خامسًا: العنايةُ بإبرازِ الحِكَمِ والعِلَلِ والغاياتِ في بيانِ الأحكامِ الشَّرعيَّةِ، والمبادرةُ إلى تقديمِ الحُلولِ المناسبةِ لأزماتِ العصرِ منْ خلالِ نُورِ الوحي ومقاصدِهِ الكبرى وقواعدِهِ المحكمةِ. ولهذا «لا بدَّ أنْ تُطَعَّمَ الأدلَّةُ الشَّرعيَّةَ معَ ناقصِي الإيمانِ، بدليلٍ منَ العقلِ ليقتنعَ، ولهذا تجدونَ القرآنَ مملوءًا بالأدلَّةِ العقليَّةِ؛ لأنَّهُ يُخاطبُ قومًا ليسَ عندَهمْ منَ الدِّينِ ما يحملُهمْ على قَبولِ الحقِّ منَ الكتابِ والسُّنَّةِ» لقاء الباب المفتوح (66/13).. فإنَّ «منَ النَّاسِ مَنْ لا يكتفي بالأدلَّةِ الشَّرعيَّةِ، بلْ يحتاجُ أنْ تُسندَ الأدلَّةُ الشَّرعيَّةُ عندَهُ بأدلَّةٍ عقليَّةٍ، ولهذا يَستدلُّ اللهُ - سبحانَهُ وتعالى- في آياتٍ كثيرةٍ بالأدلَّةِ العقليَّةِ، على ما أوحاهُ إلى نبيِّهِ منَ الأدلَّةِ الشَّرعيَّةِ» شرح رياض الصالحين لابن عثيمين (1/762)..