×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

المكتبة المقروءة / دروس / التفسير وعلومه / القواعد الحسان / الدرس(45) من شرح القواعد الحسان

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis
الدرس(45) من شرح القواعد الحسان
00:00:01

قال المؤلف رحمه الله :"القاعدة الخامسة والأربعون: حث الباري في كتابه على الصلاح والإصلاح. وهذه القاعدة من أعم القواعد، فإن القرآن يكاد يكون كله داخلا تحتها، فإن الله أمر بالصلاح في آيات متعددة والإصلاح، وأثنى على الصالحين والمصلحين في آيات أخر. والصلاح: أن تكون الأمور كلها مستقيمة معتدلة([1]) مقصودا بها غاياتها([2]) الحميدة، التي قصد الله إليها. فأمر الله بالأعمال الصالحة وأثنى على الصالحين؛ لأن أعمال الخير تصلح القلوب والإيمان،  وتصلح الدين والدنيا والآخرة، وضدها فساد هذه الأشياء، وكذلك في آيات متعددة فيها الثناء على المصلحين ما أفسد الناس، والمصلحين بين الناس، والتصالح فيما بين المتنازعين، وأخبر على وجه العموم أن الصلح خير. فإصلاح الأمور الفاسدة: السعي في إزالة ما تحتوي عليه من الشرور والضرر العام والخاص. ومن أهم أنواع الإصلاح: السعي في إصلاح أحوال المسلمين في إصلاح دينهم ودنياهم، كما قال شعيب: ﴿إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت﴾،([3]) فكل ساع في مصلحة دينية أو دنيوية، للمسلمين فإنه مصلح،  والله يهديه ويرشده ويسدده، وكل ساع بضد ذلك فهو مفسد، والله لا يصلح عمل المفسدين. ومن أهم ([4])ما يكون أيضا: السعي في الصلح بين المتنازعين، كما أمر الله بذلك في الدماء والأموال والحقوق بين الزوجين، والواجب أن يصلح بالعدل، ويسلك كل طريق توصل إلى الملاءمة بين المتنازعين، فإن آثار الصلح بركة وخير وصلاح، حتى إن الله تعالىٰ أمر المسلمين إذا جنح الكفار الحربيون إلى المسالمة والمصالحة أن يوافقوهم على ذلك متوكلين على الله. وأمثلة هذه القاعدة لا تنحصر، وحقيقتها: السعي في الكمال الممكن حسب القدرة بتحصيل المصالح أو تكميلها، أو إزالة المفاسد والمضار أو تقليلها: الكلية منها والجزئية، المتعدية والقاصرة،  والله أعلم". الحقيقة أن  هذه  القاعدة هي لب الإسلام، وعليها تدور رحى آيات القرآن، فلا آية في كتاب الله إلا والمراد بها الإصلاح؛ الصلاح والإصلاح. والصلاح كما قال رحمه الله: (فإصلاح الأمور الفاسدة: السعي في إزالة ما تحتوي عليه من الشرور والضرر العام والخاص)؛ لأن الضرر والشر يكون عاما وهٰذا ما يتعلق بالأمة جميعها، ويكون خاصا وهو ما يتعلق بالفرد أو بالمجموعات الخاصة. والشريعة جاءت بالصلاح والإصلاح؛ ولذلك من القواعد المقررة هو ما ختم به المؤلف رحمه الله  هذه  القاعدة من أن الشريعة جاءت لتحصيل المصالح من كل وجه وتكثيرها، وهو معنى قوله: (وتكميلها) وتعطيل المفاسد وتقليلها، وكلا الأمرين الأول والثاني هو في الحقيقة صلاح وإصلاح. ولذلك  هذه  الأمة أمة مرحومة بهذه الشريعة المباركة، وهي خير الأمم وأعظمها سعيا في الإصلاح، وكل من وصفها بغير ذلك فإما جاهل أو مستكبر. ولذلك ينبغي أن يبرز هٰذا الجانب العظيم في شريعة الإسلام، وهو أنها شريعة صلاح وإصلاح. ولذلك وصف الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم بأنه رحمة فقال: ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾([5]). والرحمة لا يمكن أن يأتي منها فساد، وقد قال الله جل وعلا: ﴿لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم﴾([6]). وهٰذا لا يمكن أن يتصور أن يكون منه شر أو فساد؛ بل ليس منه إلا الإصلاح. وإدراك  هذه  الأمور وإظهارها من واجبات طلبة العلم في هذا الوقت، لا سيما هٰذا الوقت، وإن كان واجبا في كل وقت؛ لكن في هٰذا الوقت لأن الدعاية على أهل الإسلام كثيرة التي تشوهه وتطلب المعايب وتنبش عن العيوب فيه أو في أتباعه. أما فيه فهم خائبون خاسرون؛ لأنه: ﴿لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه﴾([7]). فهو المحكم الذي لا فساد فيه ولا عيب ولا نقص، مهما ادعى المدعون. وأما في أتباعه فالقصور في أتباعه، لكن مع أن أتباعه فيهم قصور؛ لكن القصور الذي فيهم إذا وازناه بالقصور الذي في غيرهم وجدناه شيئا يسيرا لا يقارن بما عند غيرهم من أهل الملل، من أهل الكتاب ومن غيرهم، ولذلك كانت  هذه  الأمة في مجموعها مصطفاة، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا﴾ ثم أتى التفصيل فماذا قال؟ قال: ﴿فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات﴾. وهؤلاء جميعا مصطفون، حتى الظالم لنفسه، وهٰذا يبين لنا منزلة  هذه  الأمة، وعظيم ما من الله به علينا. نسأل الله عز وجل أن يثبتنا وإياكم على الإسلام. ([1]) في نسخة: آخذة سبيلها الذي سنه الله. ([2]) في نسخة: غايتها. ([3]) سورة : هود (88). ([4]) في نسخة: ما حث الله عليه. ([5]) سورة : الأنبياء (107). ([6]) سورة : التوبة (128). ([7]) سورة : فصلت (42).

