×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / دروس المصلح / الحديث وعلومه / شرح حديث أبي بكر / الدرس(14) من شرح حديث أبي بكر رضي الله عنه

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:2254

الطالب: الوجه الثالث: أن الخضر إن كان نبياً، فليس لغير الأنبياء أن يتشبه إليه، وإن لم يكن نبياً -وهو قول الجمهور -فأبو بكر وعمر أفضل منه، فإن هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس، وخيار هذه الأمة القرن الأول من المهاجرين والأنصار، وخير القرن الأول السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، وخيرهم أبو بكر وعمر.

فإذا كان أبو بكر وعمر أفضل من الخضر، وحالهما مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذه الحال، ونحن مأمورون أن نقتدي بهما، لا بأن نقتدي بالخضر، كان من ترك الاقتداء بهما في حالهما مع محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ واقتدى بالخضر في حاله مع موسى من أضل الناس وأجهلهم.

الشيخ: الوجه الثالث استدلال بالخلاف فيقال: إذا كان الخضر نبيا فلا حجة في فعله، فإن لم يكن نبيا، فهو ولي فإذا كان وليا فقد علمنا أن أبا بكر وعمر خير منه وجه خيرتيهما، أما أبو بكر فخيريته واضحة، فهو خير الناس بعد الأنبياء لأدلة كثيرة، وعمر هو خير الأمة بعد أبي بكر رضي الله عنه طبعا بعد نبيها –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-لكن وجه الخيرية في أبي بكر وعمر على الخضر أن أبا بكر وعمر أمرنا بإتباع هديهما، فلهما سنة متبعة "اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر"سنن الترمذي (3662)، وسنن ابن ماجة (97)فلهما سنة متبعة وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «عليكم بسنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الراشدينَ المهديِّينَ بعدي»سنن ابن ماجة (42)، وسنن الدارمي (96) فلهم سنة متبعة ـ رضي الله عنهم ـ وهذا للخضر فإذا كان كذلك فإتباع أبي بكر وعمر في التزام الشرع وتعظيمه هو الواجب والأليق بالأمة من إتباع الخضر ؛ لأن الأمة أمرت بإتباعهما دون الخضر، وهما أكمل الخلق بعد الأنبياء فوجب إتباع الأكمل، هذا إذا لم تثبت نبوة الخضر، فالجواب على الحالين سواء قلنا إن الخضر نبي أو الخضر ولي لا يسوغ الاقتداء به في الخروج عن أحكام شريعة النبي –صلى الله عليه وسلم-فإن الشريعة من خرج عنها خرج عن الصراط المستقيم ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا[الأعراف: 158] فهو مخاطب –صلى الله عليه وسلم-جميع الخلق جميع الناس لا يخرج عن ذلك أحد.

الطالب: بل من اعتقد أنه يجوز له أن يخرج عن طاعة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتصديقه في شيء من أموره الباطنة أو الظاهرة، فإنه يجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل كائنا من كان.

وإذا عرف أن التوبة ترفع منزلة صاحبها وإن كان فيه قبل ذلك ما كان، لم يكن لأحد أن ينظر إلى صديق ولا غيره باعتبار ما وقع منه قبل التوبة والاستغفار، ومن فعل ذلك كان جاهلا أو ظالما مهما أمكن أن يقع، إلا إذا كانت التوبة قد وجدت منه، فقد زال أمره وارتفعت بالتوبة درجته. فلا يستكبر بعد هذا أن يقع من صديق قدر ماذا عسى أن يقع.

الشيخ: لأن الصديقية لا تنافي في الوقوع المعاصي جميعها، مرتبة الصديقية لا تنافي جميع المعاصي والذنوب، بل يجوز عليه الصغير منها والكبير ؛ ولكنه لا يجوز لأحد أن يستدل على جواز أمر ؛ لكونه وقع من صديق فإنه صديق دون هذه المعصية وهو صديق بعدها، فالعبرة بكمال النهاية لا بسقطات البداية، كما قال الشيخ –رحمه الله-العبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية، فكونه ينقص في أول الأمر بالوقوع في معصية بالوقوع في مخالفة ليس حجة على الخلق وعلى جواز الوقوع فيها، بل العبرة بما كان منه بعد التوبة، ولذلك قال –رحمه الله-: فلا يستكبر بعد هذا يعني بعد هذا التقرير أن يقع من صديق قدر ماذا عسى أن يقع يعني من الذنوب والمعاصي والمخالفات فلا يستكبر شيء.

الطالب: وإن كان صديق هذه الأمة كان من أبعد الناس عن الذنوب قبل الإسلام وبعده، حتى إنه لم يشرب الخمر في الجاهلية ولا الإسلام، وكان معروفا عندهم بالصدق والأمانة ومكارم الأخلاق، لكن المقصود أن يحسم مادة مثل هذا السؤال، لكن مع كونه من أبعد الناس عن الذنوب.

الشيخ: يعني هذا كأنه اعتذار من الشيخ –رحمه الله-على ما تقدم من قوله إن الصديق يمكن أن يقع منه ما يكون من الذنوب أو كما قال: أن يقع من صديق قدر ماذا عسى أن يقع فقال –رحمه الله-: لا يتوهم من هذا الكلام أن الصديق قد وقعت منه أمور عظام، بل الصديق ـ رضي الله عنه ـ كان على خير حال في الجاهلية قبل الإسلام أو كان على حال خيرة طيبة في الجاهلية قبل الإسلام، فجاء الإسلام وكمل ما عنده من خير.

قال: وإن كان صديق هذه الأمة كان من أبعد الناس عن الذنوب قبل الإسلام وبعده حتى إنه لم يشرب الخمر في الجاهلية ولا الإسلام ـ رضي الله عنه ـ وكان معروفًا عندهم بالصدق والأمانة ومكارم الأخلاق، لكن المقصود يعني من ذكر ما تقدم من جواز وقوع كل ما يمكن أن يقع من الذنوب والمعاصي ؛ لكن المقصود أن يحسم مادة هذا السؤال يعني الذي أورده السائل، كيف يكون صديقًا ويقول: "اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا" لكن مع كونه من أبعد الناس عن الذنوب رضي الله عنه.

الطالب: فكل بني آدم يحتاج أن يتوب ويعترف بظلم نفسه، كما اعترف بذلك من هو أفضل من أبي بكر.

وتمام ذلك بالوجه الثاني.

الشيخ: طيب هل اعتراف أبو بكر اعتراف مجرد أو اعتراف مؤكد؟ هل اعتراف مجرد يعني مطلق أم أنه اعتراف مؤكد بوقوع الظلم من نفسه طيب أوجه التأكيد كثيرة إني ظلمت نفسي ظلمًا وهذا للتحقيق والتوكيد حتى لا يتوهم أن المسألة من باب المجاز، كما قال السائل وصفه بالكثير وصف المصدر بالكثير يدل على تحقيق ذلك أيضًا.

الطالب: وتمام ذلك بالوجه الثاني، وهو أن ظلم النفس أنواع مختلفة ودرجات متفاوتة كما تقدم التنبيه عليه، وكل أحد ظلم نفسه على قدر درجته ومنزلته.

الشيخ: الآن الشيخ –رحمه الله-يبين أن ظلم النفس ليس على درجة واحدة كما تقدم ظلم النفس درجات منها ما هو ظاهر ومنها ما هو باطن، منها ما هو في العقائد، منها ما هو في الأعمال، منها ما هو في حق الله، منها ما هو في حق الخلق، منها ما هو قصور عن درجة الكمال مع إمكانه، فالظلم ليس على درجة واحدة، بل يختلف اختلافًا عظيمًا ولذلك قال الشيخ –رحمه الله-: الظلم أنواع مختلفة ودرجات متفاوتة هذا في نفسه هذا من حيث الظلم نفسه.

يقول: وكل أحد ظلم نفسه على قدر درجته ومنزلته أيضًا هذا فيه اعتبار آخر للظلم وهو اعتبار من قام بالظلم فالظلم في نفسه متفاوت ومختلف وهو أيضًا متفاوت ومختلف باعتبار من يقوم فيه كما مر معنا في كلام الشيخ –رحمه الله-على قول حسنات الأبرار سيئات المقربين نسبناه ؛ لأنه وجه إليه وإلا الأمر به هو النبي –صلى الله عليه وسلم-لا الأمر به رسول الله –صلى الله عليه وسلم-لكن هم استشكلوا كيف يكون هذا الأمر والصديق هو الصديق، كيف يكون هذا الأمر والقبول لهذا الدعاء من الصديق أيضًا مع أنه قد بلغ هذه الدرجة، فالجواب ما تقدم وما زال الشيخ –رحمه الله-يجيب على هذا الإشكال صحيح ما في إشكال يعني تريدنا نقول توجيه الرسول –صلى الله عليه وسلم-لأبي بكر أو أمر النبي –صلى الله عليه وسلم-لأبي بكر لا توجيه هو أشكل عليهم الظلم المذكور في الحديث فقال بعضهم:إن الظلم هنا مجازي ما هو بحقيقي من باب التجوز في الدعاء، ولذلك ذكر المستشكل، كيف يكون هذا مجاز ومعلوم أن ما قام الدعاء ليس من باب المجازات حتى على القول بجواز المجاز ووجوده، فالجواب ما تقدم من أنه لا أحد معصوم من المعصية وأن الظلم درجات وأن ظلم النفس يختلف باختلاف الناس، فقد يكون في حق شخص ليس ظلمًا للنفس، وفي حق غيره ظلمًا للنفس المهم أنه يختلف كما تقدم الجواب.

