بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَبِهِ نَستَعِينُ
قَالَ الشَّيخُ الإِمَامُ العَالِمُ العَلاَّمَةُ، البَارِعُ النَّاقِدُ المُحَقِّقُ أبُوعَبدِاللَّهِ بَدرُ الدِّينِ مُحمَّدُ ابنُ الشَّيخِ الصَّالحِ عَلاءِ الدِّينِ عَلِيِّ ابنِ شَمسِ الدِّينِ محمَّدِ بنِ أسْبَا سَلارَ البَعلِيِّ الحنبَليِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَرَضِيَ عَنهُ وَأَرضَاهُ:
الحمدُ للَّهِ المُهَيمِنِ السَّلامِ، الذي شَرَعَ الحَلالَ والحرامَ، وخَصَّ نَوعَ الإنسان بمزيدِ الطَّولِ والإنعام، وهَدَى أهلَ السعادةِ مِنْهُمْ للإسلام، وَوفَّقَ مَنْ لَطَفَ به واختاره لِتعلُّمِ الأحكامِ، وجَعَلَ قائدَهُمْ إليه سيدَنا محمداً المصطفى خيرَ الأنامِ ، عليهِ أفضلُ الصلاةِ والسلامِ، وعلى آلهِ وأصحابِهِ الغُرِّ الكرامِ، صلاةً دائمةً مَدَى الدَّهرِ والأيامِ .
أما بعدُ:
فهذا مختصرٌ في الفقهِ على مذهبِ الإمامِ المبجَّلِ، والحَبْرِ المفضَّل أبي عبدِ الله أحمدَ بنِ محمدِ بنِ حنبلٍ، رضي الله عنه وأرضاه، وجعلَ الجنة مأواه، جعلته على القولِ الصحيحِ مما اختارهُ مُعْظَمُ الأصحابِ، تسهيلاً على الطلابِ، وتذكرةً لأولي الألبابِ، مَعَ كثرةِ عِلْمِهِ، وقِلَّةِ حَجْمِهِ ، نسألُ الله النَّفْعَ بِهِ، وأن يَجْعَلَهُ خالصاً لِوجهِهِِ الكريمِ بِمَنِّهِ وكَرَمِهِ؛ إنه مَنَّانٌ كريم.
كِتَابُ الطَّهارةِ
لا تصحُّ إِلا بماءٍ مطلقٍ ، باقٍ على أصلِ خِلقَتِه، لا بِمُسْتَعْمَلٍ قلِيلاً في طُهْرٍ ولو مَسنُونٍ، ولا بِمتغيّرٍ بِمُخالطٍ يمكنُ صونُهُ عنه كزعفرانٍ، لا مِلحَ ماءٍ وتُرابٍ.
وينجُسُ بِملاقاةِ نَجِسٍ إن تغيّر، أو لم يُقارِبْ خَمسَمِائَةِ رطلٍ بَغداديٍّ، ويَطْهُرُ الكثيرُ إما بزوالِه بِنَفْسِهِ أو بإضافةِ طَهُورٍ كثيرٍ، أو نَزْحٍ يبقى بعدَه كثيرٌ، والقليلُ بالإضافةِ فقط.
ولا تجوزُ طهارةُ رجلٍ بفضلِ طَهُورِ امرأةٍ قليلٍ خَلَتْ به، ويبني الشَّاكُّ على اليقين، ولا يتحرَّى لاشتباهِ طَهُورٍ بنجسٍ، بل يتيمَّمُ، ولاشتباهِ طَهُورٍ بطاهرٍ يتوضأُ بكلٍّ، وثوبٍ نجسٍ بطاهرٍ يصلِّي بكلٍّ بعدَدِ النَّجِسِ، ويزيدُ صلاةً، ولو نَسِيَ صلاةً من يومٍ لا بعينِهَا أعادَ الكلَّ.