المقدم: أهلا ومرحبا بكم مستمعينا الكرام إلى هذه الحلقة المباشرة من برنامجكم "الدين والحياة"، نحييكم ونرحب بكم وحديثنا -بإذن الله- سيكون عن صلة الرحم.
مستمعينا الكرام تعد صلة الرحم من الواجبات الاجتماعية التي أمرنا الله –سبحانه وتعالى- بالحفاظ عليها وجعل أجر أوصالها عظيمًا عنده –سبحانه وتعالى-، فقد وصف الله –سبحانه وتعالى- قاطع الرحم بصفات سلبية كثيرة؛ وذلك لأن صلة الرحم دليل على إيمان الفرد واتباعه لسنة النبي –صلى الله عليه وسلم-.
في هذا الموضوع شيخ خالد عندما نتحدث عن مثل هذا الأمر المهم وهذه الصلات الاجتماعية التي رتب الدين الإسلامي الحنيف عليها الأجور العظيمة فيما يتعلق بأدائها حق أدائها، وفي المقابل أيضًا هناك الكثير من الوعيد على من يقصر في هذا الجانب.
لعلنا في البداية نوضح معنى صلة الرحم، ثم ننطلق إلى بقية المحاور التي تتعلق بفضلها، وفي نفس الوقت عقوبة قاطع الرحم.
الشيخ:- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية لك أخي عبد الله، وللإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات، أسال الله تعالى عن هذا اللقاء لقاء نافعًا مباركًا.
أما ما يتعلق بموضوع حلقتنا وهو (صلة الرحم).
صلة الرحم هي: أن يوصِّل الإنسان كل خير يستطيعه ويمكنه لذوي رحمه، فالصلة ضد القطع، والرحم هم: كل من اجتمعت معهم بولادة قريبة أو بعيدة، والرحم درجات ومراتب وليست على مرتبة واحدة، إنما الحديث عن أصل صلة الرحم، وأن من الحقوق التي جعلها الله تعالى بين الخلق أن يصلوا أرحامهم، وأن يوطدوا الصلة بين قرابتهم؛ وذلك أن العلاقات الاجتماعية تبدأ في الأصل بين اثنين ثم تمتد، في الأصل بدأت بين آدم وزوجه فجعلها سكنًا له، ومنهما بث رجالًا كثيرًا ونساء، منهم انبثقت هذه البشرية على اختلاف أجناسها.
وبالتالي نحن بحاجة إلى أن نعرف أن صلة الرحم هي النواة الأساسية لإقامة الحقوق بين الخلق، ولهذا جاء التأكيد بالنصوص وجاء التأكيد في الشريعة على صلة الرحم وبيان عظيم منزلتها ورفيع مكانتها، فصلة الأرحام هي أداء الحقوق المفروضة التي فرضها الله تعالى على ذوي الرحم وبعض الفرائض، ما زاد على ذلك من أوجه الإحسان التي ندب إليها النبي –صلى الله عليه وسلم- وهذا الحق ليس حادثًا ولا طارئًا في التشريع، بل هو قديم، فإن النبي –صلى الله عليه وسلم- أخبر بما جاء في صحيح الإمام مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: «إنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ حتّى إذا فَرَغَ منهمْ قامَتِ الرَّحِمُ، فقالَتْ: هذا مَقامُ العائِذِ مِنَ القَطِيعَةِ، قالَ: نَعَمْ، أما تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ؟ قالَتْ: بَلى، قالَ: فَذاكِ لَكِ» ثم بين الله –عز وجل- عقوبات من تقدموا ممن أفسدوا في الأرض وقطعوا أرحامهم، لذلك قال النبي –صلى الله عليه وسلم- بعد هذا الحديث الذي أخبر فيه أن حق الرحم ثابت منذ أصل الخلقة قال: «اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَهلْ عَسَيْتُمْ إنْ تَوَلَّيْتُمْ أنْ تُفْسِدُوا في الأرْضِ وتُقَطِّعُوا أرْحامَكُمْ* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فأصَمَّهُمْ وأَعْمى أبْصارَهُمْ* أفَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أمْ على قُلُوبٍ أقْفالُها} محمد:٢٢-٢٤.»صحيح البخاري:ح4830)، ومسلم:ح2554---
وكان الرحم في منزلة رفيعة فيما يتعلق بحق من وصلها أو حق من قطعها، ففي صحيح الإمام مسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ تَقُولُ مَن وصَلَنِي وصَلَهُ اللَّهُ، ومَن قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ» صحيح مسلم (2555) وهذا يؤكد مكانة صلة الرحم وفي حديث جُبير بن مُطعم قال –صلى الله عليه وسلم-: «لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قاطِعٌ» صحيح البخاري (5984)، ومسلم (2556) وذلك لعظيم مكانة صلة الأرحام فإن قطيعتها توجب المنع من دخول الجنة.
وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أحبَّ أنْ يُبْسَطَ لهُ في رِزْقِهِ، وأنْ يُنْسَأَ لهُ في أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رحمَهُ» صحيح البخاري (2067)، ومسلم (2557) وهذا يؤكد ضرورة العناية بصلة الأرحام، والنبي –صلى الله عليه وسلم- من أوائل ما جاء به الأمر بصلة الرحم، فإن النبي –صلى الله عليه وسلم- أمر بعبادة الله وحده، وأمر بترك الظلم وأوجه الأذى والضرر، وكان من ذلك أن أمر –صلى الله عليه وسلم- بصلة الأرحام.
وصلة الرحم منقبة عظيمة، ولذلك بادر النبي –صلى الله عليه وسلم- بالأمر بها واشتهر هذا حتى عند خصومه، فأبو سفيان عرف ذلك فجاء إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- لما أصاب قريشًا ما أصابهم من البلاء والشدة والكرب قال أبو سفيان للنبي –صلى الله عليه وسلم-: إنك تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم، وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم، وهذا قوله تعالى: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ﴾ الدخان: 10 إلى قوله: ﴿إِنَّكُمْ عَائِدُونَ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى﴾ الدخان: 15- 16 فالبطشة الكبرى كانت يوم بدر.[صحيح البخاري:ح1007]
فالمقصود أن النبي –صلى الله عليه وسلم- أكد هذا المعنى من أول مجيئه، وكانت من مناقبه –صلى الله عليه وسلم- التي حباه الله تعالى بها، وتزين بها –صلى الله عليه وسلم- حتى إن خديجة -رضي الله تعالى عنها- لما أخبرها النبي –صلى الله عليه وسلم- بالحديث بما جاءه من الوحي قالت: «كَلّا واللَّهِ ما يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوائِبِ الحَقِّ» صحيح البخاري (3)، ومسلم (160) فكان من أبرز خصاله –صلى الله عليه وسلم- أن قالت في وصفه: "إنك لتصل الرحم".
فصلة الرحم منزلتها عالية رفيعة، ومنزلتها كبيرة فينبغي أن تعرف وأن تدرك حتى يكون هذا عونًا لنا على أداء الحق الذي أمرنا الله تعالى به.
المقدم:- أحسن الله إليكم وبارك الله فيكم حديثنا متواصل في هذه الحلقة مستمعينا الكرام عن صلة الرحم في برنامجكم "الدين والحياة"، وبالتأكيد في صلة الرحم هناك الكثير من الفضائل التي وردت في النصوص الشرعية سواء في القرآن الكريم أو في سنة نبوية، وهي مما يكون في ضمن حديثنا في هذه الحلقة التي خصصناها للحديث عن صلة الرحم.
شيخ خالد عندما نتحدث أيضًا عن صلة الرحم، ربما في البداية جلينا معنى صلة الرحم، ثم تحدثنا عن حكم صلة الرحم أو ربما من الأجدر أن نتحدث عن حكم صلة الرحم هل هناك أحكام معينة تتعلق بصلة الرحم؟ أو أنه أمر واحد ليس فيه أحكام كثيرة؟
الشيخ:- حكم صلة الرحم تبين من النصوص السابقة، أن صلة الرحم فرض فرضه الله تعالى وأوجبه وجعل التفريط فيه موجبًا للعقوبة، وهذا يؤكد ضرورة العناية بصلة الرحم، النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول:« إن الرحم شجنة من الرحمن، فقال الله: من وَصَلَك وَصَلْتُه، ومن قَطَعَكِ قَطَعْتُه»[صحيح البخاري:ح5988]، هذا يدل على أن صلة الرحم من الحقوق الواجبة التي يحصل بها سعادة الدنيا وفوز الآخرة، والله –عز وجل- قال في محكم كتابه: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ محمد: 22 وأمر الله تعالى بالإحسان إلى القرابات، فالأصل صلة الرحم من الحقوق والفروض الواجبة التي أوجبها الله تعالى في هذه الشريعة، وفي الشرائع السابقة.
