القاعدة الأولى: في كيفية تلقي التفسير.
كل من سلك طريقاً وعمل عملاً، وأتاه من أبوابه وطرقه الموصلة إليه، فلا بد أن يفلح وينجح، كما قال تعالى:﴿وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا﴾.([1])
وكلما عظُم المطلوب تأكد هذا الأمر، وتعيّن البحث التام عن أمثل وأحسنالطرق الموصلة إليه، ولا ريب أن ما نحن فيه هو أهم الأمور وأجلها، وأصلها.
فاعلم أنّهذا القرآن العظيم أنزله الله لهداية الخلق وإرشادهم، وأنّه في كل وقت وزمان يرشد إلى أهدى الأمور وأقومها: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾.([2])
فعلى النّاس أن يتلقوا معاني([3])كلام الله كما تلقاه الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُم).
مقدمة هذه القاعدة: الشيخ رحمه الله ذكر مسلكاً عامّاً لتحصيل المقصود في التفسير وفي غيره؛ ولذلك قال: (كل من سلك طريقاً وعمل عملاً) طريقاً علميّاً أو غير علمي، عملاً علميّاً أو غير علمي، (وأتاه من أبوابه وطرقه الموصلة إليه، فلا بد أن يفلح وينجح كما قال تعالى:﴿وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا﴾([4])) لأن إتيان الأبواب من أبوابها هو أسهل سبيل وأقصر طريق يحصل به المقصود للآتي.
فأنت الآن إذا استقبلت بيتاً تريد الدخول إليه، هل الأسهل أن تأتي من النافذة أو من الباب؟ ما فيه إشكال أن الأسهل من الباب.
ولذلك هذه الآية تفيدك مما تفيدك أنك إذا أردت أمراً فاسلك أسهل الطرق الموصلة إلىٰ المقصود، وإياك والتعنت وإتيان الأمور من غير أبوابها، فإنه مشقة وإن حصل لك المقصود.
ثم قال: (وكلما عظم المطلوب تأكد هذا الأمر) أي أمر؟ المشار إليه إتيان البيوت من أبوابها؛ أي سلوك أسهل الطرق الموصلة إلىٰ المقصود (وتعيّن البحث التام عن أمثل وأحسنالطرق الموصلة إليه، ولا ريب أن ما نحن فيه هو أهم الأمور وأجلها، وأصلها) فإذا كان كذلك فما الذي ينبغي لنا؟ وما الذي يجب علينا؟ الذي ينبغي أن نطلب في فهم كتاب الله عز وجل وفهم كلامه أسهل الطرق التي يحصل بها مقصودنا، وهو فهم الكتاب والعمل به.
قال رحمه الله: (فاعلم أنّهذا القرآن العظيم أنزله الله لهداية الخلق وإرشادهم، وأنه في كل وقت وزمان ومكان يرشد إلى أهدى الأمور وأقومها: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾([5])).
فإذا كان كذلك فلن يحصل للإنسان الهدى الذي في القرآن، ولا الإرشاد، ولا سلوك الطريق الأقوم الذي يهدي إليه القرآن إلا بمعرفة الأسباب والوسائل المحصّلة لذلك، فما هي طريق تحصيل ذلك؟ طريق تحصيل ذلك في قوله رحمه الله:
(فعلى الناس أن يتلقوا معاني كلام الله كما تلقاه الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، فإنهم إذا قرؤوا عشر آيات، أو أقل أو أكثر، لم يتجاوزوها حتى يعرفوا ما دلت عليه من الإيمان والعلم والعمل، فينزّلونها على الأحوال الواقعة، فيعتقدون ما احتوت عليه من الأخبار، وينقادون لأوامرها ونواهيها، ويُدخلون فيهاجميع ما يشاهدون من الحوادث والوقائع الموجودة بهم وبغيرهم، ويحاسِبون أنفسهم:هل هم قائمون بها أو مخلّون؟وكيف الطريق إلى الثبات على الأمور النافعة، وإيجادما نقص منها؟وكيف التخلّص من الأمور الضارة؟ فيهتدون بعلومه، ويتخلقون بأخلاقه وآدابه، ويعلمون أنه خطاب من عالم الغيب والشّهادة موجه إليهم، ومطالبون بمعرفة معانيه، والعمل بما يقتضيه).
هـٰذا المقطع فيه بيان السّبيل والطريق الذي يحصل به تفسير القرآن -تفسيره العلمي وتفسيره العملي- الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُم قال الشيخ رحمه الله: (فعلى النّاس) عموم الناس ممن يرغبون الاهتداء بالقرآن الكريم، وأخصّ الناس في ذلك أهل العلم الذين سلكوا سبيله. (فعلى الناس أن يتلقوا معنىكلام الله كما تلقاه الصحابة) فيسيروا في منهجهم على منهج سلف هذه الأمة الذين هم خير القرون، والذين تولّى تعليمهم وتلقيتهم الكتاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فإنهم إذا قرؤوا عشر آيات أو أقل أو أكثر لم يتجاوزوها حتى يعرفوا ما دلت عليه من الإيمان والعلم العمل). جاء هـٰذا عن أبي عبد الرحمـٰن السُّلمي قال: كان الذين يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود لا يتجاوزون عشر آيات حتى نعلم ما فيها من العلم والعمل، حتى تعلمنا العلم والعمل جميعاً.
فحكى أبو عبد الرحمـٰن عن طريق تعليم الصحابة للتابعين، وأنهم كانوا يسيرون هـٰذا المسار في تعليم الأمة؛ ولذلك لما كان أولئك على هـٰذا المنوال وعلى هـٰذا المنهاج وعلى هـٰذا الطريق كانوا خير القرون، وكانوا أفضل الناس بعد الأنبياء؛ لأنهم عرفوا سبيل تحصيل نفع هـٰذا القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم.
يقول: (فينزلونها على الأحوال الواقعة)؛ لأن القرآن جاء في فترة، على أحوال، و هذه الأحوال ليست قاصرة للنص عليها؛ بل النص يشملها ويشمل غيرها، كما سيأتينا في بعض قواعد هـٰذا الكتاب، وأن القرآن لا يُقصر معناه وفهمه على وقت نزوله، أو على الحوادث التي نزل لأجلها؛ بل هو أوسع من ذلك (فينزلونها على الأحوال الواقعة، فيعتقدون ما احتوت عليه الأخبار) المتعلقة بالله عز وجل، والمتعلقة باليوم الآخر، والمتعلقة بما أخبر الله به من الغيب (وينقادون لأوامرها ونواهيها) وهـٰذا من جهة العمل بما تضمنته من الأحكام، (ويدخلون فيهاجميع ما يشهدون من الحوادث والوقائع الموجودة بهم وبغيرهم)؛ لأن القرآن أتى بكل ما يحتاج إليه الناس في أمر دينهم وأمر دنياهم؛ ولذلك شيخ الإسلام رحمه الله يقول: كل الحوادث مندرجة في النصوص، فبقدر فقه الرجل بالنصوص بقدر استغنائه عن القياس، فإذا قلّ فقهه في النصوص اشتدت حاجته إلىٰ القياس، ولو أنه عمق النظر وأمعن الفهم لحصّل الأحكام من النصوص، فمن أعوزته النصوص لجأ إلىٰ القياس ليصل إلىٰ الأحكام.
فالنصوص شاملة وحاوية ومستوعبة لجميع ما يحتاجه الناس في أمر دينهم ومعاشهم، وهـٰذا أمر يتبيّن بالنظر إلىٰ كلام العلماء الذين يستنبطون الأحكام المستجدّة من النصوص الشّرعية، وبه يعلم الإنسان صدق هذه القاعدة؛ ولكن الناس في هـٰذا درجات:
منهم من يمن الله عليه بالفهم، فيتبين له مأخذ الحكم من الآية أو من الحديث.
ومنهم من يقصر عن ذلك، فيخفى عليه.
المهم أن الأمر كما قال المؤلف رحمه الله: (يدخلون فيهاجميع ما يشهدون من الحوادث والوقائع الموجودة بهم وبغيرهم) في كل زمان وفي كل مكان، قال: (ويحاسِبون أنفسهم:هل هم قائمون بها أو مخلّون؟وكيف الطريق إلى الثبات على الأمور النافعة، وإيجادما نقص منها؟ وكيف التخلّص من الأمور الضارة؟ فيهتدون بعلومه) هـٰذا متى يكون؟ متى يهتدون بعلومه؟ بعد فهمه وتدبره وإدراك معانيه (فيهتدون بعلومه، ويتخلقون بأخلاقه وآدابه) لأنه هو المقصود، المقصود من القرآن أن يتخلق به الإنسان، ولذلك لما سأل سعد بن هشام بن عامر عاشة رَضِيَ اللهُ عَنْها عن خلق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ماذا قالت؟ قالت جواباً واضحاً، قالت: ألست تقرأ القرآن؟ قال: بلى. قالت: كان خلقه القرآن.
فالقرآن منهج يسير عليه الإنسان ويسلكه، والخلق يشمل الأمر الظاهر والأمر الباطن، فكلما أنعم الإنسان النظر في كتاب الله وتدبره ك استفاد منه خلقاً وزكاءً وكان أشبه بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(فمن سلك هذا الطريق الذي سلكوه، وجَدّ واجتهد في تدبر كلام الله، انفتح له الباب الأعظم في علم التفسير، وقويت معرفته واستنارت بصيرته، واستغنى بهذهالطريقة عن كثرة التكلّفات، وعن البحوث الخارجية.
وخصوصاً إذا كان قد أخذ من علوم العربية جانباً قويّاً، وكان له إلمام واهتمام بسيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَوأحواله مع أوليائه وأعدائه، فإن ذلك أكبر عون على هذا المطلب.
ومتى علم العبد أن القرآن فيه بيان كل شيء، وأنه كفيل بجميع المصالح مبين لها، حاثٌّعليها، زاجر عن المضار كلها، وجعل هذه القاعدة نصب عينيه، ونزّلها على كل واقع وحادثسابق أو لاحق، ظهر له عظم موقعها وكثرة فوائدها وثمرتها([6])).
يقول المؤلف رحمه الله: (فمن سلك هذا الطريق الذي سلكوه) والمشار إليه ما تقدم من طريقة السلف في تلقّي كتاب الله عز وجل، وقد بين ذلك في قوله: (كما تلقاه الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، فإنهم كانوا إذا قرؤوا عشر آيات، أو أقل أو أكثر، لم يتجاوزوها حتى يعرفوا ما دلت عليه من الإيمان والعلم والعمل) إلىٰ آخر ما ذكر.
ف هذه هي طريقة السلف، هذه هي طريق الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُم في تلقي كتاب الله عز وجل، ولا يحصل الانتفاع بالكتاب ولا الاتعاظ به، ولا تمام الاهتداء إلا لمن سلك هـٰذا السبيل، وأما من اقتصر على حفظ لفظه وإتقان مخارج حروفه وتجويده دون النظر إلىٰ معانيه وسبر ما تضّمنه من الخير والبركة، فإنه لم يحصل شيئاً؛ بل هو ممن عابه الله عز وجل في قوله تعالىٰ: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ﴾([7]).فمع قراءتهم ومعرفتهم بسبك الحرف إلا أنهم موصوفون بأنهم أميون، والأمي هو المنسوب لأمه الذي لا يعلم، فوصفهم بهذا الوصف الذي يدل على جهلهم؛ لعدم عنايتهم بما جاء الكتاب من أجله من تدبر وتذكر وعمل.
ولذلك حذر السلف من القراءة التي لا تثمر فهماً ولا عملاً، فمما ورد من ذلك ما ورد عن ابن مسعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في نهيه عن هذ القرآن هذ الشعر ونثره نثر الدقل، قال: قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب. لأن هـٰذا هو المقصود، وهو والله أعلم المشار إليه في قوله: كيف بكم إذا كثرت قراؤكم وقل فقهاؤكم؟ فالقراء كثر الذين يتقنون مخارج الحروف ويعتنون بالتجويد ويحسنون القراءة اللفظية؛ لكن الذين يعملون بمقتضى الكتاب ويقفون عند عجائبه ويغورون في مفاهيمه وما تضمنه الكتاب المبين من المعاني قلة.
يقول: إذا سلك ذلك الطريق وهو طريق العلم والإيمان والعمل (وجَدّواجتهد في تدبر كلام الله) عز وجل، والتدبر هو النظر في معاني هـٰذا الكتاب والتأمل فيه وإنعام النظر في معانيه، هـٰذا معنى التدبر، ولا يمكن أن يتأتى التدبر لأحد إلا إذا انفتح له باب فهم المعنى؛ لأن فهم المعنى هو مفتاح حصول التدبر، فكيف تتدبر كلاماً لا تدرك معناه؟
ولذلك من أوائل وسائل تحصيل تدبّر كتاب الله عز وجل أن تفقه معاني كتاب الله عز وجل، فإذا مر عليك لفظ، مرت عليك آية لم تعرف معناها فاحرص على فقه معناها، ومعرفته من كتب التفاسير الموثوقة.
ثم بعد ذلك تأمل وتدبر، فالتدبر هو مرحلة تالية، (فمن جَدّواجتهد في تدبر كلام الله، انفتح له الباب الأعظم في علم التفسير، وقويت معرفته واستنارت بصيرته، واستغنى بهذهالطريقةعن كثرة التكلفات، وعن البحوث الخارجية) يعني التي شحنت بها كتب التفسير؛ لأن كتب التفسير مختلفة ومتنوعة في جودتها ودقتها وتحريرها ورسوخ علم أصحابها، تختلف، فإذا أردت الطريق السهل لتحصيل علم التفسير فاحرص على هـٰذا المعنى الذي أشار إليه.
قال رحمه الله: (وخصوصاً إذا كان قد أخذ) يعني إذا كان الناظر المتدبر في كتاب الله عز وجل (قد أخذ من علوم العربية جانباً قويّاً) وهـٰذا إشارة من المؤلف رحمه الله إلىٰ العلوم المعينة في تدبر كتاب الله عز وجل، ويسميها علماء التفسير -يسمون هذه العلوم- العلوم التي يستمد منها التفسير، وعلى كل حال المقصود العلوم التي تعين الإنسان في حصول التدبر والتأمل لكلام الله عز وجل، إذا كان قد أخذ من علوم العربية جانباً قويّاً، وذلك في معاني الألفاظ وفي تركيب الجملة أيضاً -يعني الإعراب- فكلا الأمرين يعين الإنسان على فهم كلام الله عز وجل وعلى تدبره، (وكان له إلمام واهتمام بسيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) .
طيب ما هو دليل قوله: (إذا كان قد أخذ من علوم العربية جانباً قويّاً)؟ ما الدليل على ذلك؟ أن القرآن نزل بلغة من؟ بلسان عربي مبين، فبقدر عمق الإنسان وتوغله في فهم هذه اللغة دون تكلف وشطط بقدر ما يكون معه من فقه الكتاب؛ لكن يضاف إلى ذلك أمر آخر مهم، وهو ما أشار إليه في قوله: (وكان له إلمام واهتمام بسيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَوأحواله مع أوليائه وأعدائه، فإن ذلك أكبر عون على هذا المطلب)؛ لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ترجمان القرآن بقوله وفعله وعقيدته وحاله وحِلِّه وترحاله وجميع شؤونه؛ ولذلك قالت عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْها في وصف خلقه: كان خلقه القرآن. فدل ذلك على أن كل ما يفعله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو ترجمة وبيان لهذا الكتاب المبين.
فمن المهم لمن أراد أن يفقه الكتاب وأن يفهم آيات التنزيل أن يقرن ذلك بمعرفة أحوال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والتفسير النبوي القولي والفعلي هو أول ما يفسر به كلام الله عز وجل، وأولى ما يصار إليه في فهم مراد الله عز وجل؛ لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفهم الناس بكلام الله جل وعلا، وهو أعلمهم بالله عز وجل وبكلامه وقوله؛ ولذلك كان من المهم للناظر في علم التفسير أن يحيط علماً بهديه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن الله إنما أنزل الكتاب على نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليبينه للناس، وبيانه بيان قولي وبيان فعلي وبيان حالي.
ثم قال رحمه الله: (ومتى علم العبد أنّالقرآن فيه تبيان كل شيء) يعني مما يحتاج إليه الناس في معاشهم ومعادهم، وأنه كفيل بجميع المصالح؛ يعني زعيم، ضامن لحصول جميع المصالح (مبين لها، حاث عليها، زاجر عن المضار كلها، وجعل هذه القاعدة نصب عينيه، ونزّلها على كل واقع وحادثسابق أو لاحق) يعني في القديم والحديث، (ظهر له عظم مواقعها وكثرة فوائدها وثمراتها)، وإنما يتبين ذلك بالتجارب، فالتجربة هي التي تبين هـٰذا الأمر.