قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" ويعرض في ذلك ميل النفس إلى الرئاسة والمال والصور .
فإذا كانت النفس غير قادرة على ذلك لم تطمع فيه كما تطمع مع القدرة ؛ فإنها مع القدرة تطلب تلك الأمور المحرمة ؛ بخلاف حالها بدون القدرة فإن الصبر مع القدرة جهاد ؛ بل هو من أفضل الجهاد . وأكمل من ثلاثة أوجه :
( أحدها ) : أن الصبر عن المحرمات أفضل من الصبر على المصائب .
( الثاني ) : أن ترك المحرمات مع القدرة عليها وطلب النفس لها أفضل من تركها بدون ذلك .
( الثالث ) : أن طلب النفس لها إذا كان بسبب أمر ديني – كمن خرج لصلاة أو طلب علم أو جهاد فابتلي بما يميل إليه من ذلك فإن صبره عن ذلك - يتضمن فعل المأمور وترك المحظور ؛ بخلاف ما إذا مالت نفسه إلى ذلك بدون عمل صالح .د
ولهذا كان يونس بن عبيد يوصي بثلاث يقول : لا تدخل على سلطان ، وإن قلت : آمره بطاعة الله . ولا تدخل على امرأة ؛ وإن قلت : أعلمها كتاب الله، ولا تصغ أذنك إلى صاحب بدعة وإن قلت : أرد عليه . فأمره بالاحتراز من " أسباب الفتنة " فإن الإنسان إذا تعرض لذلك فقد يفتتن ولا يسلم .