المقدم:- أحسن الله إليكم، وبارك الله فيكم شيخنا، أيضًا عندما نتحدث عن صلة الرحم لعله من المناسب أيضًا أن نورد من هم هؤلاء الأرحام الذين تجب صلتهم بالدرجة الأولى؟
الشيخ:- مثل ما ذكرت الرحم ليسوا على درجة واحدة، بل هم درجات: أعلاهم الوالدان، حقهم مقدم على غيرهم؛ ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لما سأله رجل من أبر؟ «قال: أمُّكَ، قال: ثمَّ مَن؟ قال: أمُّكَ، قال: ثمَّ مَن؟ قال: أمُّكَ، قال: ثمَّ مَن؟ قال: أبُوكَ، ثمَّ أدناكَ فأدناكَ» صحيح مسلم:ح (2548) فبين هذا أن صلة الرحم متفاوتة وليست على درجة واحدة، فكلما ازدادت القرابة وتوثقت الصلة بين الأرحام كان الحق أعظم، حق الابن، حق الأخ، حق الأخت، حق أقرب؛ من حق العم، من حق الخال، من حق ابن الخال، وهلمَّ جرًّا.
ولذلك قال: «أمك وأباك، ثم أختك وأخاك، ثم أدناك فأدناك» هكذا بين –صلى الله عليه وسلم- في بيان أن صلة الأرحام تكون على هذا النحو، وحدُّها بما دون الجد الرابع؛ لأنه لو أراد الإنسان أن يجري هذا على عمومه لزم منه أن يكون له صلة رحم بكل الخلق لأن الجميع اجتمع في رحم واحدة، وهو رحم حواء عليها السلام.
المقدم:- عندما يكون يا شيخ بعض العوائل مثلا، وفي بعض الحالات تكون الرحم متفرعة ومتشعبة كثيرًا جدًّا، كيف يمكن للإنسان أن يلم أو يدرك على الأقل الواجب في هذا الجانب في جانب صلة الرحم، لعل كثير يتساءلون عن هذا الأمر خاصة وأنه أحيانًا يتعذر أن يكون مثلا واصلًا للجميع في نفس الوقت.
الشيخ:- نعم أخي الكريم صلة الرحم لا تقتصر على صورة محددة، إنما تكون بكل صور الإحسان الممكنة، الإحسان القلبي بمحبة الخير لهم، الإحسان القولي بطيب القول لهم، الإحسان العملي بإيصال الخير لهم، وكفِّ الشر عنهم، وبالتالي عندما يبذل الإنسان جهده في أن يطرق هذه الأبواب جميعا ابتداء تجاه ذوي رحمه، ثم بعد ذلك بطيب قوله، وبعده بالإحسان العملي لاشك أن ذلك يحقق صلة الرحم، ومنه تفقد أحوالهم، ومنه النظر في شئونهم، ومنه القيام على حوائجهم، كل هذا من صلة الرحم التي ينبغي للمؤمن أن يحرص عليها، وأن يضرب بسهم فيها، وأن يكون هذا لا على وجه المكافأة لما يكون من إحسان الناس، بل يكون هذا على وجه المبادرة وحتى لو قصر أقاربه، حتى لو كان عندهم بُعدٌ عن القيام بما يجب تجاهه، إن حقهم أن يبادرهم الإحسان، وأن يبتدأهم به.
ولهذا جاء في الحديث حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في قصة الرجل الذي قالَ: "يا رَسُولَ اللهِ، إنَّ لي قَرابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إليهِم وَيُسِيؤُونَ إلَيَّ، وَأَحْلُمُ عنْهمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ"، فَقالَ: «لَئِنْ كُنْتَ كما قُلْتَ، فَكَأنَّما تُسِفُّهُمُ المَلَّ، وَلا يَزالُ معكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عليهم ما دُمْتَ على ذلكَ».[صحيح البخاري:ح2558/22]
فهذا يدل على أن صلة الرحم ليست مقصورة على أن يبتدئك أولئك بالإحسان، إنما يكون هذا حتى مع الإساءة منهم لأن هذا الرجل «قالَ: يا رَسُولَ اللهِ، إنَّ لي قَرابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إليهِم وَيُسِيؤُونَ إلَيَّ، وَأَحْلُمُ عنْهمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ»
المقدم:- يعني يا شيخ ليست مبررًا لأن يقطع رحمه أو كما يقال البعض: أبتعد عنهم مثلا.
الشيخ:- النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: «لَئِنْ كُنْتَ كما قُلْتَ، فَكَأنَّما تُسِفُّهُمُ المَلَّ وَلا يَزالُ معكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عليهم ما دُمْتَ على ذلكَ» فانظر ما دمت على هذه الحال أنت تصل هؤلاء وهم يقطعون، تحلم عليهم وهم يجهلون فيظهرك الله تعالى عليهم، وستكون في هذه الحال ظاهرًا عليهم بالتوفيق والتسديد والإعانة وشرح الصدر، وسيتندمون وتربح أنت، فيخسرون وتفوز أنت.
ولذلك ينبغي للإنسان أن يعود نفسه على بذل الإحسان والصبر على الإساءة وينتظر العواقب الجميلة، العواقب الجميلة على نحوين:
الأجر والثواب عند الله –عز وجل-.
والثاني: سيجعل له الله تعالى ظهورًا عاجلًا قبل أن يغادر هذه الدنيا.
المقدم:- أحسن الله إليكم نتواصل معكم مستمعينا الكرام في هذه الحلقة المباشرة من برنامجكم "الدين والحياة" وحديثنا مستمر عن صلة الرحم، نرحب بكم ونحييكم ونسعد بمواصلة الاستماع إلى برنامجنا في هذا اليوم، فاصل قصير مستمعينا الكرام ثم نعود بعده لمواصلة هذه الحلقة، تفضلوا بالبقاء معنا.
من جديد نحييكم ونرحب بكم في هذه الحلقة المباشرة من برنامجكم "الدين والحياة"، وحديثنا مستمر ومتواصل عن صلة الرحم مع ضيفنا فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح، شيخ خالد! حياك الله من جديد، وربما نتواصل في هذا الحديث عن صلة الرحم، وبعد أن أوردنا معنا صلة الرحم وحكمها، وكذلك أيضًا ما ورد بشأن صلة الرحم، وكذلك أيضًا فيما يتعلق بالأرحام الذين تجب صلتهم، لكن لعلي أسال هل هذه الصلة يا شيخ درجة واحدة أم أن لها درجات متعددة؟
الشيخ:- لا، بالتأكيد أنها درجات أخي الكريم، يعني مثل ما ذكرنا قبل قليل: إن صلة الرحم ليست على درجة واحدة، ولكنها متفاوتة، وهنا يسأل كثير من الناس كيف أصل رحمي؟ صلة الرحم لم يأت لها في الشريعة ضابط محدد مثلا بأن تزورهم يوميًّا أو أسبوعيًّا أو شهريًّا أو تلتقي بهم في المناسبات أو ما إلى ذلك أبدًا، إنما الذي جاء به هو الأمر المطلق وتفسير ذلك وبيانه هو الذي جرى به العرف، والعرف يختلف باختلاف الزمان، يختلف باختلاف المكان، يختلف باختلاف الحال، يختلف باختلاف الشخص، فكل هذه يعني معايير معتبرة في تحديد صلة الرحم.
فمثلًا ما يتعلق بصلة الرحم في الزمن المعاصر تختلف عنها في الزمن السابق.
اليوم ثمة أوجه كثيرة مما يمكن للناس أن يحققوا فيه صلة الأرحام لم تكن متيسرة في الزمن السابق، فلذلك ينبغي معرفة أن صلة الرحم مفهومها العام هو وصلهم بكل خير، وصلهم بكل بر، وصلهم بكل فضل، وقد جاء تأكيد هذا المعنى بالأمر بأدنى ما يكون من صلة الرحم حتى جاء في الحديث «بُلُّوا أرحامَكم ولو بالسَّلامِ» شعب الإيمان للبيهقي (7603) والحديث وإن كان في إسناده مقال، لكن معناه من حيث المطلوب من صلة الرحم في الصحيح، وهو أنه ينبغي للإنسان أن يبذل كل وسعه في صلة رحمه، ولو كان ذلك بالسلام كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «اتَّقوا النّارَ ولو بشِقِّ تمرةٍ، فإنْ لم تجِدوا فبكلمةٍ طيِّبةٍ» صحيح البخاري (1417)، ومسلم (1016).
المقدم:- يعني ليس هناك صورة واحدة لصلة الرحم، بل هناك صور متعددة لعل البعض ربما يا شيخ يربطها بأن هذه الصلة يجب أن تكون مثلا إحسانًا إلى هؤلاء الأرحام بتقديم سواء هدايا أو معونات أو غير ذلك من المساعدات.
الشيخ:- الإحسان وصلة الرحم منه ما يتعلق كما ذكرت بالقلب، ومنه ما يتعلق باللسان، ومنه ما يتعلق بالعمل، ومنه الكفاية طبعا، صلة الرحم فيما يتعلق بالنفقة الواجبة هي من صلة الرحم، وضابطها: النفقة على من ترثه، فكل من ورثته وجبت عليك الإنفاق عليه في حالينك
إذا كنت غنيًّا وكان فقيرًا أو محتاجًا، فإذا كنت غنيا وهو محتاج فإن النفقة في هذه الحال تجب.
وهذا القدر الواجب، أما قدر الفضل والمستحب فكثير وواسع يكون بالهدايا، يكون بالصلة، ويكون في المناسبات وفي غيرها.
المقدم:- نتواصل معكم في هذا الحديث مستمعينا الكرام وفي هذه الحلقة المباشرة من برنامجكم "الدين والحياة" وحديثنا مستمر عن صلة الرحم، لعله من المناسب أيضًا أن نأتي في هذا الجانب على كما تفضلتم بالتنويه على أن صلة الرحم لها الكثير من الصور، ولعله مما سهل الآن التواصل مع الأرحام هي وسائل التواصل الحديثة ربما يعني، وكذلك أيضًا الإمكانيات المتاحة في التقنية الحديثة التي سهلت مسألة التواصل مع الأرحام أكثر مما كانت عليه من قبل.
أيضًا يا شيخنا يعني هل هناك فوائد معينة لصلة الرحم كما تفضلتم أن هذه الأجور التي يحصل عليها الإنسان والفوائد والنفع الذي يحصل عليه الإنسان إذا وصل رحمه في الدنيا يحصل هذا الفضل ويحصل هذا النفع في الدنيا وفي الآخرة، فما هي الآثار التي يمكن أن تتحقق لهذا الإنسان في الدنيا وفي الآخرة إذا أدى هذه الصلة بالشكل الصحيح؟
الشيخ:- أخي الكريم نظرة عاجلة فيما يتعلق في النصوص الواردة في صلة الأرحام تبين عظيم الأجر المترتب على صلة الرحم، ولك أن تستحضر قول النبي –صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن الله –عز وجل- في قوله: «إنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ حتّى إذا فَرَغَ منهمْ قامَتِ الرَّحِمُ، فقالَتْ: هذا مَقامُ العائِذِ مِنَ القَطِيعَةِ» أي أنها تستعيذ من القطيعة قال الله –عز وجل-: «نَعَمْ، أما تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ؟»[تقدم] يا أخي صلة الرحم هي سبب صلة الله –عز وجل- بالعبد، ووصل الله تعالى العبد يأتيه بكل خير، ويدفع عنه كل شر، ويقربه من كل بر، ويبعد عنه كل ما يكره.
فهذه من فوائد صلة الرحم أن يصلك الله –عز وجل- ومن وصل الله فلا قاطع له، وقد قال في الحديث الآخر في إجابة الرحم: «من وصَلني وصلَه اللهُ، ومن قطعَني قطعَه اللهُ» سبق، وجاء أيضًا في فضل صلة الرحم ما ذكره النبي –صلى الله عليه وسلم- في حديث أنس في الصحيحين «من سرَّه أن يُبسَطَ له رزقُه، وأن يُنسَأَ له في أثرِه، فلْيَصِلْ رَحِمَه» سبق .
فذكر النبي –صلى الله عليه وسلم- أمرين:
الأمر الأول البسط وهذا كل يتمناه، والرزق سواء الرزق المعنوي أو الرزق المادي، الرزق المعنوي بصلاح القلوب واستقامتها وشرح الصدر وطيب النفس، والرزق المادي بالمال والعطاء والهبات التي يسوقها الله تعالى للعبد.
الأمر الثاني: أو ينسأ له في أثره أي يبسط له في الأجل هذا أحد المعنيين بمعنى أن يطيل عمره.
والثاني: أن يطيب ذكره في حياته وبعد موته، فينسأ له في أثره، يذكر بخير ويمدح على جميل صنعه وكريم عمله بصلة رحمه، ولذلك قال: «من سرَّه أن يُبسَطَ له رزقُه، وأن يُنسَأَ له في أثرِه، فلْيَصِلْ رَحِمَه».[تقدم].
الفائدة الثالثة من صلة الرحم: أن صلة الرحم موجبة لعون الله وتأييد الله –عز وجل- للواصل على كل من عاداه، ولذلك قال –صلى الله عليه وسلم-: «لَئِنْ كُنْتَ كما قُلْتَ، فَكَأنَّما تُسِفُّهُمُ المَلَّ» يعني تطعمهم الرماد الحاد ثم قال: «وَلا يَزالُ معكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عليهم ما دُمْتَ على ذلكَ» سبق، أي معين ونصير ومؤيد ما دمت على هذه الحال.
هذا بعض ما ذكره النبي –صلى الله عليه وسلم- فيما يناله الواصل، وما يدركه بصلة الرحم.
المقدم:- شيخ خالد جميل أن يُذكر هذا الأمر، ومن أيضًا الأمور الجميلة التي تذكر في هذا السياق في خاصة بما يتعلق بطول العمر وزيادة الرزق يعني ورد في بعض كتب العلماء أن زيادة الرزق تأتي مكافأة أو نظير إنفاق المال في صلة الرحم، وإنفاق المال الذي يستغرق أحيانًا أو يستهلك في صلة الرحم وفي المقابل أيضًا طول العمر فيما يتعلق بنظير الوقت الذي يقضيه هذا الإنسان في صلته إلى رحمه، كيف ترون هذا الجانب؟
الشيخ:- بالتأكيد أن ما ينفقه الإنسان في كل باب من أبواب الخير وفي صلة الأرحام على وجه الخصوص مما يفتح الله تعالى للعبد العطاء ويخلف عليه خيرًا فقد جاء في الحديث «اللَّهمَّ أعطِ مُنفقًا خلفًا وأعطِ مُمسكًا تلفًا» صحيح البخاري (1442)، ومسلم (1010)، وبالتالي العطاء الكريم من رب العالمين مكفول لكل من وصل رحمه بمال أو بغيره أن يصله الله، ولذلك قال: «مَن وصَلَنِي وصَلَهُ اللَّهُ، ومَن قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ» سبق.
والله –عز وجل- يقول في الحديث الآخر: «ألا ترضينَ أن أصلَ مَن وصلَكِ وأقطعَ مَن قطعكِ مَن وصلَك» سبق، والوصل هنا يشمل كل أوجه الإكرام والعطاء والبر والإحسان من الله –عز وجل-، فمن أنفق على أقاربه سواء نفقات واجبة أو فقط مستحبة فإنه يرجع أن يخلف الله تعالى عليه خيرًا، والله كريم –سبحانه وبحمده- يعطي على القليل الكثير.
المقدم:- يعني أيضًا هل يا شيخ يكفي لو الإنسان اقتصر على الأعياد، يعني مثلا يكون بشكل أسبوعي فيما يتعلق بأقرب الأقربين كأخوته مثلا وأقرب الناس لصوقًا به، أما الذين هم يأتون ليسوا الأبعاد وإنما في مرتبة ثانية مثلا يجعلهم مثلا في الأعياد ومناسبات الكبيرة هل هذا يكفي يا شيخ؟
الشيخ:- ما يكفي في كل الأقارب؛ لأن الأقارب ليسوا على درجة واحدة، لكن الأقارب الأبعاد أو الذين يسكنونك في البلد لاشك أن صلتهم تختلف عن صلة الوالدين، عن صلة الإخوة والأخوات الذين يسكنونك في بيت أو في حي، أو يسكنونك في بلد، فبالتأكيد أن طبيعة الصلة مختلفة، فمن الأقارب من لا تراهم إلا في المناسبات أو نحو ذلك أو أعياد وما أشبه ذلك كأبناء الأعمام الأباعد ونحو ذلك لاسيما إذا لم يكونوا في بلدك الواحد.
هذا الحد الأدنى، ثمة فضل أكبر وسباق في الفضائل بأن يبادر الإنسان إلى صلة رحمه بكل ما يستطيع مما يدخل السرور عليهم، واليوم الأمر لا يقتصر فقط على الالتقاء البدني، يمكن من خلال الرسالة، من خلال الحديث، من خلال هذه المجموعات التي يسرت التواصل وثمة صلات بين الأقارب إحياء مثل هذه يحصل به خير كبير.
المقدم: يعني هناك أيضًا ثلاث مراتب فيما يتعلق بالواصل والمكافئ والقاطع، لعلنا نشير إليها يا شيخ.
الشيخ: طبعا المراتب ثلاث:
أعلاها الواصل فيما يتعلق بالقيام بحق الأقارب، ثم بعد ذلك القطع والوصل ليس على درجة واحدة، بل درجات ولذلك قلت: هما قسمان؛ واصل، وقاطع، لكن ثمة قسم قد يظن أنه واصل وهو في الحقيقة لن يحقق الوصل الواجب وإن كان أدى بعض ما عليه وهو المكافئ، فالنبي –صلى الله عليه وسلم- قال: «ليسَ الواصِلُ بالمُكافِئِ»، والمقصود بالواصل المطلوب هذا المقصود بقوله –صلى الله عليه وسلم- «ليسَ الواصِلُ بالمُكافِئِ» صحيح البخاري(5991)
المقدم:- يعني الذي يصل من يصلوه مثلا.
الشيخ:- إي نعم الذي فقط يصل من وصلوه هو المكافئ، أما المبادر الذي لا ينتظر من الناس إحسانًا أو مبادرة فهذا هو الواصل على وجه الكمال.
المقدم:- جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم متواصلون معكم مستمعينا الكرام في هذه الحلقة المباشرة من برنامجكم "الدين والحياة"، وحديثنا مستمر في موضوعنا في هذه الحلقة عن صلة الرحم، فاصل قصير مستمعينا الكرام وبعده نعود لمواصلة هذه الحلقة من برنامجكم "الدين والحياة"، أهلًا وسهلًا بكم.
أهلا بكم من جديد مستمعينا الكرام في هذه الحلقة المباشرة من برنامجكم "الدين والحياة"، نتواصل معكم ومع فضيلة الشيخ الدكتور خالد المصلح وحديثنا مستمر في هذه الحلقة عن صلة الرحم، حياك الله من جديد شيخ خالد وربما في آخر هذه الحلقة وما تبقى لنا فيها من دقائق نتحدث عن القطيعة قطيعة الرحم وهي صلة الرحم يعني ما هو الحكم الوارد فيمن يقطع الأرحام؟ وما هي الصورة التي يمكن أن يتحقق بها أو تتحقق بها هذه القطيعة؟
الشيخ:- قطيعة الرحم هي قطع ما يجب أو قطع الإحسان، فقطع ما يجب هو أن يقصر فيما يجب على الشخص من حقوق أقاربه، أبرز مثال النفقات مثلا، ما يتعلق مثلا بالصلة بالسلام واللقاء وحسن الإكرام هذا كله مما ينبغي أن يتجنبه الإنسان، فالقطيعة هي مقابل الصلة وهي إيقاف على نحويين: إيقاف ما يجب وهذا محرم، وإيقاف ما تحسن به الصلات وتتأكد وهذا أقل أحواله الكراهة، لكن أخي الكريم هنا بما أن تحدثنا عن القطيعة، قضية مهمة نحتاج إلى أن نقف معها بعض الشيء وهو أن كثيرًا من الناس يستسلمون للقطيعة، بمعنى أنه لا يبادر أحد منهم بمعالجة القطيعة بالمعالجات التي تقطعها، وبالتالي تمتد القطيعة، وكلما مر زمن وامتد الوقت في التقاطع بين الأقارب تأصلت هذه القطيعة فيهم وفي أولادهم وفي ذريتهم.
وبالتالي ينبغي ألا يقتصر الإنسان بنظره على الحد القريب، بل ينبغي أن يكون بعيد النظر حديدَ الفكر يلاحظ العواقب والمآلات في تصرفاته، فإذا حصلت إشكالية بينه وبين أقاربه ينبغي أن يبادر إلى حلها، وينبغي أن يجتهد في معرفة أسبابها والسعي في إزالة ما يوجب استمرارها، وأن يحتسب الأجر في ذلك عند الله، والله تعالى يقول: ﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ النساء: 128، ويقول تعالى: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ الشورى: 40، والآيات والنصوص في هذا كثيرة في حقوق عموم المسلمين، فكيف للأقارب الذين لهم حق الصلة ولهم حق القرابة الموجبة للتراحم والتواصل؟
لذلك أنا أوصي إخواني بألا يستسلموا للقطيعة، أيها الإخوة والأخوات! الاستسلام للقطيعة معناه تحقيق مقصود الشيطان ومخالفة أمر الرحمن، وانقطاع خير كثير عن الإحسان، فينبغي أن نبادر إلى الصلح وأن نبادر إلى الإحسان، أن يهضم الإنسان حقه أو بعض حقه في سبيل توطيد الصلة، وهذا بالتأكيد سيعود عليه بالظفر والتوفيق والنصر والتأييد من رب العالمين.
