قال المؤلف رحمه الله:" القاعدة السابعة : في طريقة القرآن في تقرير نبوة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا الأصل الكبير قرّره الله في كتابه بالطرق المتنوعة التي يُعرف بها كمال صدقه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فأخبر أنه صدّق المرسلين، ودعا إلى ما دعوا إليه، وأنّجميع المحاسن التي في الأنبياء هي في نبينا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،وما نُزِّهوا عنه من النقائصوالعيوب، فرسولنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَأولاهم وأحقهم بهذا التنزيه، وأن شريعته مهيمنة على جميع الشرائع، وكتابه مهيمن على كل الكتب.
فجميع محاسن الأديان والكتب قد جمعهاهذا الكتاب وهذا الدين، وفاق عليها بمحاسن وأوصاف لم توجد في غيره.
وقرر نبوته بأنه أميّ لا يكتب ولا يقرأ، ولا جالس أحداً من أهل العلم بالكتب السّـابقة، بل لم يفْجَـأ الناس إلا وقد جاءهم بهذا الكتاب الذي لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله ما أَتوا ولا قَدِروا، ولا هو في استطاعتهم ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً، وأنّه محال مع هذا أن يكون من تلقاء نفسه، أو متقول أو متوهم فيما جاء به.([1]) وأعاد القرآن وأبدى في هذا النوع.
وقرّر ذلك بأنه يخبر بقصص الأنبياء السابقين مطولة على الوجه الواقع، الذي لا يستريب فيه أحد، ثم يخبر تعالىأنه ليس له طريق ولا وصول إلى هذا إلا بما آتاه الله من الوحي، كمثل قوله تعالىٰلما ذكر قصة موسى مطولة:﴿وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ﴾.([2])وقوله: ﴿وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ﴾([3])وكما في قوله: ﴿وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)﴾.([4])
ولما ذكر قصة يوسف وإخوته مطولة قال: ﴿وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ﴾،([5])فهذه الأمور والإخبارات المفصلة التي يفصلها تفصيلاً، لم يتمكن أهل الكتاب الذين في وقته ولا من بعدهم على تكذيبه فيها ولا معارضته من أكبر الأدلة([6])على أنه رسول الله حقّاً".
واضح أن إخبار النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ب هذه الأخبار التي جاءت مفصّلة دون مجالسة لأهل الكتاب وتلقٍّ عنهم، ودون التمكن من القراءة والكتابة لأنه أمي، يدل على أنه وحي يوحى، أنه إنما تلقاه عن الوحي، ولذلك لما كانت هذه الأخبار مفصلة ودقيقة جاء بهذا التعبير: ﴿وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ﴾،﴿وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ﴾،﴿وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ﴾؛يعني أنه لا يأتي بهذا الخبر الدقيق المفصل إلا من كان شاهداً حاضراً، أو من يخبر عمن شهد وعلم وهو الله جل وعلا.
هذه هي الطريق الأولى من طرق إثبات نبوة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كتاب الله عز وجل.
(وتارة) هـٰذا الطريق الثاني:
(وتارة يقرر نبوته بكمال حكمة الله، وتمام قدرته، وأن تأييده لرسوله ونصره على أعدائه، وتمكينه في الأرض موافق غاية الموافقة لحكمة الله،([7])وأن من قدح في رسالته فقد قدح في حكمة الله وفي قدرته، وفي رحمته، بل وفي ربوبيته.
وكذلك نصره وتأييده الباهر لهذا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَعلى الأمم الذين هم أقوى أهل الأرض من آيات رسالته، وأدلة توحيده، كما هو ظاهر للمتأملين).
يعني أن هـٰذا الأمر لا يظهر لكل أحد، إنما يظهر بالتأمل، فكيف يجوز على الحكيم الخبير الرّحيم الرؤوف بعباده أن يأتي رجلٌ يخبر بالأخبار ويدعي بأنه رسول الله، ثم تتوالى عليه الانتصارات والإمدادات، ويموت منتصراً وقد ظهرت دعوته؟ كيف يكون هـٰذا متفقاً مع اتصاف الله عز وجل بالعلم والخبرة والحكمة والرحمة جل وعلا وغير ذلك من الصفات؟
إنّ هـٰذا لا يتفق؛ فدل ذلك لما تمكّن وانتصر وظهر على خصومه وأعدائه، دلّ ذلك على صدق نبوته، وهـٰذا الانتصار ليس انتصاراً مؤقتاً؛ لأنّ الدجال الذي يأتي بين يدي الساعة ينتصر انتصارات؛ لكنها انتصارات مؤقتة، ثمّ يضمحل ويتبين أمره ويكون آخر أمره أن يذوب كما يذوب الملح كما في صحيح مسلم،([8])فعاقبة أمره إلىٰ خسر؛ لكن انتصارات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انتصارات ثابتة دائمة مستمرة إلى قيام الساعة، فهـٰذا مما يدل على صدقه، وقد أشار إلىٰ هـٰذا المعنى قول الله تعالىٰ: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ (44) لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46)﴾([9]). وهـٰذا تهديد عظيم من ربّ العالمين، في تَقَوُّل قول، فكيف برسالة تامة وشريعة كاملة؟ هـٰذا من دلائل صدق نبوة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لكن هـٰذا لا يظهر لكل أحد، إنما يظهر بالتأمل والنظر.نعم الطريق الثالث:
(وتارة يقرر نبوته ورسالته بما جمع له وحازه وكمله به من أوصاف الكمال، وما هو عليه من الأخلاق الجميلة، وأنّكل خلق عال سام فلرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَأعلاه وأكمله.
