الحمد لله رب العالمين و أصلي و أسلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين أما بعد:
(وقول عبد الله بن رواحة الذي أنشده للنبي صلى الله عليه وسلم وأقره عليه:
شهـدت بأن وعد الله حق وأن النار مثوى الكافرينا
وأن العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمينا
وقول أمية بن أبي الصلت الثقفي الذي أنشد للنبي صلى الله عليه وسلم هو وغيره من شعره فاستحسنه وقال: (آمن شعره وكفر قلبه) حيث قال:
مجدوا الله فهو للمجــد أهل ربنا في السماء أمسى كبيرا
بالبناء الأعلى الذي سبق الناس وسوى فوق السماء سريرا
شرجعا ما يناله بصر العـيـ ن ترى دونه الملائك صورا
وقوله في الحديث الذي في المسند([1]): ((إن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا)) وقوله في الحديث: ((يمد يديه إلى السماء يقول يا رب يا رب)) ([2]) إلى أمثال ذلك مما لا يحصيه إلا الله مما هو من أبلغ المتواترات اللفظية والمعنوية التي تورث علما يقينا من أبلغ العلوم الضرورية أن الرسول صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله ألقى إلى أمته المدعوين - أن الله سبحانه على العرش وأنه فوق السماء كما فطر الله على ذلك جميع الأمم عربهم وعجمهم في الجاهلية والإسلام؛ إلا من اجتالته الشياطين عن فطرته)
فما ذكره الشيخ من الآثار دل على ما تقدم من أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين هذا المقام بيانا عظيماً وهو استواء الله جل وعلا على عرشه وعلوه على خلقه , فعلو الله جل وعلا واستواؤه على عرشه جاء متواتراً لفظاً ومعنى وهذا يورث (علماً يقينياً من أبلغ العلوم الضرورية)يعنى من آكدها أنه سبحانه وتعالى مستو على عرشه وأنه عال على خلقه وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ أمته هذا الأمر بلغهم علو الله جل وعلا على خلقه وأنه سبحانه على عرشه , ثم بعد أن فرغ من ذكر الأدلة على علو الله عز وجل –الأدلة السمعية من الكتاب والسنة – ذكر الدليل الثالث الدال على علو الله جل وعلا وهو دليل الفطرة. فقال: (كما فطر الله على ذلك)أي على علوه سبحانه و تعالى و أنه بائن من خلقه فطر على ذلك (جميع الأمم عربهم وعجمهم في الجاهلية والإسلام)ولذلك علو الله جل و علا مما أجمعت عليه الأمم , على اختلاف عصورها وعقائدها. فإنه أمر أجمع عليه الخلق ولذلك كان إنكاره من أمحل المحال. والمعارضة فيه من أكبر ما حصل من التناقض عند المتكلمين لذلك تخبطوا فيه تخبطاً بيناً كما سيتبين لنا إن شاء الله في عرض مذاهبهم.
ثم قال (إلا من اجتالته الشياطين عن فطرته)وهذا استثناء ولكن هذا الاستثناء القليل باعتبار الجمع الغفير من الخلق لا يعد خارقاً للإجماع لأنه حصل بعد استقرار الفطرة استقرار فطرة الخلق على علو الله جل وعلا وما طرأ من خلاف بعد الإجماع لا يعد مخالفاً أو معارضاً للإجماع.
قال: (ثم عن السلف) وهذا إجماع أخص من الإجماع السابق. فبعد أن ذكر إجماع الأمم ذكر إجماع السلف خصوصاً وهم خير القرون وخير الخلق بعد النبيين على أن الله سبحانه وتعالى عال على العرش 0
قال رحمه الله:
(ثم عن السلف في ذلك من الأقوال ما لو جمع لبلغ مئين أو ألوفاً ثم ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا عن واحد من سلف الأمة لا من الصحابة ولا من التابعين لهم بإحسان ولا عن الأئمة الذين أدركوا زمن الأهواء والاختلاف حرفٌ واحد يخالف ذلك لا نصا ولا ظاهرا)
بعد أن ذكر إجماع السلف قال إنه لم ينقل عن أحد من السلف رحمهم الله ما يخالف هذا ولا في حرف واحد وانظر حيث قال (ثم ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا عن واحد من سلف الأمة لا من الصحابة ولا من التابعين لهم بإحسان) كل هؤلاء لم ينقل عنهم مخالف في هذا ولا في حرف واحد ثم قال (ولا عن الأئمة الذين أدركوا زمن الأهواء والاختلاف حرف واحد يخالف ذلك) وقيد ذلك بأن الأئمة أدركوا زمن الأهواء والاختلاف ليجيب على شبهة عند المتكلمين حيث قالوا : إن السلف لم يتكلموا بهذا لأن المسألة لم تطرأ في عصرهم وهي مستقرة عندهم فأراد أن يبين خطأهم في ذلك حيث قال : (الأئمة الذين أدركوا زمن الأهواء والاختلاف لم ينقل عنهم حرف يخالف ذلك)يعني يخالف تقرير علو الله عز وجل لا نصاً ولا ظاهراً يعني لا بالنص ولا بدلالة الظاهر فدل ذلك على أنهم رحمهم الله مطبقون على الإقرار بعلو الله جل وعلا.
(ولم يقل أحد منهم قط : إن الله ليس في السماء ولا أنه ليس على العرش ولا أنه بذاته في كل مكان ولا أن جميع الأمكنة بالنسبة إليه سواء ولا أنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا أنه لا متصل ولا منفصل ولا أنه لا تجوز الإشارة الحسية إليه بالأصابع ونحوها)
الشيخ رحمه الله بعد أن ذكر عقيدة السلف ذكر أنه لم ينقل عنهم حرف في ذلك ولم يقل أحد منهم قط ثم ذكر حكايات أقوال أو ثم حكى أقوال المبتدعة المتكلمين في مسألة العلو فقال :(لم ينقل عن أحد منهم قط أن الله ليس في السماء)كما تقوله الجهمية واعلم أن هذه الأقوال في مجموعها ترجع إلى قولين صدرا عن الجهمية الذين هم أصل الضلال في باب الأسماء والصفات وفي باب ما يتعلق بالله عز وجل مما يجب له من التعظيم والإجلال.
هؤلاء الجهمية انقسموا إلى قسمين :جهمية معطلة ، وجهمية حلولية.
الجهمية المعطلة: صاروا على قاعدتهم في نفي صفات الله عز وجل , حيث إنهم أخلوا الله جل وعلا عن أسمائه وصفاته التي أثبتها لنفسه أو أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم وهؤلاء هم الذين قالوا : إن الله ليس في السماء وإنه ليس على العرش ومن أقوالهم أيضا (أنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصل ولا منفصل وأنه لا تجوز الإشارة الحسية إليه بالأصابع) كل هذا من أقوال الجهمية المعطلة.
وأما القسم الثاني وهم الجهمية الحلولية : قالوا بأن الله في كل مكان ولذلك حكـى قولهم في قوله : (ولا أنه بذاته في كل مكان)وهذا يناقض القول الأول والسبب في هذا كما يشير بعض الباحثين , يقول : إن الجهمية في أول أمرهم كانوا حلولية ثم إنه لما اطلعوا على ما كتبه اليونان وما ذكره الفلاسفة من وجود شيء مجرد لا داخل العالم ولا خارجه انتقلوا إليه عن مقولتهم الأولى ولذلك ذكر الشيخ –شيخ الإسلام رحمه الله- أن الجهمية عندهم انفصام , فتجدهم في مسألة البحث والنظر يقولون : إن الله ـ جل وعلا تعالى عما يقولون ـ ليس داخل العالم أو خارجه ولا متصل ولا منفصل وإنه ليس فوق السماء وإنه ليس على العرش .
هذا من جهة البحث والنظر أما من جهة التعبد فإنهم يقولون : إن الله سبحانه وتعالى في كل مكان وحلل ذلك , أو برر هذا القول وبين علته فقال: إنهم في البحث والنظر لا يحتاجون إلى إثبات شيء فلو توصلوا إلى إثبات العدم الذي وصفوه بأنه هو الله لم يكن ذلك محرجا لهم لكن في العبادة لابد من التوجه إلى معبود مقصود ولذلك قالوا إنه موجود في كل مكان , وعن هؤلاء الجهمية المعطلة والجهمية الحلولية أخذت الفرق الكلامية عقيدتهم في باب علو الله عز وجل فالمعتزلة والأشاعرة والكلابية هم تبع للجهمية في هذا الباب لم يأتوا بمزيد إنما انقسموا في المسألة على هذين القولين : قول الجهمية المعطلة وقول الجهمية النفاة , وقول الجهمية الحلولية. وأما قولهم: إنه لا تجوز الإشارة الحسية إليه بالأصابع فهذا تتفق عليه كل الفرق الكلامية وقد أبطله الشيخ رحمه الله بما استدل من ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال (بل قد ثبت في الصحيح عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خطب خطبته العظيمة يوم عرفات في أعظم مجمع حضره الرسول صلى الله عليه وسلم جـعل يقول ((ألا هل بلغت)) فيقولون نعم فيرفع إصبعه إلى السماء وينكبها إليهم ويقول ((اللهم اشهد)) ([3])غير مرة وأمثال ذلك كثير) دلالة الحادثة التي فيها رفع الإصبع إلى السماء إشارة إلى علو الله جل وعلا وما أشبه ذلك من النصوص.
ثم قال رحمه الله :
(فإن كان الحق فيما يقول هؤلاء السالبون النافون للصفات الثابتة في الكتاب والسنة من هذه العبارات ونحوها , دون ما يفهم من الكتاب و السنة إما نصاً وإما ظاهراً , فكيف يجوز على الله ثم على رسوله ثم على أخير الأمة أنهم يتكلمون دائماً بما هو نص أو ظاهر في خلاف الحق , ثم الحق الذي يجب اعتقاده لا يبوحون به قط ولا يدلون عليه لا نصا ولا ظاهرا حتى يجيء أنباط الفرس والروم وفروخ اليهود والنصارى والفلاسفة يبينون للأمة العقيدة الصحيحة التي يجب على كل مكلف أو كل فاضل أن يعتقدها لأن كل ما يقوله هؤلاء المتكلمون والمتكلفون وهو الاعتقاد الواجب وهم مع ذلك أحيلوا في معرفته على مجرد عقولهم وأن يدفعوا بما اقتضى قياس عقولهم ما دل عليه الكتاب والسنة نصاً وظاهراً , لقد كان ترك الناس بلا كتاب ولا سنة أهدى لهم وأنفع على هذا التقدير بل كان وجود الكتاب والسنة ضررا محضاً في أصل الدين)
لماذا ؟ لأن ظاهر الكتاب والسنة يدل على خلاف الواقع , يدل على خلاف ما يجب أن يعتقد في الله سبحانه وتعالى. في حين أن العقول والأقيسة هي التي دلت على الله سبحانه وتعالى الدلالة الصحيحة وعلى هذا هل يكون الكتاب والسنة قد زاد الناس هدى وبصيرة في ربهم أم أنه زادهم ضلالا وحيرة في ربهم ؟ لازم كلام قول المتكلمين أن يكون الكتاب والسنة زادهم حيرة وضلالة لأنه لم يدلهم على الحق ولا على ما يجب في باب أسماء الله وصفاته وهذا كذب وضلال ومن أعظم التهمة لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
ثم قال رحمه الله:
(فإن حقيقة الأمر على ما يقوله هؤلاء إنكم يا معشر العباد لا تطلبوا معرفة الله عز وجل وما يستحقه من الصفات نفياً وإثباتاً لا من الكتاب ولا من السنة ولا من طريق سلف الأمة ولكن انظروا أنتم فما وجدتموه مستحقاً له من الصفات فصفوه به سواء كان موجوداً في الكتاب و السنة أو لم يكن وما لم تجدوه مستحقاً له في عقولكم فلا تصفوه به).
فالمرجع في إثبات ما يجب لله عز وجل وفي نفي ما يمتنع عليه سبحانه وتعالى ولا يتصف به إلى العقل وأما الكتاب والسنة فلا حاجة إليهما. هذه حقيقة أمر هؤلاء ولذلك من تأمل ما وصلت إليه مقدماتهم علم خطورة بدعتهم وأنها كفر كما قال الشيخ رحمه الله , هي من أعظم الطرق الموصلة إلى الكفر بالله ورسوله ثم هؤلاء الذين اعتمدوا على عقولهم انقسموا إلى فريقين , في طريقة إثبات ما يجب لله سبحانه وتعالى ويشير إليهما الشيخ في قوله:
(ثم هم ها هنا فريقان أكثرهم يقولون : ما لم تثبته عقولكم فانفوه ومنهم من يقول بل توقفوا فيه وما نفاه قياس عقولكم الذي أنتم فيه مختلفون ومضطربون اختلافاً أكثر من أي اختلاف على وجه الأرض فانفوه وإليه عند التنازع فأرجعوا فإنه الحق الذي تعبدتم به وما كان مذكوراً في الكتاب والسنة مما يخالف قياسكم هذا ويثبت ما لم تدركه عقولكم على طريقة أكثرهم فاعلموا أني أمتحنكم لا لتعلموا بتنزيله ولا لتأخذوا الهدى منه لكن لتجتهدوا في تخريجه على شواذ اللغة ووحشي الألفاظ وغرائب الكلام وأن تسكتوا عنه مفوضين علمه إلى الله مع نفي دلالته على شيء من الصفات هذا حقيقة الأمر على رأي هؤلاء المتكلمين).
الشيخ رحمه الله في هذا المقطع لخص حقيقة أمرهم في النصوص وكأنه يقول أن الله سبحانه وتعالى أمرهم في باب الأسماء والصفات أن يرجعوا إلى عقولهم فينظروا هذا هو الاحتمال الأول إما أن ينظروا إلى ما أثبتته العقول فيثبتوه وهذا هو الطريق الأول وما لم تثبته العقول فينفونه هذا طريق. طبعا ما أثبتته العقول يثبتونه جميعا ,و ما لم تثبته العقول افترقوا فيه إلى فريقين , فريق نفاة وفريق توقف وهذا مجمل طريقهم وهو في الحقيقة طريق التعطيل و التفويض وسيأتينا في كلام الشيخ أن الناس انقسموا في باب ما أخبر الله سبحانه وتعالى به عن نفسه من الأسماء والصفات إلى طرق , طريق التجهيل وطريق التأويل وطريق التخييل.
أما طريق التأويل: فهو معروف وهو صرف الألفاظ عن ظاهرها لغير مقتضي وهو طريق المتكلمين.
الطريق الثاني: طريق التجهيل : وهؤلاء هم المفوضة الذين قالوا : إن الله خاطب الناس بألفاظ لا حقيقة لها لا معاني لها , معناها غير معلوم لا معنى لها.
الطريق الثالث :وهم طريق التخييل: وهم الفلاسفة الذين قالوا أن أخبر بخيالات ليجذب الناس ويحملهم على العبادة وأنه لا حقيقة حتى تعدى أمرهم إلى إنكار البعث وقالوا : إنه لا بعث وإنما أخبرت الرسل بذلك حتى يحملوا الناس على فعل الخير وعلى ترك الشر. وقد يشير الشيخ رحمه الله فيما يأتي إلى هذه الطرق.
والطريق الرابع: هو طريق السلف: وسيذكره الشيخ رحمه الله في الفصل القادم. وهو أن يقف المؤمن في هذا الباب على ما ذكره الله سبحانه وتعالى عن نفسه أو أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تمثيل ولا تكييف.
ثم قال رحمه الله :(وهذا الكلام قد رأيته صرح بمعناه طائفة منهم وهو لازم لجماعتهم لزوماً لا محيد عنه ومضمونه أن كتاب الله لا يُهتدى به في معرفة الله وأن الرسول معزولٌ عن التعليم والإخبار بصفات من أرسله وأن الناس عند التنازع لا يردون ما تنازعوا فيه إلى الله والرسول بل إلى مثل ما كانوا عليه في الجاهلية وإلى مثل ما يتحاكم إليه من لا يؤمن بالأنبياء كالبراهمة والفلاسفة وهم المشركون والمجوس وبعض الصابئين وإن كان هذا الرد لا يزيد الأمر إلا شدة ولا يرتفع الخلاف به إذ لكل فريق طواغيت يريدون أن يتحاكموا إليهم وقد أمروا أن يكفروا بهم)
الطواغيت المشار إليها. طواغيت : جمع طاغوت وهو ما يطغى به الإنسان عن الحق زيادة أو نقصا. ويشير هنا إلى القواعد التي قرروها والشبه الكبار التي أصلوها , فتجد أحدهم يقول : لا نثبت هذا لله وهذا محال عليه عقلاً ، والآخر يقول : هذا واجب له عقلا . وسر الاختلاف بين هذا وهذا أن كلاً منهم نصب عقله حاكماً فيما يجب لله وما يجب أن تصرف إليه النصوص وهذا لا يوصلهم إلا إلى عطب واختلاف وتنازع إذ أن العقول مختلفة ولذلك سينقل الشيخ رحمه الله عن سلف الأمة ما يبين أن اعتماد العقل في باب الأسماء والصفات في باب إثبات الأسماء والصفات منهج ضال إذ بأي عقل يوزن الكتاب والسنة فهو يشير في قوله الطواغيت إلى الشبه والأصول التي أصلتها كل فرقة من هذه الفرق 0
(وقد أمروا أن يكفروا بهم وما أشبه حال هؤلاء المتكلمين بقوله سبحانه وتعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً. وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً. فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً)([4])
فإن هؤلاء إذا دعوا إلى ما أنزل لله من الكتاب وإلى الرسول والدعاء إليه بعد وفاته هو الدعاء إلى سنته أعرضوا عن ذلك وهم يقولون إنا قصدنا الإحسان , علما وعملا بهذه الطريقة التي سلكناها والتوفيق بين الدلائل العقلية والنقلية.