قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" وحديث أبي كبشة في النيات مثل حديث البطاقة في الكلمات . وهو الحديث الذي رواه الترمذي وغيره عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم «أن رجلا من أمة النبي صلى الله عليه وسلم ينشر الله له يوم القيامة تسعة وتسعين سجلا كل سجل منها مدى البصر ويقال له هل تنكر من هذا شيئا ؟ هل ظلمتك ؟ فيقول :لا يا رب . فيقال له : لا ظلم عليك اليوم فيؤتى ببطاقة فيها التوحيد ؛ فتوضع في كفة والسجلات في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة».
فهذا لما اقترن بهذه الكلمة من الصدق والإخلاص والصفاء وحسن النية ؛ إذ الكلمات والعبادات وإن اشتركت في الصورة الظاهرة فإنها تتفاوت بحسب أحوال القلوب تفاوتا عظيما . ومثل هذا الحديث الذي في حديث : المرأة البغي التي سقت كلبا فغفر الله لها ؛ فهذا لما حصل في قلبها من حسن النية والرحمة إذ ذاك ومثله قوله صلى الله عليه وسلم « إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت . يكتب الله له بها سخطه إلى يوم القيامة »
"مجموع الفتاوى" ( 10/734- 735).