المشاهدات:3109


قال المؤلف رحمه الله :"القاعدة الخامسة والأربعون: حث الباري في كتابه على الصلاح والإصلاح.



وهذه القاعدة من أعم القواعد، فإن القرآن يكاد يكون كله داخلاً تحتها، فإنّ الله أمر بالصلاح في آيات متعددة والإصلاح، وأثنى على الصالحين والمصلحين في آيات أخر.



والصلاح: أن تكون الأمور كلها مستقيمة معتدلة([1]) مقصوداً بها غاياتها([2]) الحميدة، التي قصد الله إليها. فأمر الله بالأعمال الصالحة وأثنى على الصالحين؛ لأن أعمال الخير تصلح القلوب والإيمان،  وتصلح الدين والدنيا والآخرة، وضدها فساد هذه الأشياء، وكذلك في آيات متعددة فيها الثناء على المصلحين ما أفسد الناس، والمصلحين بين الناس، والتصالح فيما بين المتنازعين، وأخبر على وجه العموم أن الصلح خير.



فإصلاح الأمور الفاسدة: السعي في إزالة ما تحتوي عليه من الشرور والضرر العام والخاص.



ومن أهم أنواع الإصلاح: السعي في إصلاح أحوال المسلمين في إصلاح دينهم ودنياهم، كما قال شعيب: ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلا الإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ﴾،([3]) فكل ساعٍ في مصلحة دينية أو دنيوية، للمسلمين فإنه مصلح،  والله يهديه ويرشده ويسدده، وكل ساعٍ بضد ذلك فهو مفسد، والله لا يصلح عمل المفسدين.



ومن أهم ([4])ما يكون أيضاً: السعي في الصلح بين المتنازعين، كما أمر الله بذلك في الدماء والأموال والحقوق بين الزوجين، والواجب أن يُصلح بالعدل، ويُسلك كل طريق توصل إلى الملاءمة بين المتنازعين، فإن آثار الصلح بركة وخير وصلاح، حتى إن الله تعالىٰ أمر المسلمين إذا جنح الكفار الحربيون إلى المسالمة والمصالحة أن يوافقوهم على ذلك متوكّلين على الله.



وأمثلة هذه القاعدة لا تنحصر، وحقيقتها: السعي في الكمال الممكن حسب القدرة بتحصيل المصالح أو تكميلها، أو إزالة المفاسد والمضار أو تقليلها: الكلية منها والجزئية، المتعدية والقاصرة،  والله أعلم".



الحقيقة أن  هذه  القاعدة هي لب الإسلام، وعليها تدور رَحى آيات القرآن، فلا آية في كتاب الله إلا والمراد بها الإصلاح؛ الصَّلاح والإصلاح.



والصلاح كما قال رحمه الله: (فإصلاح الأمور الفاسدة: السعي في إزالة ما تحتوي عليه من الشرور والضرر العام والخاص)؛ لأنّ الضرر والشر يكون عامّاً وهـٰذا ما يتعلق بالأمة جميعها، ويكون خاصّاً وهو ما يتعلق بالفرد أو بالمجموعات الخاصة.



والشريعة جاءت بالصلاح والإصلاح؛ ولذلك من القواعد المقررة هو ما ختم به المؤلف رحمه الله  هذه  القاعدة من أن الشريعة جاءت لتحصيل المصالح من كل وجه وتكثيرها، وهو معنى قوله: (وتكميلها) وتعطيل المفاسد وتقليلها، وكلا الأمرين الأول والثاني هو في الحقيقة صلاح وإصلاح.



ولذلك  هذه  الأمة أمة مرحومة بهذه الشريعة المباركة، وهي خير الأمم وأعظمها سعياً في الإصلاح، وكل من وصفها بغير ذلك فإما جاهل أو مستكبر.



ولذلك ينبغي أن يُبرز هـٰذا الجانب العظيم في شريعة الإسلام، وهو أنها شريعة صلاح وإصلاح.



ولذلك وصف الله عز وجل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه رحمة فقال: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾([5]). والرحمة لا يمكن أن يأتي منها فساد، وقد قال الله جل وعلا: ﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾([6]). وهـٰذا لا يمكن أن يتصور أن يكون منه شر أو فساد؛ بل ليس منه إلا الإصلاح.



وإدراك  هذه  الأمور وإظهارها من واجبات طلبة العلم في هذا الوقت، لا سيما هـٰذا الوقت، وإن كان واجباً في كل وقت؛ لكن في هـٰذا الوقت لأن الدعاية على أهل الإسلام كثيرة التي تشوهه وتطلب المعايب وتنبّش عن العيوب فيه أو في أتباعه.



أما فيه فهم خائبون خاسرون؛ لأنه: ﴿لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ﴾([7]). فهو المحكم الذي لا فساد فيه ولا عيب ولا نقص، مهما ادّعى المدعون.



وأما في أتباعه فالقصور في أتباعه، لكن مع أن أتباعه فيهم قصور؛ لكن القصور الذي فيهم إذا وازنَّاه بالقصور الذي في غيرهم وجدناه شيئاً يسيراً لا يقارن بما عند غيرهم من أهل الملل، من أهل الكتاب ومن غيرهم، ولذلك كانت  هذه  الأمة في مجموعها مصطفاة، قال الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾ ثم أتى التفصيل فماذا قال؟ قال: ﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ﴾. وهؤلاء جميعاً مصطفَوْن، حتى الظالم لنفسه، وهـٰذا يبين لنا منزلة  هذه  الأمة، وعظيم ما منَّ الله به علينا.



نسأل الله عز وجل أن يثبتنا وإياكم على الإسلام.









([1]) في نسخة: آخذة سبيلها الذي سنه الله.




([2]) في نسخة: غايتها.




([3]) سورة : هود (88).




([4]) في نسخة: ما حث الله عليه.




([5]) سورة : الأنبياء (107).




([6]) سورة : التوبة (128).




([7]) سورة : فصلت (42).

الاكثر مشاهدة

1. خطبة : أهمية الدعاء ( عدد المشاهدات85992 )
3. خطبة: التقوى ( عدد المشاهدات80483 )
4. خطبة: حسن الخلق ( عدد المشاهدات74768 )
6. خطبة: بمناسبة تأخر نزول المطر ( عدد المشاهدات61838 )
7. خطبة: آفات اللسان - الغيبة ( عدد المشاهدات56369 )
9. خطبة: صلاح القلوب ( عدد المشاهدات53356 )
12. خطبة:بر الوالدين ( عدد المشاهدات50921 )
13. فما ظنكم برب العالمين ( عدد المشاهدات50647 )
14. خطبة: حق الجار ( عدد المشاهدات46029 )
15. خطبة : الإسراف والتبذير ( عدد المشاهدات45574 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف