قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" ومما يبنى على هذا مسألة معروفة - بين أهل السنة وأكثر العلماء وبين بعض القدرية - وهي " توبة العاجز عن الفعل " كتوبة المجبوب عن الزنا وتوبة الأقطع العاجز عن السرقة ونحوه من العجز ؛ فإنها توبة صحيحة عند جماهير العلماء من أهل السنة وغيرهم.
وخالف في ذلك بعض القدرية ؛ بناء على أن العاجز عن الفعل لا يصح أن يثاب على تركه الفعل ؛ بل يعاقب على تركه.
وليس كذلك ؛ بل إرادة العاجز عليها الثواب والعقاب كما بينا ، وبينا أن الإرادة الجازمة مع القدرة تجري مجرى الفاعل التام فهذا العاجز إذا أتى بما يقدر عليه من مباعدة أسباب المعصية بقوله وعمله وهجرانها وتركها بقلبه كالتائب القادر عليها سواء فتوبة هذا العاجز عن كمال الفعل كإصرار العاجز عن كمال الفعل".
"مجموع الفتاوى" ( 10/ 746).