وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :" قاعدة نافعة في وجوب الاعتصام بالرسالة ، وبيان أن السعادة والهدى في متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وأن الضلال والشقاء في مخالفته وأن كل خير في الوجود ، إما عام وإما خاص فمنشؤه من جهة الرسول وأن كل شر في العالم مختص بالعبد فسببه مخالفة الرسول أو الجهل بما جاء به وأن سعادة العباد في معاشهم ومعادهم باتباع الرسالة . والرسالة ضرورية للعباد لا بد لهم منها وحاجتهم إليها فوق حاجتهم إلى كل شيء والرسالة روح العالم ونوره وحياته فأي صلاح للعالم إذا عدم الروح والحياة والنور ؟
والدنيا مظلمة ملعونة إلا ما طلعت عليه شمس الرسالة وكذلك العبد ما لم تشرق في قلبه شمس الرسالة ويناله من حياتها وروحها فهو في ظلمة ؛ وهو من الأموات قال الله تعالى : {أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها}.
فهذا وصف المؤمن كان ميتا في ظلمة الجهل فأحياه الله بروح الرسالة ونور الإيمان وجعل له نورا يمشي به في الناس .
وأما الكافر فميت القلب في الظلمات . وسمى الله تعالى رسالته روحا والروح إذا عدم فقد فقدت الحياة قال الله تعالى : { وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا } فذكر هنا الأصلين وهما : الروح والنور فالروح الحياة والنور النور .
" مجموع الفتاوى" ( 19/93- 94).