قال المؤلف رحمه الله :" القاعدة الثلاثون: أركان الإيمان بالأسماء الحسنى ثلاثة:
إيماننا بالاسم، وبما دلّ عليه من المعنى، وبما تعلّق به من الآثار
وهذه القاعدة العظيمة: خاصة بأسماء الرّبّ.
وفي القرآن من الأسماء الحسنى ما ينيف عن ثمانين اسماً كُررت في آيات متعددة، بحسَب ما يناسب المقام، كما تقدم بعض الإشارة إلى المناسبة بها.
وهذه القاعدة تنفعك في كل اسم من أسمائه الحسنى المتعلقة بالخلق".
يعني الأسماء متعدية، قوله: (المتعلقة بالخلق) يعني التي لها أثر على الخلق، فهي أسماء متعدية؛ لأن أسماء الله عز وجل تنقسم إلىٰ قسمين:
قسم لازم.
وقسم متعدٍّ.
القسم اللازم: الذي ليس له أثر وتعلق بالخلق. هذا اللازم.
وأما المتعدي: فهو غالب أسماء الله عز وجل، وهو الذي له تعلق بالخلق.
فالرّزق من الأسماء المتعدية، الإحياء، الإماتة، الصمدية، القيوم، كل هذه من الأسماء المتعدية التي يجري فيها ما ذكره المؤلف من: إثبات الاسم وما دل عليه ومن التعبد بالأثر.
ومن الأسماء ما هو خاص لازم لا يتعلق بغيره سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ مثل الحياة، فالحياة صفة لازمة لا تعلق لها بالخلق، ولذلك لم يذكر لها أهل العلم أثراً، ومثل العظيم والحميد والمجيد، ومثلاً في الأفعال الاستواء لازمة لا تعلق لها بالخلق.
(وهذه القاعدة تنفعك في كل اسم من أسمائه الحسنى المتعلقة بالخلق والأمر، والثواب والعقاب.
فعليك أن تؤمن بأنه عليم، وذو علم عظيم، محيط بكل شيء، قدير، وذو قدرة وقوة عظيمة، ويقدر على كل شيء، ورحيم، وذو رحمة عظيمة ورحمته وسعت كل شيء، والثلاثة متلازمة.
فالاسم دلّ على الوصف، وذلك دل على المتعلق. فمن نفى واحداً من هذه الأمور الثلاثة فإنه لم يتم إيمانه بأسماء الرّبّ وصفاته، الذي هو أصل التوحيد.
ولنكتف بهذا الأنموذج ليُعرف أن الأسماء كلها على هذا النمط) .
هـٰذا كلام واضح، والحميد والمجيد لا تفسّر بمعنى واحد على الصحيح، إنما هي من الأسماء التي تفسر بمجمل ما اتصف الله به، فعظمة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ليست من وصف واحد، كونه حميداً ليس من وصف واحد، كونه مجيداً ليس من وصف واحد، كونه صمداً ليس من وصف واحد، إنما استفيد هـٰذا الوصف من مجمل ما اتصف به الرب سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. ومن الأوصاف ما يكون مأخوذاً من معنى واحد، مثل الرحمـٰن من الرحمة، مثل الحي من الحياة، و هذه مهمة في معاني الأسماء: أن من الأسماء ما لا يفسر بمعنى واحد، إنما يفسر بمجموع أوصاف اتصف الله بها.