إِنَّ الحَمْدَ للهِ, نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعيِنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعوُذُ بِاللهِ مِنْ شُروُرِ أَنْفُسِنا وَسَيِّئاتِ أَعْمالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَليًا مُرْشِدًا, وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ للهُ إِلَهُ الأَوَّليِنَ وَالآخِريِنَ، لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحيمُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرسوُلُهُ، صَفِّيُهُ وَخَليِلُهُ، خِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، بَعَثَهُ اللهُ بِالهُدَىَ وَدِيِنِ الحَقِّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ بَشيِرًا وَنَذيرًا، وَدَاعِيًا إِلَيْهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجًا مُنيِرًا، بَلَّغَ الرِّسالَةَ وَأَدَّىَ الأَمانَةَ، تَرَكَ الأُمَّةَ عَلَىَ المَحَجَّةِ البَيْضاءِ، لَيْلُها كَنَهارِها لَا يَزيِغُ عَنْها إِلَّا هَالِكٌ.
فَصَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ سُنَّتَهُ وَاقْتَفَىَ أَثَرَهُ بِإِحْسانٍ إِلَىَ يَوْمِ الدِّيِنِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فاتَّقواُ اللهَ أَيُّها المؤْمِنوُنَ، اتَّقوُا اللهَ تَعالَىَ حَقَّ التَّقْوَىَ؛ فَإِنَّ تَقْوَىَ اللهِ تَجْلِبُ كُلَّ خَيْرٍ وَتَدْفَعُ كُلَّ شَرٍّ، تَقْوَىَ اللهِ خَيْرُ ما حَمَلَتْهُ القُلوُبُ وَتَجَمَّلَتْ بِهِ، وَتَقْوَىَ اللهِ خَيْرُ ما ظَهَرَتْ آثارُهُ عَلَىَ الأَقْوالِ وَالأَعْمالِ، فَاتَّقوُا اللهَ في السِّرِّ وَالإعِلانِ، وَالْزَموُا التَّقْوَىَ في كُلِّ الأَعْمالِ تَكوُنوُا مِنَ الفائزيِنَ.
قَالَ اللهُ جَلَّ وَعَلا: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا 2 وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾الطلاق:2-3.
أَيُّها المؤْمِنوُنَ, رَوَىَ الإِمامُ البُخارِيُّ في صَحيِحِهِ مِنْ حَديِثِ أَبِيِ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ تَعالَىَ عَنْهُ «أن النبي صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسْلِفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ، فَقَالَ: ائْتِنِي بِالشُّهَدَاءِ أُشْهِدُهُمْ، فَقَالَ: كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا، قَالَ: فَأْتِنِي بِالكَفِيلِ، قَالَ: كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا، قَالَ: صَدَقْتَ، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى، فَخَرَجَ فِي البَحْرِ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ التَمَسَ مَرْكَبًا يَرْكَبُهَا يَقْدَمُ عَلَيْهِ لِلْأَجَلِ الَّذِي أَجَّلَهُ، فَلَمْ يَجِدْ مَرْكَبًا، فَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا، فَأَدْخَلَ فِيهَا أَلْفَ دِينَارٍ وَصَحِيفَةً مِنْهُ إِلَى صَاحِبِهِ، ثُمَّ زَجَّجَ مَوْضِعَهَا، ثُمَّ أَتَى بِهَا إِلَى البَحْرِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ تَسَلَّفْتُ فُلاَنًا أَلْفَ دِينَارٍ، فَسَأَلَنِي كَفِيلاَ، فَقُلْتُ: كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا، فَرَضِيَ بِكَ، وَسَأَلَنِي شَهِيدًا، فَقُلْتُ: كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا، فَرَضِيَ بِكَ، وَأَنِّي جَهَدْتُ أَنْ أَجِدَ مَرْكَبًا أَبْعَثُ إِلَيْهِ الَّذِي لَهُ فَلَمْ أَقْدِرْ، وَإِنِّي أَسْتَوْدِعُكَهَا، فَرَمَى بِهَا فِي البَحْرِ حَتَّى وَلَجَتْ فِيهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَلْتَمِسُ مَرْكَبًا يَخْرُجُ إِلَى بَلَدِهِ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ، يَنْظُرُ لَعَلَّ مَرْكَبًا قَدْ جَاءَ بِمَالِهِ، فَإِذَا بِالخَشَبَةِ الَّتِي فِيهَا المَالُ، فَأَخَذَهَا لِأَهْلِهِ حَطَبًا، فَلَمَّا نَشَرَهَا وَجَدَ المَالَ وَالصَّحِيفَةَ، ثُمَّ قَدِمَ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ، فَأَتَى بِالأَلْفِ دِينَارٍ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا زِلْتُ جَاهِدًا فِي طَلَبِ مَرْكَبٍ لِآتِيَكَ بِمَالِكَ، فَمَا وَجَدْتُ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي أَتَيْتُ فِيهِ، قَالَ: هَلْ كُنْتَ بَعَثْتَ إِلَيَّ بِشَيْءٍ؟ قَالَ: أُخْبِرُكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي جِئْتُ فِيهِ، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَدَّى عَنْكَ الَّذِي بَعَثْتَ فِي الخَشَبَةِ، فَانْصَرِفْ بِالأَلْفِ الدِّينَارِ رَاشِدًا».البخاري(2291).هَذِهِ قِصَّةُ قَصَّها رَسوُلُ اللهِ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَىَ أَصْحابِهِ كَما في صَحِيِحِ الإمامِ البُخارِيِّ وَهِيَ لا تَقْتَصِرُ عَلَىَ خَبَرٍ يَتَسَلَّىَ بِهِ الإِنْسانُ وَيَتسامَرُ مَعَ أَصْحابِهِ في المجالِسِ بِلْ إِنَّها خَبَرٌ يَكْشِفُ عَنْ حَقِيِقَةٍ عُظْمَىَ تَتَحَقَّقُ بِها تَمامُ العُبوُدِيَّةِ للهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِنَّ الَّذِيِ حَمَلَ الرَّجُلَ عَلَىَ أَنْ يَفْعَلَ ما فَعَلَ مِنْ وَضْعِ المالِ في الخَشَبَةِ وَبَعْثِهِ فيِ البَحْرِ مَعَ احْتِمالِ أَنْ لا يَصِلَ بَلْ غَلَبَ عَلَىَ ظَنِّهِ أَنَّهُ لَنْ يَصِلَ إِلَىَ صاحِبِهِ، وَلِذَلِكَ طَلَبَ سَفِيِنَةً لِيَأْتِيَ إِلَيْهِ لِيُؤَدِّيَ الحَقَّ الَّذِيِ عَلَيْهِ، إِنَّ الَّذيِ حَمَلَ ذَلِكَ الرَّجُلَ عَلَىَ ذَلِكَ الفِعْلَ أَتْدْروُنَ ما هُوَ أَيُّها الِإخْوَةُ؟ هَلْ هَوَ طَلَبُ مَدْحِ النَّاسِ؟ هَلْ هُوَ طَلَبُ الثَّناءِ عَلَيْهِ؟ هَلْ هُوَ لِكَسْبِ فائِدَةٍ وَمَصْلَحَةٍ قَريِبَةٍ؟
كَلاَّ لَيْسَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، إِنَّما الَّذيِ حَمَ
لَهُ تَعْظيِمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، الَّذِيِ جَعَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الَّرُّجُلِ، الَّذيِ حَمَلَهُ عَلَىَ أَنْ يَبْعَثَ أَلْفَ دِيِنارٍ وَيَكْتُبَ صَحيِفَةً وَيَقْذِفَ بِها في البَحْرِ ثُمَّ لا يَكْتَفِيِ بهذا بِلْ يَطْلُبُ سَفِيِنَةً وَيَجْتَهِدُ في طَلَبِ مَرْكِبٍ حَتَّىَ يَصِلَ بِنَفْسِهِ وَيُعْطِيِ المالَ، وَلا يَذْكُرُ لِلرَّجُلِ شَيْئًا عَنْ شَأْنِ الخَشَبَةِ إِنَّما هُوَ: أَنَّهُ يَتعامَلُ مَعَ اللهِ لا يَتَعامَلُ مَعَ الخَلْقِ، وَلِذَلِكَ مِعْيارِ التَّقْوَىَ هُوَ أَنْ تُعامِلَ اللهَ فيِ كُلِّ شَأْنٍ، أَنْ تَرْقُبَ اللهَ جَلَّ في عُلاهُ، وَمَنْ صَدَقَ اللهَ صَدَقَهُ اللهُ.
هَذا هُوَ تَعْظيِمُ شَعائِرِ اللهِ، هَذا هُوَ تَعْظيِمُ حُرُماتِ اللهِ، هَذا هُوَ خَوْفُ اللهِ بِالغَيْبِ، هَذا هُوَ ثَمَرَةُ قِيامِ التَّقْوَىَ فيِ القُلوُبِ، إِنَّ التَّقْوَىَ لَيْسَتْ كَلامًا وَلا صُوَرًا وَلا زَيِنَةً يَتَزَيَّنُ بها الِإنْسانُ في المَجالِسِ وَبَيْنَ النَّاسِ، إِنَّ التَّقْوَىَ مَعْنَىَ يَقوُمُ في القَلْبِ يَحْمِلُكَ عَلَىَ خَشْيَةِ اللهِ وَخَوْفِهِ، وَمُراقَبَتِهِ وَالسَّعْيِ في طَلَبِ مَرْضاتِهِ، عَلِمَ النَّاسُ بِذَلِكَ أَوْ لمْ يَعْلموُا؛ فَأَنْتَ تَتَعامَلُ مَعَ الَّذِيِ لا تَخْفَىَ عَلَيْهِ خَافِيَةٌ، الَّذِيِ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَىَ، اللهُ الَّذِيِ لَهُ الأوُلَىَ وَالآخِرَةِ، اللهُ الَّذيِ يَجازِيِ عَلَىَ الدَّقيِقِ وَالجَليِلِ، اللهُ الَّذيِ يَعْلَمِ خَائِنَةُ الأَعْيُنِ وَما تُخْفيِ الصُّدوُرِ.
الَّلهُمَّ إِناَّ نَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فيِ الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، امْلَأَ قُلوُبَنا بِمَحَبَّتِكَ وَتَعْظيِمِكَ، اجْعَلْنا مِنْ حِزْبِكَ وَأَوْلِيائِكَ، أَقوُلُ هَذاَ القَوْلَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العظيمَ لِي وَلَكُمْ فاسْتَغْفِروُهُ إِنَّهُ هُوَ الغُفوُرُ الرَّحيِمَ.
* * *
الخطبة الثانية:
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالمينَ، الرَّحْمنِ الرَّحيمِ مالكِ يَوْمِ الدِّيِنِ، أَحْمَدُهُ حَقَّ حَمْدِهِ, وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَحْدَهُ لا شَرَيِكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسوُلُهُ، صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ سُنَّتَهُ وَاقْتَفَىَ أَثْرَهُ بإِحْسانٍ إِلَىَ يَوْمِ الدِّيِنِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فاتَّقوُا اللهَ عِبادَ اللهِ، اتَّقوُا اللهِ حَقَّ التَّقْوَىَ، عَظِّموُا شَعائِرَ اللهَ، وَاحْفظوُا حُرُماتِهِ؛ فَإِنَّ تَعْظيمَ شَعائِرِ اللهِ دَليلُ تَقْوَىَ القَلْبِ, كَما أَنَّ حِفْظَ حُقوُقِ اللهِ وَحُرُماتِهِ وَدِينِهِ وَشَرْعِهِ وَأَحْكامَ حَلالِهِ وَحَرامِهِ مِمَّا يُدْرِكُ بِهِ الإِنْسانُ خَيْرَ الدُّنْيا وَفَوْزِ الآخِرَةِ، ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ﴾الحج:30، ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾الحج:32، فاتَّقُوا اللهَ أَيُّها المؤْمِنوُنَ، عَظِّموُا قَدْرَ رَبِّكُمْ فيِ قُلوُبِكُمْ؛ وَسَتَجِدوُنَ سَعادَةً وَبَهْجَةً وَلَذَّةً وَتَجِدوُنَ حَقيِقَةَ الإيِمانِ فَإِنَّ الإيمانَ يَقوُمُ عَلىَ تَمامِ المَحَبَّةِ لِلمَلِكِ الدَّيَّانِ، وَعَظيِمِ التَّعْظيِمِ لَهُ جَلَّ في عُلاهُ، فَإِنَّهُ مَنْ يُعَظِّمُهُ يِجِدُ سَعادَةً وَبَهْجَةً وَقُوَّةً وَسَكَنًا وُطُمَأَنْينِةً لا يَجِدُها فِي غَيْرِهِ مِنَ الأَعْمالِ.
عَظِّموُا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَإِنَّ تَعْظيِمَ اللهِ يَحْمِلُكُمْ عَلَىَ أَداءِ حَقِّهِ في الغَيْبُ وَالشَّهادِةِ، عَظِّموُا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ؛ يَحْمِلُكْمْ عَلَىَ الانْكِفافِ عَنِ المعاصِيِ.
أَيُّها المؤْمِنوُنَ, رَجُلٌ جاءَتْهُ امْرَأَةٌ تَطْلُبُ مِنْهُ عَوْنًا فَقالَ: "لا أعطيكِ حتى تمكنيني من نفسك"، فقالت للحاجة: "خذ ما شئت"، فقالت لما تمكن منها: "اتَّقِ اللَّهَ وَلاَ تَفُضَّ الخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ"البخاري(2215), ومسلم(2743)بمعناهُ عدا الجُمْلَةِ الأَخيِرَةِ فَبِلَفْظِهِ، فَقامَ عَنْها، قامَ عَنْها لماذا؟
لأَنَّهُ يخافُ اللهَ جَلَّ في عُلاهُ، تَمكَّنَ مما يرُيدُ غَايَةَ التَّمَكُّنَ، وَحَصَلَ ما يَشْتَهِيِ في كَمالِ قُوَّةِ وَظَفَرٍ، لَكْنِ الَّذيِ مَنَعَهُ مِنَ الُمضِيِّ في المعَصِيَةِ وَالمضِيِّ فِيما يَشْتَهِيِ أَنَّهُ يَخافُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَمَّا ذُكِّرَ بِهِ تَذَكَّرَ.
اتَّقوُا اللهَ؛ فاليَوْمَ ما أَكْثَرَ المعاصِيِ في الخَلَواتِ وَالجلَواتِ، في السِرِّ وَالإِعْلانِ، في الحَضَرِ وَالسَّفَرِ، في القَريِبِ وَالبَعيِدِ، فاتَّقوُا اللهَ؛ فَإِنَّ تَقْوَىَ اللهِ هِيَ خَيْرُ ما يَمْنَعُكُمْ مِنْ مَعْصَيِتِهِ، تَقْوَىَ اللهِ هِيَ أَعْظَمُ ما يَحْمِلُكُمْ عَلَىَ طاعَتِهِ، تَقْوَىَ اللهِ هِيَ المَرْكِبُ الَّذِي إِذا رَكبْتموُهُ نَجَوْتَمُ مِنْ كُلِّ المعاطِبِ وَالمهالِكِ.
الَّلهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مَحَبَّتَكَ وَتَعْظِيِمَكَ، وَنَسْأَلُكَ أَنْ تَعينُنا عَلَىَ طَاعَتِكَ في السِّرِّ وَالعَلَنِ، وَخَشْيِتَكَ في الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، الَّلهُمَّ أَصْلِحْ قلوُبَنا، وَاغْفِرْ ذُنوُبَنا، وَيَسَّرْ أُموُرَنا، وَاشْرحْ صدوُرَنا، تَوَلَّنا يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرامِ في عِبادِكَ الصَّالحينَ.
الَّلهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الهُدَىَ وَالتُّقَىَ وَالعَفافَ وَالرَّشادَ وَالغِنَىَ، الَّلهِمَّ احْفَظْنا بِحِفْظِكَ، اكْلأْنَا بِرِعايَتِكَ، وَاجْعَلْنا مِنْ أَوْلِيائِكَ، أَعِنَّا عَلَىَ الطَّاعَةِ وَالِإحْسانِ، خُذْ بِنواصيِنا إِلَىَ ما تُحِبُّ وَتَرْضَىَ مِنَ الأَعْمالَ، الَّلهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعافِيَةَ وَالمعافاةِ الدَّائِمَةِ في الدِّيِنِ وَالدُّنْيا، الَّلهُمَّ أَعِنَّا وَلا تُعِنْ عَلَيْنا، الَّلهُمَّ انْصُرْنا عَلَىَ مَنْ بَغَىَ عَلَيْنا، الَّلهُمَّ اهْدِنا وَيَسِّرِ الهُدَىَ لَنا، الَلهُمَّ اجْعَلْنا لَكَ ذاكرينَ، شاكرينَ، راغبينَ، راهبينَ، أَوَّاهيِنَ، مُنيبينَ، الَّلهُمَّ تَقَبَّلْ تَوْبَتَنا، وَثَبِّتْ حُجَّتَنا، وَاغْفِرْ ذَلَّتَنا، وَأَقِلْ عَثَرَتَنا.
رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ.
الَّلهُمَّ آمِنَّا فيِ أَوْطانِنا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنا وَوُلاةَ أُموُرِنا، وَاجْعَلْ وِلايَتَنا فيِمنْ خافَكَ وَاتَّقاكَ واتَّبَعَ رِضاكَ يَا رَبَّ العالمينَ.
الَّلهُمَّ ادْفَعْ عَنَّا كُلَّ سوُءٍ وَشَرٍّ، احْفِظْ بِلادَنا مِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ ظاهِرَةٍ أَوْ باطِنَةٍ، مَنْ أَرادَ بِنا وَباِلمسْلمِينَ شَرًا فَأَشْغِلْهُ بِنَفْسِهِ وَاكْفِ المسْلِميِنَ شَرَّهُ، اجْمَعْ كَلِمَتَنا عَلَىَ الحَقِّ وَالهُدَىَ، ثَبِّتْنا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ حَتَّىَ نَلْقاكَ، وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَةِ أَوْلِيائِكَ وَاغْفِرْ لَنا السِّرَّ وَالِإعلانِ.
الَّلهُمَّ اغْفِرْ لِلمُؤْمِنيِنَ وَالمؤْمِناتِ، الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالأَمْواتِ، رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكوُنَنَّ مِنَ الخاسِرِينَ.
الَّلهُمَّ صَلِّ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَىَ إِبْراهِيِمَ وَعَلَىَ آلِ إِبْراهيِمَ إِنَّكَ حميِدٌ مَجيِدٌ.