المقدم:- شيخنا لعل كلمة أيضًا ننتهزها فرصة للتأكيد وأيضًا الحث على صلة الرحم، وإنهاء هذه القطيعة التي تحصل أحيانًا للأسف بين الإخوة في بيت واحد، أو أحيانًا تكون بين أحد الإخوة أو أحد الأبناء مع أحد والديه.
الشيخ:- هو هذا الإشكالية اللي تكلمنا عنها قبل قليل، أنه فيه من الناس من تمتد معه القطيعة إلى أمد طويلة، ولا فرق في هذا بين أن يكون معك في البيت أو بعيدًا، لكن بالتأكيد إذا كان معك وكانت القطيعة قائمة كان هذا أعظم إثمًا، يا أخي بعض الناس يبقى سنة وسنتين في بيت مع أبيه وأمه ومع أخوته وقد لا يسلم على أخيه، قد يكون هاجرًا أخاه، والنبي –صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيالٍ، وخيرهم من يبدأ بالسلام» صحيح البخاري (6077)، ومسلم(2560)
فاستحضار هذه المعاني وأن هذا إذا كان في صلة المسلم مع المسلم الأجنبي، فكيف بالمسلم الذي له حق القرابة فوق حق الإسلام، فينبغي التأكيد على هذه المعاني، والحرص والاجتهاد في التأليف والصلح والبعد عن أسباب الفرقة والخلاف ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾ الطلاق:2-3
المقدم:- أحسن الله إليكم في دقيقة يا شيخ، ما يعين على صلة الرحم؟ خاصة فيما يتعلق يا شيخ باستذكار هذه الأحاديث، هذه الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، وكذلك أيضًا بقبول الاعتذار، وحسن الظن، ومقابلة الإساءة بالإحسان، وبذل المستطاع من الخدمة بالنفس أو الجاه أو المال، وترك المنة في نفس الوقت، وترك فهم نفسيات الأقارب، وإنزال الأنفس منازل هؤلاء الأقارب بنفس الوقت أيضًا يعني بعض الأمور التي يمكن أن تعين على هذه الصلة؟
الشيخ:- أداء الحقوق أعظم ما يقرب القلوب الله –عز وجل- يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ النساء: 58 فبادر إلى أداء الحقوق، واجتنب البخس والظلم، وأحب لنفسك ما تحب لغيرك، كل ما تكره أن يعاملك به الناس فلا تعامل به قرباتك، ولا تعامل به غيرك.
وفيما يتعلق بالتهاجر كثير من التهاجر يقع بسبب إشكاليات أحيانًا تكون تافهة خصام أولاد، نزاع بين أطفال فيتدخل الكبار فتعظم القضية وتتباعد النفوس، الصغار يتصالحون وتذهب ما بينهم من خصومات ويبقى الأمر في نفوس الكبار، وأيضًا ينبغي ترك المفاخرة، وأحيانًا المباهاة، ينبغي ترك الكبر والعلو على الناس، من الأمور التي توجب الخلاف كثيرًا بين الناس في القرابات ما يتعلق بالميراث وتأخير أداء الحقوق بقسمة أو أداء الحقوق المالية التي تكون بينهم، فينبغي قطع كل سبب يباعد بين القلوب والسعي في كل ما يقرب القلوب.
وإذا كان الإنسان حريصًا على هذا فثق تمامًا أنه سيوفق إلى صلة الرحم، وإن غفل عن هذا سيقع ويتورط في أشياء كثيرة لا تعود عليه بالنفع في دينه ودنياه، نسأل الله أن يؤلف بين قلوبنا، وأن يصلح ذات بيننا، وأن يعيذنا من نزغات الشيطان، وأن يعنينا على القيام بحقه -جل في علاه- توحيدًا، وبحق الخلق أداء للأمانات والواجبات.
المقدم:- شكر الله لكم فضيلة الشيخ، وبارك الله فيكم وفي علمكم.
الشيخ:- الله يحفظكم، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم:- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.