قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" والنسبة في " الصوفية " إلى الصوف ؛ لأنه غالب لباس الزهاد . وقد قيل هو نسبة إلى " صوفة " بن مر بن أد بن طابخة قبيلة من العرب كانوا يجاورون حول البيت . وأما من قال : هم نسبة إلى " الصفة " فقد قيل : كان حقه أن يقال : صفية وكذلك من قال : نسبة إلى الصفا ؛ قيل له : كان حقه أن يقال : صفائية . ولو كان مقصورا لقيل صفوية ؛ وإن نسب إلى الصفوة قيل : صفوية . ومن قال : نسبة إلى الصف المقدم بين يدي الله . قيل له : كان حقه أن يقال : صفية ولا ريب أن هذا يوجب النسبة والإضافة ؛ إذا أعطي الاسم حقه من جهة العربية . لكن " التحقيق " أن هذه النسب إنما أطلقت على طريق الاشتقاق الأكبر والأوسط دون الاشتقاق الأصغر ؛ كما قال أبو جعفر " العامة " اسم مشتق من العمى ؛ فراعوا الاشتراك في الحروف دون الترتيب وهو الاشتقاق الأوسط أو الاشتراك في جنس الحروف دون أعيانها وهو الأكبر . وعلى الأوسط قول نحاة الكوفيين " الاسم " مشتق من السمة . وكذلك إذا قيل الصوفي من " الصفا " وأما إذا قيل هو من " الصفة " أو " الصف " فهو على الأكبر . وقد تكلم بهذا الاسم قوم من الأئمة : كأحمد بن حنبل وغيره . وقد تكلم به أبو سليمان الداراني وغيره وأما الشافعي فالمنقول عنه ذم الصوفية وكذلك مالك - فيما أظن - وقد خاطب به أحمد لأبي حمزة الخراساني وليوسف بن الحسين الرازي ولبدر بن أبي بدر المغازلي وقد ذم طريقهم طائفة من أهل العلم ومن العباد أيضا من أصحاب أحمد ومالك والشافعي وأبي حنيفة وأهل الحديث والعباد ومدحه آخرون . و " التحقيق " فيه : أنه مشتمل على الممدوح والمذموم كغيره . من الطريق وأن المذموم منه قد يكون اجتهاديا وقد لا يكون وأنهم في ذلك بمنزلة الفقهاء في " الرأي " فإنه قد ذم الرأي من العلماء والعباد طوائف كثيرة. "مجموع الفتاوى" ( 10/369- 370).