌ ردَّ فيهِ على بعضِ الملحدينَ، ومِمَّا قالَهُ في كتابِهِ هذا: "إنَّ تقدُّمَ الإنسانِ منَ الوِجْهةِ الخُلُقيَّةِ وشعورَهُ بالواجبِ إنَّما هوَ أثرٌ منْ آثارِ الإيمانِ باللهِ".
وقالَ: "إنَّ غزارةَ التَّديُّنِ لَتكْشِفُ عنْ روحِ الإنسانِ، وترفعُهُ خطوةً خطوةً، حتَّى يشعرَ بالاتِّصالِ باللهِ، وإنَّ دعاءَ الإنسانِ الغريزيَّ للهِ بأنْ يكونَ في عونِهِ- هوَ أمرٌ طبيعيٌّ، وإنَّ أبسطَ صلاةٍ تسمو بهِ إلى مقرَبةٍ منْ خالقِهِ".
وقالَ: "إنَّ الوقارَ، والكرمَ، والنُّبلَ، والفضيلةَ، والإلهامَ، لا تنبعثُ عنِ الإلحادِ".
وقالَ: "بدونِ الإيمانِ كانتِ المدنيَّةُ تُفلسُ، وكانَ النِّظامُ ينقلبُ فوضى، وكانَ كلُّ ضابطٍ، وكلُّ كبحٍ يضيعُ، وكانَ الشَّرُّ يسودُ العالمَ؛ فعلينا أنْ نَثْبُتَ على اعتقادِنا بوجودِ اللهِ وعلى محبَّتِهِ".
وقالَ: "وما دامتْ عقولُنا محدودةً؛ فإنَّنا لا نقدرُ أنْ نُدركَ ما هوَ غيرُ محدودٍ، وعلى ذلكَ لا نَقدِرُ إلَّا أنْ نُؤمنَ بوجودِ الخالقِ المُدَبِّرِ الَّذي خلقَ الأشياءَ بما فيها تكوينُ الذَّرَّاتِ، والكواكبِ، والشَّمسِ".