×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

المكتبة المقروءة / فوائد من مجموع الفتاوى / منوع / الفناء الذي يوجد في كلام الصوفية يفسر بثلاثة أمور

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى :" الفناء " الذي يوجد في كلام الصوفية يفسر بثلاثة أمور: ( أحدها ) : فناء القلب عن إرادة ما سوى الرب والتوكل عليه وعبادته وما يتبع ذلك ، فهذا حق صحيح وهو محض التوحيد والإخلاص وهو في " الحقيقة " عبادة القلب وتوكله واستعانته وتألهه وإنابته وتوجهه إلى الله وحده لا شريك له وما يتبع ذلك من المعارف والأحوال . وليس لأحد خروج عن هذا، وهذا هو " القلب السليم " الذي قال الله فيه : {إلا من أتى الله بقلب سليم} وهو سلامة القلب عن الاعتقادات الفاسدة، والإرادات الفاسدة وما يتبع ذلك. وهذا " الفناء " لا ينافيه البقاء ؛ بل يجتمع هو والبقاء فيكون العبد فانيا عن إرادة ما سواه وإن كان شاعرا بالله وبالسوى وترجمته قول لا إله إلا الله وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول :«لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن». وهذا في "الجملة " هو أول الدين وآخره . ( الأمر الثاني ) : فناء القلب عن شهود ما سوى الرب فذاك فناء عن الإرادة وهذا فناء عن الشهادة . ذاك فناء عن عبادة الغير والتوكل عليه وهذا فناء عن العلم بالغير والنظر إليه، فهذا الفناء فيه نقص؛ فإن شهود الحقائق على ما هي عليه وهو شهود الرب مدبرا لعباده آمرا بشرائعه أكمل من شهود وجوده أو صفة من صفاته أو اسم من أسمائه والفناء بذلك عن شهود ما سوى ذلك . ولهذا كان الصحابة أكمل شهودا من أن ينقصهم شهود للحق مجملا عن شهوده مفصلا ولكن عرض كثير من هذا لكثير من المتأخرين من هذه الأمة . كما عرض لهم عند تجلي بعض الحقائق : الموت والغشي والصياح والاضطراب وذلك لضعف القلب عن شهود الحقائق على ما هي عليه وعن شهود التفرقة في الجمع ، والكثرة في الوحدة حتى اختلفوا في إمكان ذلك وكثير منهم يرى أنه لا يمكن سوى ذلك لما رأى أنه إذا ذكر الخلق أو الأمر اشتغل عن الخالق الآمر . وإذا عورض بالنبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه ادعى الاختصاص أو أعرض عن الجواب أو تحير في الأمر . وسبب ذلك أنه قاس جميع الخلق على ما وجده من نفسه؛ ولهذا يقول بعض هؤلاء: إنه لا يمكن حين تجلي الحق سماع كلامه ويحكى عن ابن عربي أنه لما ذكر له عن الشيخ شهاب الدين السهروردي أنه جوز اجتماع الأمرين . قال : نحن نقول له عن شهود الذات وهو يخبرنا عن شهود الصفات والصواب مع شهاب الدين فإنه كان صحيح الاعتقاد في امتياز الرب عن العبد... (الثالث) : فناء عن وجود السوى: بمعنى أنه يرى أن الله هو الوجود وأنه لا وجود لسواه لا به ولا بغيره وهذا القول والحال للاتحادية الزنادقة من المتأخرين كالبلياني والتلمساني والقونوني ونحوهم الذين يجعلون الحقيقة أنه عين الموجودات وحقيقة الكائنات وأنه لا وجود لغيره ؛ لا بمعنى أن قيام الأشياء به ووجودها به كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد : "ألا كل شيء ما خلا الله باطل". "مجموع الفتاوى" ( 10/337- 343).

المشاهدات:6199


قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى :" الفناء " الذي يوجد في كلام الصوفية يفسر بثلاثة أمور: ( أحدها ) : فناء القلب عن إرادة ما سوى الرب والتوكل عليه وعبادته وما يتبع ذلك ، فهذا حق صحيح وهو محض التوحيد والإخلاص وهو في " الحقيقة " عبادة القلب وتوكله واستعانته وتألهه وإنابته وتوجهه إلى الله وحده لا شريك له وما يتبع ذلك من المعارف والأحوال . وليس لأحد خروج عن هذا، وهذا هو " القلب السليم " الذي قال الله فيه : {إلا من أتى الله بقلب سليم} وهو سلامة القلب عن الاعتقادات الفاسدة، والإرادات الفاسدة وما يتبع ذلك. وهذا " الفناء " لا ينافيه البقاء ؛ بل يجتمع هو والبقاء فيكون العبد فانيا عن إرادة ما سواه وإن كان شاعرا بالله وبالسوى وترجمته قول لا إله إلا الله وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول :«لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن». وهذا في "الجملة " هو أول الدين وآخره . ( الأمر الثاني ) : فناء القلب عن شهود ما سوى الرب فذاك فناء عن الإرادة وهذا فناء عن الشهادة . ذاك فناء عن عبادة الغير والتوكل عليه وهذا فناء عن العلم بالغير والنظر إليه، فهذا الفناء فيه نقص؛ فإن شهود الحقائق على ما هي عليه وهو شهود الرب مدبرا لعباده آمرا بشرائعه أكمل من شهود وجوده أو صفة من صفاته أو اسم من أسمائه والفناء بذلك عن شهود ما سوى ذلك . ولهذا كان الصحابة أكمل شهودا من أن ينقصهم شهود للحق مجملا عن شهوده مفصلا ولكن عرض كثير من هذا لكثير من المتأخرين من هذه الأمة . كما عرض لهم عند تجلي بعض الحقائق : الموت والغشي والصياح والاضطراب وذلك لضعف القلب عن شهود الحقائق على ما هي عليه وعن شهود التفرقة في الجمع ، والكثرة في الوحدة حتى اختلفوا في إمكان ذلك وكثير منهم يرى أنه لا يمكن سوى ذلك لما رأى أنه إذا ذكر الخلق أو الأمر اشتغل عن الخالق الآمر . وإذا عورض بالنبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه ادعى الاختصاص أو أعرض عن الجواب أو تحير في الأمر . وسبب ذلك أنه قاس جميع الخلق على ما وجده من نفسه؛ ولهذا يقول بعض هؤلاء: إنه لا يمكن حين تجلي الحق سماع كلامه ويحكى عن ابن عربي أنه لما ذكر له عن الشيخ شهاب الدين السهروردي أنه جوز اجتماع الأمرين . قال : نحن نقول له عن شهود الذات وهو يخبرنا عن شهود الصفات والصواب مع شهاب الدين فإنه كان صحيح الاعتقاد في امتياز الرب عن العبد... (الثالث) : فناء عن وجود السوى: بمعنى أنه يرى أن الله هو الوجود وأنه لا وجود لسواه لا به ولا بغيره وهذا القول والحال للاتحادية الزنادقة من المتأخرين كالبلياني والتلمساني والقونوني ونحوهم الذين يجعلون الحقيقة أنه عين الموجودات وحقيقة الكائنات وأنه لا وجود لغيره ؛ لا بمعنى أن قيام الأشياء به ووجودها به كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد : "ألا كل شيء ما خلا الله باطل". "مجموع الفتاوى" ( 10/337- 343).

الاكثر مشاهدة

1. خطبة : أهمية الدعاء ( عدد المشاهدات82856 )
3. خطبة: التقوى ( عدد المشاهدات78094 )
4. خطبة: حسن الخلق ( عدد المشاهدات72448 )
6. خطبة: بمناسبة تأخر نزول المطر ( عدد المشاهدات60664 )
7. خطبة: آفات اللسان - الغيبة ( عدد المشاهدات54975 )
9. خطبة: صلاح القلوب ( عدد المشاهدات52207 )
12. خطبة:بر الوالدين ( عدد المشاهدات49363 )
13. فما ظنكم برب العالمين ( عدد المشاهدات47834 )
14. خطبة: حق الجار ( عدد المشاهدات44794 )
15. خطبة : الإسراف والتبذير ( عدد المشاهدات44025 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف