×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / دروس المصلح / الحديث وعلومه / شرح حديث أبي بكر / الدرس(13) من شرح حديث أبي بكر رضي الله عنه

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:2306

الطالب: ومنزلة الصديق والفاروق دلت على أن من يأخذ من علم النبوة الثابت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أرفع منزلة ممن يأخذ من أهل القلوب عن قلوبهم، فإن غاية الواحد من هؤلاء أن يكون مشابها لعمر، ولا يكون مثله قط، ومنزلة الصديق أفضل، ولهذا كان الصديق يعلم عمر ومعاوية في غير قصة، كما جرى له معه يوم الحديبية لما قال عمر للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "يا رسول الله! ألسنا على الحق؟ قال: بلى، قال: أليس عدونا على الباطل؟ قال: بلى، قال: ألست رسول الله حقا؟ قال: فلم نعطى الدنية في ديننا؟ قال: إني رسول الله، وهو ناصري ولست أعصيه، قال: ألم تحدثنا أنا نأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى، فقلت لك إنك تأتيه في هذا العام؟ قال: لا، قال: فإنك آت البيت ومطوف به. ثم جاء عمر إلى أبي بكر، فقال: يا أبا بكر! ألسنا على الحق؟ قال: بلى، قال: أليس عدونا على الباطل؟ قال: بلى، قال: أليس هو رسول الله حقا؟ قال: بلى، قال: فلم نعطى الدنية في ديننا؟ قال: إنه رسول الله وهو ناصره وليس يعصيه، قال: ألم يكن يحدثنا أنا نأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى، أقال لك إنك تأتيه هذا العام؟ قال: لا، قال: فإنك آتني البيت وتطوف به".صحيح البخاري (2732)

الشيخ: الله أكبر ـ رضي الله عنهم ـ هذه المحاجاة العظيمة من عمر ـ رضي الله عنه ـ لرسول الله ثم لأبي بكر تدل على عظم الوارد على الصحابة في ذلك الموقف، فالوارد عليهم عظيم جدا وقد لا ندركه نحن لكن ما كان لصحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-أن يخالفوه في أمره لما أمرهم بالحلق وأن يراجع عمر هذه المراجعة إلا لشدة ما ورد عليهم مما اضطربت له قلوبهم حتى إن عمر ـ رضي الله عنه ـ يسأل رسول الله –صلى الله عليه وسلم-هذه الأسئلة التي فيها من الشدة وفيها من الانفعال النفسي الشيء الكثير، لكنه على كل حال هو من السعي المغفور لهم ـ رضي الله عنهم ـ فإن الله –عز وجل-ذكر بعد أن ذكر الفتح لنبيه –صلى الله عليه وسلم-إنزال السكينة على قلوبهم، فهو الذي أنزل عليهم السكينة –سبحانه وتعالى-فقرت قلوبهم وسكنت لما فتح الله –عز وجل-لرسوله بسبب هذا الصلح.

الشيخ –رحمه الله-أتى بهذا ليبين لنا أولًا تقدم من؟ تقدم أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ على عمر ووجه التقدم ظاهر جدا وذلك في المطابقة الحرفية لكلام رسول الله –صلى الله عليه وسلم-فيما أورده عمر على أبي بكر فإنه وافق جواب النبي –صلى الله عليه وسلم-وطابقه تمامًا مع أنه لم يشهد ذلك المجلس ولم يكون مجتمعين في مجلس واحد، ولكن هذا الحديث فيه أن مجيء عمر لأبي بكر ـ رضي الله عنه ـ بعد مجيئه للنبي –صلى الله عليه وسلم-وهذا مما استشكله بعض أهل العلم كيف يسوغ لعمر أن يأتي أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ بعد مجيئه للنبي –صلى الله عليه وسلم-ولذلك رجح جماعة من العلماء الرواية التي فيها أن مجيء عمر لأبي بكر كان متقدمًا على مجيئه لعمر، وقد وقع أن مجيء عمر ـ رضي الله عنه ـ لأبي بكر كان متقدمًا على مجيئه للنبي –صلى الله عليه وسلم-ورجح ما وقع في البخاري، وفي بعض المغازي مع أن عمر جاء أولًا لأبي بكر ثم جاء للنبي –صلى الله عليه وسلم-إلا أنه يشكل على هذا التوجيه ما هو محفوظ في صحيح البخاري وأكثر رواية عليه عند البخاري وعند غيره من أهل المغازي من أن المجيء أولًا كان لمن؟ للنبي –صلى الله عليه وسلم-ثم لعمر فإذا كان كذلك فلابد من جواب على هذا.

والجواب يتلخص في أحد وجهين:

الوجه الأول: أن يقال ما تقدم قبل قليل أن الوارد على الصحابة كان عظيمًا ولذلك عمر ـ رضي الله عنه ـ لما سأل النبي –صلى الله عليه وسلم-وأجابه من دفع هذا الوارد، فذهب وطلب الجواب عند أبي بكر، وذلك لشدة ما ورد عليهم ولا يؤاخذون في هذا ولذلك عمر ـ رضي الله عنه ـ كان يقول عن موقفه في أحد إجمالًا في المسألة في صيغة المسألة، وفي أنه سأل أبا بكر أيضًا بعد سؤال النبي –صلى الله عليه وسلم-يقول: عملت لذلك أعمالًا أي أطلب الله –عز وجل-بها المغفرة أو أطلب من الله –عز وجل-بهذه الأعمال مغفرة والعفو، فعظم الوارد الذي ورد على الصحابة كبير وشديد هذا الجواب الأول.

الجواب الثاني: أن عمر ـ رضي الله عنه ـ إنما جاء لأبي بكر ؛ لأنه كان محدثًا موافقًا للقرآن في عدة مواضع ومواقف، فطمع ـ رضي الله عنه ـ أن تحصل له موافقة في هذا الأمر، كما جرى له موافقة فيما تقدم هذان جوابان يرد بهما على هذا الإشكال الوارد في الحديث، ونكمل ـ إن شاء الله تعالى ـ في الدرس القادم، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الطالب: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه شرح حديث أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ "اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا".

قال –رحمه الله-: فأبو بكر أجاب بمثل ما أجاب به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من غير أن يسمع كلامه في تلك القصة التي اضطربت فيها أكثر الصحابة، حتى قال سهل بن حنيف -وهو من كبار المؤمنين وشهد مع علي صفين -: "أيها الناس! اتهموا الرأي على الدين، فلقد رأيتني يوم أبي جندل، ولو أستطيع أن أرد أمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لرددته" رواه البخاري]4189[

فإذا كان الصديق والفاروق -وهما خير الخلق بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهما اللذان قال فيهما: "اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر" سنن الترمذي (3662)، ومسند أحمد (23245) -هما مع الرسول كما ترى، فما الظن بغيرهما؟ وبهذا يعلم أن كل من ادعى استغناءه عن الرسالة بمكاشفة أو مخاطبة، أو عصمة ذلك له أو لشيخه ونحو ذلك، فهو من أضل الناس.

ومن احتج على ذلك بقصة الخضر مع موسى.

الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

المقصود من إيراد هذه القصة قصة عمر ـ رضي الله عنه ـ مع النبي –صلى الله عليه وسلم-وأبي بكر في يوم الحديبية بيان أن المحدث أقل درجة من الذي يتلقى عن الشرع فمن يتلقى عن قلبه قد يخالف ما جاء به الكتاب والسنة لعارض يمنع من معرفة الحق، فهذا عمر ـ رضي الله عنه ـ عارض النبي –صلى الله عليه وسلم-مع أنه قال فيه –صلى الله عليه وسلم-: "إن يكن في هذه الأمة محدثون فعمر"صحيح مسلم (2398)فدل أن منزلة الصديق أفضل من منزلة المحدث وهذا واضح في الحديث هذا سبب ذكر الحديث ثم استطرد الشيخ –رحمه الله-في ذكر أن الاستدلال بالمكاشفات على الشرائع أو على الأعمال إذا كانت مخالفة للشرع ضلال وعاد إلى الكلام الذي تقدم معنا في كتاب الفرقان من إبطال احتجاجهم بقصة الخضر مع موسى ـ عليه السلام ـ ولكنه في هذا الموضع فصل الرد وبينه وهناك أجمله، فنسمع ما قاله الشيخ –رحمه الله-في الجواب على من احتج بقصة الخضر مع موسى على أن التلقي عن القلب وإن خالف الشرع لا بأس به وأن الولي قد يصل إلى درجة يخرج بها عن التزام أحكام الشرع.

الطالب: ومن احتج على ذلك بقصة الخضر مع موسى ففي غاية الجهل لوجوه:أحدها: أن موسى لم يكن مبعوثا إلى الخضر، ولا كان يجب على الخضر اتباع موسى، بل قال له موسى: إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه، وأنت على علم من علم الله علمك الله لا أعلمه.

الشيخ: هذا من قول من؟ هذا من قول الخضر لموسى ما أدري عن لكن المحفوظ أن هذا من قول الخضر لموسى وليس من قول موسى للخضر يحتاج إلى مراجعة هنا وين؟ في شرح الحديث ولا عندك لا ما هكذا تحقق المخطوطات وإلا كان الأمر سهل.

على كل يمكن خطأ من النساخ المحفوظ أن هذا من قول الخضر لموسى ؛ لكن هذا ـ بارك الله فيك ـ ما هو في سياق الحديث مرتبًا، هكذا الشيخ أخذ من الحديث ما يريد أن يستدل به.

الطالب: ولما سلم عليه قال: "وأنى بأرضك السلام؟ قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم"صحيح البخاري (122)، وصحيح مسلم (2380). فالخضر لم يعرف موسى حتى عرفه نفسه. وأما محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهو رسول الله إلى جميع الخلق، فمن لم يتبعه كان كافرًا ضالًا من جميع من بلغته دعوته، ومن قال له كما قال الخضر لموسى كان كافراً.

الشيخ: الشيخ –رحمه الله-استدل على أن موسى لم يكن مبعوثًا إلى الخضر من جهتين:

الجهة الأولى: قول الخضر أو من موضعين من حديث قول الخضر لموسى: "إني على علم من علم الله علمينه الله لا تعلمه وأنت على علم من علم الله علمك الله لا أعلمه" ولو كان تابعًا لما ساغ للخضر أن يقول لموسى هذا القول هذا الموضع الأول.

الموضع الثاني: أن الخضر لم يعرف موسى ولو مبعوثًا إليه مخاطب بدعوته لوجب عليه أن يسعى إليه ليعرفه ويتلقى عنه ولكنه لم يكن مخاطبًا برسالة موسى ولذلك لم يعرفه وهذا خلاف حال الأولياء مع النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-فإنه لا يمكن أن تدرك الولاية بعد بعثة النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-إلا من طريقه لأن الولاية التقوى والإيمان ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ[يونس: 62-63] ولا يمكن حصول الإيمان والتقوى لأحد إلا من طريق النبي صلى الله عليه وسلم.

فلذلك سقط الاحتجاج هذا أول الأوجه التي يجاب بها على من احتج بقصة الخضر على موسى على جواز الخروج عن حدود وأحكام الشريعة.

الطالب: الوجه الثاني: أن ما فعله الخضر لم يكن خارجا عن شريعة موسى، ولهذا لما بين له الأسباب التي أبيح له بها خرق السفينة وقتل الغلام وبناء الجدار بغير جعل أقره على ذلك، بل كانت الأسباب المبيحة لذلك قد علمها الخضر دون موسى، كما يدخل الرجل دار غيره، فيأكل طعامه ويأخذ ماله، لعلمه بأنه مأذون له في ذلك، وقتل الآخر لعدم علمه بالإذن قد يكون سببا ظاهرا، وقد يكون بسبب باطن، وعلى التقديرين هما في الشريعة.

الشيخ: وقتل الآخر ما يصح ما في قتل هنا والظاهر لي إن بدال الواو، الواو زائدة هذه لا حاجة لها قبل الآخر يعني يأكل طعامه ويأخذ ماله قبل الآخر يعني قبل الذي دخل معه لعدم علمه بالإذن، فالواو لا محل لها إلا أن يكون هناك كلام ساقط احذفوها حتى يستقيم الكلام هذا الوجه الثاني الذي استدل به الشيخ –رحمه الله-على أن الخضر لا حجة في فعله مع موسى وذلك أن ما فعله الخضر مما أنكره عليه موسى عليه السلام في أول الأمر موافق لشريعة موسى ووجه موافقته لشريعة موسى أن موسى ـ عليه السلام ـ لما بين له الخضر سبب الفعل لم ينكر ذلك ولم يقل لكن لا يجوز لك هذا إنما أقره وسكت واعتذر، بل اعتذر ما أقره وسكت أقره وسكت، واعتذر أي سكت عن الإنكار، واعتذر عما بدر منه من مخالفة لما التزمه في أول الأمر من عدم الإنكار عليه والصبر على ما يصدر منه، فدل هذا على أن ما فعله الخضر موافق للشريعة.

ولا غرابة في هذا فقد بينا ذلك في قراءة الفرقان، وهو أن فعله لما علم سببه كان موافقا للشريعة، وإنما ينكره من ينكره لخفاء سبب الفعل، ولذلك مثل له ونظر له بمسألة لا تختص بالخضر مع موسى، بل هي عامة لكل أحد وهي أن رجلين يدخلان بيتًا واحدًا فيقوم أحدهما بالتصرف في بيت هذا الرجل أكلًا وشربًا ومطالعة في الكتب وتصرفًا في المال ويكون ذلك مباحًا له، والآخر ممنوع من هذا كله والفرق أن هذا علم إذن صاحب الدار وطيب نفسه بما يصدر عنه والآخر ليس عنده علم بإذن صاحب الدار وطيب نفسه، فجاز هذا ما لم يجز للآخر، وهذا مثالًا واضح يتضح به أن ما فعله الخضر ليس خارجًا عن حكم الشريعة، بل هو موافق للشريعة نصًا ونظرًا، نصًا من عدم إنكار موسى ونظرًا بنظائره في الأحكام الشرعية التي في شريعتنا، فالشيء الواحد قد يكون مباحًا لشخص ممنوعًا من آخر بسبب علم هذا، وعدم علم الآخر هذا الذي يقوله الشيخ يقول: إن الخضر ليس مكلفًا بشريعة موسى، وموسى لم يرسل للخضر، موسى أرسل لبني إسرائيل فحتى إذا سلمنا بما قلتم من أنه ولي وأن ما فعله مخالف لشريعة موسى فإن موسى لم يكن مرسلًا إليه مثل ما قلت الله يتبعنا آثاره.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93795 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89655 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف