ثُمَّ قَالَ - أَلاَ وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلاَئِقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ أَلاَ وَإِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُصَيْحَابِي فَيُقَالُ إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} فَيُقَالُ إِنَّ هَؤُلاَءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ.
120- باب قوله {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.
4626- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ وَإِنَّ نَاسًا يُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ} إِلَى قَوْلِهِ {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
بسم الله الرحمن الرحيم.
سورة الأنعام.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ {فِتْنَتَهُمْ} مَعْذِرَتَهُمْ. {مَعْرُوشَاتٍ} مَا يُعْرَشُ مِنَ الْكَرْمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. {حَمُولَةً} مَا يُحْمَلُ عَلَيْهَا. {وَلَلَبَسْنَا} لَشَبَّهْنَا. {يَنْأَوْنَ} يَتَبَاعَدُونَ. {تُبْسَلُ} تُفْضَحُ. {أُبْسِلُوا} أُفْضِحُوا. {بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ} الْبَسْطُ الضَّرْبُ. {اسْتَكْثَرْتُمْ} أَضْلَلْتُمْ كَثِيرًا. {ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ} جَعَلُوا لِلَّهِ مِنْ ثَمَرَاتِهِمْ وَمَالِهِمْ نَصِيبًا وَلِلشَّيْطَانِ وَالأَوْثَانِ نَصِيبًا. {أَمَّا اشْتَمَلَتْ} يَعْنِي هَلْ تَشْتَمِلُ إِلاَّ عَلَى ذَكَرٍ، أَوْ أُنْثَى فَلِمَ تُحَرِّمُونَ بَعْضًا وَتُحِلُّونَ بَعْضًا. {مَسْفُوحًا} مُهْرَاقًا. {صَدَفَ} أَعْرَضَ.
{أُبْلِسُوا} أُويِسُوا، وَ{أُبْسِلُوا} أُسْلِمُوا. {سَرْمَدًا} دَائِمًا. {اسْتَهْوَتْهُ} أَضَلَّتْهُ. {يَمْتَرُونَ} يَشُكُّونَ. {وَقْرٌ} صَمَمٌ وَأَمَّا الْوِقْرُ الْحِمْلُ. {أَسَاطِيرُ} وَاحِدُهَا أُسْطُورَةٌ وَإِسْطَارَةٌ وَهِيَ التُّرَّهَاتُ.
{الْبَأْسَاءُ} مِنَ الْبَأْسِ وَيَكُونُ مِنَ الْبُؤْسِ. {جَهْرَةً} مُعَايَنَةً الصُّوَرُ جَمَاعَةُ صُورَةٍ كَقَوْلِهِ سُورَةٌ وَسُوَرٌ مَلَكُوتٌ مُلْكٌ مِثْلُ رَهَبُوتٍ خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ وَيَقُولُ تُرْهَبُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُرْحَمَ. {جَنَّ} أَظْلَمَ يُقَالُ عَلَى اللهِ حُسْبَانُهُ أَيْ حِسَابُهُ وَيُقَالُ حُسْبَانًا مَرَامِيَ وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ. {مُسْتَقَرٌّ} فِي الصُّلْبِ، وَ{مُسْتَوْدَعٌ} فِي الرَّحِمِ. الْقِنْوُ الْعِذْقُ وَالاِثْنَانِ قِنْوَانِ وَالْجَمَاعَةُ أَيْضًا قِنْوَانٌ مِثْلُ صِنْوٍ وَصِنْوَانٍ.