فمن عظمت صفاته، وفاقت نعوته جميع الخلق التي أعلاها:الصدق والأمانة، أليس هذا أكبرَالأدلة على أنه رسول ربّالعالمين، والمصطفى المختار من الخلق أجمعين؟)
بلى والله، كما قالت عائشة: لو كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مخفياً شيئاً من كتاب الله لأخفى: ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ﴾([10]).وهـٰذا دليل على كمال تبليغه، أنه بَلَّغ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى ما عاتبه الله فيه.
(وتارة يقررها بما هو موجود في كتب الأولين، وبِشارات الأنبياء والمرسلين السابقين، إما باسمه العلم أو بأوصافه الجليلة، وأوصـاف أمته وأوصـاف دينـه، كما في قوله تعالىٰ: ﴿وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾([11])).
معنى هـٰذا الكلام أن من الأمور التي أخبرت بها الشرائع مما يتعلق باسمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصفاته تبينت، فاسمه جاء ذكره في الشرائع السابقة وطابق الاسم الذي كان له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكذلك الكثير من الأوصاف التي جاء وصفه بها في الكتب السابقة وُجدت فيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ولذلك كان بعض أهل الكتاب إذا أراد أن يُسْلم يبحث عن هذه الصفات، فإذا وجدها انقاد لمقتضاها من التصديق بنبوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. نعم
(وتارة يقرر رسالته بما أخبر به من الغيوب الماضية والغيوب المستقبلة، التي وقعت في زمانه، أو وقعت في زمانه ولا تزال تقع في كل وقت، فلولا الوحي ما وصل إليه شيء من هذا، ولا كان له ولا لغيره طريق إلى العلم به) .
لأنه لا سبيل إلىٰ معرفة هذه الغيوب إلا ممن هي في يده، وهو الله جل وعلا عالم الغيب والشهادة، وبهذا يكون قد تم الوجه. ثم قال: (وتارة يقرِّرها بحفظه إياه) هـٰذا وجه جديد.
(وتارة يقررها بحفظه إياه، وعصمته له من الخلق، مع تكالب الأعداء وضغطهم عليه، وجِدِّهم التام في الإيقاع به بكل ما في وسعهم، والله يعصمه ويمنعه منهم وينصره عليهم، وما ذاك إلا لأنه رسوله حقّاً، وأمينه على وحيه،والمبلغ ما أمر به.
وتارة يقرر رسالته بذكر عظمة ما جاء به وهو القرآن الذي ﴿لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾([12])ويتحدى أعداءه، ومن كفر به أن يأتوا بمثله أو بعشر سور من مثله أو بسورة واحدة، فعجزوا ونكصوا وباؤوا بالخيبة والفشل،([13])وهذا القرآن أكبرُ أدلة رسالته وأجلُّها وأعمُّها([14])).
لا ريب أن القرآن أعظم آيات الأنبياء، وليس فقط أعظم آيات رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ بل جميع الأنبياء على ما أتوا به من الآيات واختلافها وتنوعها أعظم آياتهم هـٰذا الكتاب المبين؛ ولذلك قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ما من نبيِّ من الأنبياء إلا وأوتي ما على مثله آمن البشر، وكان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً))([15]). فدل ذلك على أن أعظم آيات الأنبياء هي آية رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأنه رجا بهذه الآية أن يكون أكثرهم تابعاً، وكثرة الأتباع إنما تكون ناشئة عن عظم الآية التي رأوها وأتي إليهم بها، وآية رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هـٰذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو آية مستمرة، بخلاف سائر آيات الأنبياء فإنها آيات مؤقتة وفي مكان محدد، فهي محدودة في المكان والزمان، أما القرآن فهو آية على مرّ العصور وعلى اختلاف الأزمان وعلى اختلاف الأماكن أيضاً، فهو آية عظيمة مستمرة باهرة، ولذلك كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر الأنبياء تابعاً، ولكنها آية لمن تأمل فيها ونظر وتدبر ما تضمنه من الآيات والبينات الواضحات على صدق ما جاء فيه، وعلى صدق نبوة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. نعم
(وتارة يقرر رسالته بما أظهر على يديه من المعجزات، وما أجرى له من الخوارق والكرامات، الدالِّكل واحد منها بمفرده -فكيف إذا اجتمعت-على أنه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَالصادق المصدوق، الذي ما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى).
المؤلف رحمه الله جعل المعجزات والخوارق والكرامات كلها لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
والذي جرى عليه أهل العلم أنّ الكرامات تكون لأتباع الرسل، وأن المعجزات وهي الآيات والبراهين الدّالة على صدقهم تكون للأنبياء، ويجمع الأمرين أنهما خارقان للعادة.
فالجامع بين الآية أي المعجزة وبين الكرامة أن كلاًّ منهما خارقة للعادة؛ لكن الفارق بينهما:
أن الآية تكون على يد نبي.
والكرامة تكون على يد تابع لنبي.
ثم إنه في الغالب أن الآية أعظم تأثيراً وأكبر أثراً من الكرامة، وهـٰذا فارق آخر بين الآية والكرامة.
لكن المؤلف رحمه الله جعل المعجزات والكرامات كلها للنبي.
واعلم أنّ هـٰذا الكلام لا إشكال فيه؛ لأن كل كرامة لتابع فهي آية للنبي؛ يعني ما يجريه الله عز وجل من الكرامات لأتباع الرّسل هي في الحقيقة آيات دالة على صدق من اتبعوهم، على صدق الرسل الذين آمنوا بهم، فهي عائدة إلىٰ تصديقهم بالرسل، وهي دالة على صدق ما جاؤوا به. نعم
(وتارة يقررها بعظيم شفقته على الخلق، وحُنوِّه الكامل على أمته، وأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم، وأنه لم يوجد ولن يوجد أحد من الخلق أعظم شفقة ولا براًّ وإحساناً إلى الخلق منه، وآثار ذلك ظاهرة للناظرين).
لا إشكال، من تأمل سيرة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى صدق ذلك، فقد أوذي أشد الأذى، وامتحن أشد الامتحان، وكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقابل ذلك كله بالإحسان إلىٰ خصومه والشفقة عليهم والسعي في إخراجهم من الظلمات إلىٰ النور. نعم
(فهذه الأمور والطرق قد أكثر الله من ذكرها في كتابه، وقررها بعبارات متنوعة، ومعانٍ مفصلة وأساليب عجيبة، وأمثلتها تفوق العد والإحصاء. والله أعلم).
إذاً هذه هي القاعدة السابعة، وهي قاعدة قرآنية في بيان طريقة القرآن في تقرير نبوة النبي محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
([6]) في نسخة: صحح به أكثر الأخبار والحوادث التي كانت في كتب أهل الكتاب محرفة ومشوهة بما أضافوا إليها من خرافات وأساطير، حتى ما يتعلق منها بعيسى وأمه وولادتهما ونشأتهما، وبموسى وولادته ونشأته، كل ذلك وغيره لم يكن يعرفه أهل الكتاب على حقيقته حتى جاء القرآن، فقص ذلك على ما وقع وحصل، مما أدهش أهل الكتاب وغيرهم، وأخرس ألسنتهم حتى لم يقدر أحد منهم ممن كان في وقته، ولا ممن كانوا بعد ذلك، أن يكذبوا بشيء منها، فكان ذلك.
([8]) مسلم: كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في فتح القسطنطينية وخروج الدجال ونزول عيسىٰ ابن مريم، حديث رقم (2897).
([13]) في نسخة: وهم أهل اللسان المُبـَرِّزون في ميدان القـول والفصـاحة، ومع ذلك ما استطاعوا -مع شدة حرصهم ومحاولتِهم- أن يأتوا بسورة منه، وما استطاعوا ولا قدروا -مع شدة حرصهم ومحاولتِهم- أن يجدوا فيه نقصاً أو عيباً ينزل به عن أعلى درجات الفصاحة التي ملكت أزمة قلوبهم، فلجؤوا إلى السيف وإراقة دمائهم، وما كانوا يعمدون إلى هذا لولا أنهم لم يجدوا سبيلاً إلى محاربته بالقول، وما كانوا يزعمونه عندهم علوماً وحكماً، فكان عدولهم إلى السيف وإراقة الدماء أكبر الأدلة على صدق الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنه لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، وأقطع البراهين على أنه الحق والهدى من عند الله الذي جمع الله فيه لرسوله وللمؤمنين به كل ما يكفل لهم سعادة الدنيا والآخرة في كل شؤونهم. وإن هذا القرآن لأكبرُ.
([14]) في نسخة: والله تعالى يقرر أن القرآن كاف جدّاً أن يكون هو الدليل الوحيد على صدق رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مواضع عدة، منها قوله: ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾[العنكبوت:51].