ولعلنا في نهاية هذه الرسالة نجمل الجواب في نقاط حتى تضبط ؛ لأن كلام الشيخ –رحمه الله-فيه استطراد وعودة إلى ما تقدم وتكرار، فلعلنا ـ إن شاء الله تعالى ـ ينتدب أحدكم لتقييد أوجه الجواب أو مجملات الجواب في حديث أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ من كلام الشيخ ـ إن شاء الله ـ نترك الباب مفتوح من يريد يشتغل نافع إن شاء الله.

الطالب: وما يمكننا أن نحصر ما فعله كل شخص من أشخاص الصديقين، فإن أحوال العباد مع الله أسرار فيما بينهم وبين الله.

الشيخ: يعني هذا اعتذار على تقديم الحجة على ما قال اعتذار أعطنا الشواهد قال: ما يمكننا أن نحصر كل ما فعله كل شخص من أشخاص الصديقين حتى نستدل على أن وقوع المعصية لا ينافي درجة الصديقية ثم بين وجه الاعتذار أن أحوال العباد مع الله أسرار والله –عز وجل-كريم منان يستر على العبد نسأل الله –عز وجل-ستره في الدنيا والآخرة.

الطالب: فإن أحوال العباد مع الله أسرار فيما بينهم وبين الله وإنما يمكن أن يعرف أنواع ذلك كما دل عليه الكتاب والسنة، ولا حاجة بنا إلى معرفة تفصيل ذلك، فإن هذا ليس مما يقتدى فيه بأحد، فإن الاقتداء إنما يكون في الحسنات لا في السيئات التي يثاب فيها.

الشيخ: يثاب فيها يعني يرجع عنها فهو يستقيم في الحسنات التي يثاب فيها لا في السيئات.

الطالب: والإنسان لا يقنط من رحمة الله ولو عمل من الذنوب ما عسى أن يعمل، كما قال ـ تعالى ـ: }يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا{الزمر:53

ونحن نعلم أن التوكل على الله فرض، والإخلاص له فرض، ومحبة الله ورسوله فرض، والصبر على فعل ما أمر الله وعما نهى الله عنه وعلى المصائب التي تصيبه فرض، وخشية الله وحده دون خشية الناس فرض، والرجاء لله وحده فرض، وأمثال ذلك من الأعمال الباطنة والظاهرة والتي يحصل التقصير في كثير منها لعامة الخلق.

الشيخ: لا يرجي في الشيء رجع فيها تركها.

الطالب: وأي نوع من هذه الأنواع إذا تدبر بعض الصديقين فيه حاله يجده قد ظلم نفسه فيه ظلما كثيرا، دع ما سوى ذلك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله، وكالقيام بحقوق الأهل والجيران والمؤمنين، وإكمال كل واجب كما أمر به، وأمثال ذلك مما لا يحصى.

وقد ذكر البخاري عن ابن أبي مليكة قال: أدركت ثلاثين من أصحاب محمد كلهم يخاف النفاق على نفسه. وفي الصحيح أن حنظلة الكتاب لما قال: "نافق حنظلة، قال أبو بكر: إنا لنجد ذلك".صحيح مسلم (2750)

الشيخ: يعني أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ يقول:" إنا لنجد ذلك" نجد الذي اتهمت نفسك بالنفاق من أجله وهو ضعف الحال وقصورها في غير مجالس الذكر وعند غير رسول الله –صلى الله عليه وسلم-والنبي –صلى الله عليه وسلم-أقره على أن ذلك قصور ولكنه لم يثبت أنه نفاق، ولذلك قال: "لو أنكم تدمون على الحال التي تكونون عندي لصافحتكم الملائكة"صحيح مسلم (2750) لأن الحال التامة الكاملة في التقوى والإيمان والنفاق الذي خافه الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ هو نفاق العمل لا نفاق الاعتقاد وليس هذا خاصًا بهذا العدل، بل هو واسع حتى من أشرافهم وممن بشروا بالجنة، فعمر ـ رضي الله عنه ـ يسأل حذيفة أمين سر رسول الله –صلى الله عليه وسلم-في المنافقين يقول: نشدتك الله يا حذيفة أسماني رسول الله –صلى الله عليه وسلم-لك منهم قال: لا ولا أزكي بعدك أحدًا هذا عمر ـ رضي الله عنه ـ يخاف النفاق على نفسه، وهذا لكمال معرفتهم بحق الله عليهم، وهذه قاعدة لابد أن ندركها، ونحمل عليها الكلام الذي ورد عن السلف في هذا الباب، وهو أنه كلما علت قدر الإنسان في الإيمان والتقوى، كلما تبين له عظم تقصيره في حق الله –عز وجل-وأنه لن يبلغ الله قدره ولا حق تقواه كما قال الله –جل وعلا-: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ[الزمر: 67] إذا بلغ العبد من التقوى والإيمان ما يعرف به حق الله –عز وجل-علم مدى التقصير الذي وقع فيه والذي فوت فيه كثيرًا من الواجبات وانتهك فيه كثيرًا من المحرمات.

وهذا يحمل عليه مثل قول أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ عند موته ليتني شجرة تعرض ليتني شعرة في جنب مؤمن وما أشبه ذلك هذا لكمال حالهم ـ رضي الله عنهم ـ ومعرفتهم بحق ربهم ومعرفتهم بأحوالهم ؛ ولكن المغرور الذي يرى لنفسه الفضل والمكانة والتقدم، ويرى عمله نصب عينيه هذا ليس لنا فيه حيلة، ويرى أن مثل هذا الكلام تواضع، والحقيقة أنه ليس تواضع يا إخواني هذا ليس تواضعًا ؛ لأن بعض الناس يحمل مثل هذا الكلام على التواضع، وهو ليس في الحقيقة تواضع، إنما هو معرفة حق الله –عز وجل-على وجه الكمال، فكلما عرف العبد حق ربه علم قدر قصوره وتقصيره في حقه –جل وعلا-نسأل الله العفو والعافية.

وهذا الذي حمل بعض العلماء على نسخ قول الله ـ تعالى ـ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ[آل عمران: 102] قالوا: إن هذه منسوخة بقوله ـ تعالى ـ: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن: 16] لأن حق التقوى لا يبلغ، فإن حق التقوى أن يطاع فلا يعصى وأن يشكر فلا يكفر وأن يذكر فلا ينسى، ومن يستطيع ذلك لكن الجواب أن الآية كما قال شيخ الإسلام –رحمه الله-ليست منسوخة بل هذا بيان التقوى الواجبة ثم إن الشريعة في مواردها كلها إنما جاءت بالتكليف بما يستطاع لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها ومنها هذا الأمر فقوله ـ تعالى ـ: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن: 16] هو بيان لقوله ـ تعالى ـ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ[آل عمران: 102].

الطالب: فهؤلاء كانوا يخافون على أنفسهم النفاق لكمال علمهم وإيمانهم.

الشيخ: يعني لا لتواضعهم كما يقول من يقول، إنما هو لكمال علمهم بالله وإيمانهم به وعلمهم بحالهم وعلمهم بتقصيرهم رضي الله عنهم.

الطالب: ولهذا كان عبد الله بن مسعود وغيره من السلف يستثنون الإيمان، فيقول أحدهم: أنا مؤمن إن شاء الله.

الشيخ: يعني بالنظر إلى سوء الخاتمة بالنظر إلى ما يختم له به وخشية سوء الخاتمة، فإن باستثناء ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ ومن استثنى من السلف لا على وجه الشك في حصول الإيمان، فإن الشك في الإيمان لا يجوز من دون الصحابة فضلا عنهم ـ رضي الله عنهم ـ وإنما هذا الاستثناء باعتبار ما يختم للإنسان به، ولئلا يزكي الإنسان نفسه فإن الإنسان ممنوع من تزكية نفسه كما قال الله –جل وعلا-: ﴿فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى[النجم: 32].

الطالب: وقد تقدم التنبيه على مجامع الظلم. والله سبحانه أعلم.

الشيخ: طيب ما هي مجامع الظلم؟ ظلم العبد نفسه، تعدي الحدود، تقصير في الواجب، ترك الواجب وتعدي الحد هذا الذي تقدم في هذه الرسالة هذا الضابط العام لظلم النفس، إما قصور في واجب، ترك للواجب أو ظلم أو تعدي لحد يعني تعدي للحدود وبهذا يكون الشيخ –رحمه الله-قد انتهى من الكلام على ما تعلق بإشكال ظلم النفس أو نسبة ظلم النفس للصديق في هذا الدعاء، ثم انتقل في الجزء المتبقي من الرسالة إلى الجواب عن ما ذكره السائل من كلام أبي عبد الله الحكيم الترمذي صاحب النوادر.

الطالب: وأما ما ذكره أبو عبد الله الحكيم الترمذي من أصناف الرحمة.

الشيخ: طيب المتبقي قليل وإحنا عندنا ثلاثة دروس قبل التوقف للإجازة، فالدرس القادم من يأتي لنا بمجمل جواب الشيخ على الإشكال الذي في حديث أبي بكر في ثلاثة أسطر أربعة أسطر ما هو شيء طويل الإخوة اللي ما عندهم اختبارات مجمل الجواب المتقدم في هذه الرسالة.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91557 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87257 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف