قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" ولهذا كان يونس بن عبيد يوصي بثلاث يقول : لا تدخل على سلطان ، وإن قلت : آمره بطاعة الله . ولا تدخل على امرأة ؛ وإن قلت : أعلمها كتاب الله . ولا تصغ أذنك إلى صاحب بدعة وإن قلت : أرد عليه . فأمره بالاحتراز من " أسباب الفتنة " فإذا قدر أنه ابتلي بذلك بغير اختياره أو دخل فيه باختياره وابتلي فعليه أن يتقي الله ، ويصبر ويخلص ويجاهد .
وصبره على ذلك وسلامته مع قيامه بالواجب من أفضل الأعمال كمن تولى ولاية وعدل فيها أو رد على أصحاب البدع بالسنة المحضة ولم يفتنوه ، أو علم النساء الدين على الوجه المشروع من غير فتنة لكن الله إذا ابتلى العبد وقدر عليه أعانه ، وإذا تعرض العبد بنفسه إلى البلاء وكله الله إلى نفسه . كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سمرة :«لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها».
"مجموع الفتاوى" ( 10/577).