×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

المكتبة المقروءة / دروس / التفسير وعلومه / القواعد الحسان / الدرس(46) من شرح القواعد الحسان

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis
الدرس(46) من شرح القواعد الحسان
00:00:01

قال المؤلف رحمه الله :" القاعدة السادسة والأربعون: ما أمر الله به في كتابه:إما أن يوجه إلى من لم يدخل فيه، فهذا أمر له بالدخول فيه.  وإما أن يوجه لمن دخل فيه، فهذا أمر به ليصحح ما وجد منه،  ويسعى في تكميل ما لم يوجد منه([1]). وهذه القاعدة مطردة في جميع الأوامر القرآنية: أصولها وفروعها. فقوله تعالى: ﴿يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا﴾،([2]) من القسم الأول. وقوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا آمنوا﴾،([3]) من الثاني والثالث، فإنه أمرهم بما يصحح ويكمل إيمانهم من الأعمال الظاهرة والباطنة، وكمال الإخلاص فيها، ونهاهم عما يفسدها وينقصها. وكذلك أمره للمؤمنين أن يقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويصوموا رمضان أمر بتكميل ذلك،  والقيام بكل شرط ومكمل لذلك العمل، والنهي عن كل مفسد ومنقص لذلك العمل. وكذلك أمره لهم بالتوكل والإنابة ونحوها من أعمال القلوب هو أمر بتحقيق ذلك، وإيجاد ما لم يوجد منه. وبهذه القاعدة نفهم جواب الإيراد الذي يورد على طلب المؤمنين من ربهم الهداية إلى الصراط المستقيم، و([4])الله قد هداهم إلىٰ الإسلام!!. جوابه: ما تضمنته هذه القاعدة. ولا يقال: هذا تحصيل للحاصل.  فافهم هذا الأصل الجليل النافع،  الذي يفتح لك من أبواب العلم كنوزا، وهو في غاية اليسر والوضوح([5])". ملخص  هذه  القاعدة ما ذكره في ترجمتها قال: (ما أمر الله به في كتابه،  إما أن يوجه إلى من لم يدخل فيه) كالآيات التي خاطب الله فيها أهل الكتاب، أو التي خاطب فيها الناس عموما، فإن خطابه للناس عموما يشمل المسلم والكافر: ﴿يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور﴾([6]) هٰذا خطاب لجميع الناس المؤمن والكافر. فهٰذا الخطاب العام للمؤمن والكافر أو لمن لم يدخل في الإسلام هو طلب لدخول هٰؤلاء فيما أمروا به، وهٰذا واضح ولا إشكال فيه. مثال الثاني أو القسم الثاني هو توجيه الخطاب لمن اتصف به، كالآيات التي وجه فيها الخطاب للمؤمنين وأمرهم فيها مثلا بالإيمان، أو للمتقين، أو ما أشبه ذلك من الآيات التي هي من لوازم الإيمان أو هي منه، فهل هٰذا تحصيل حاصل كما أشار الشيخ رحمه الله أو أنها تتضمن أمرا؟ الجواب: تتضمن أمرا زائدا، فهي تفيد أمرين: الأمر الأول: وجوب الثبات على هٰذا الوصف: ﴿يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله﴾([7]) هٰذا أمر بالثبات على الإيمان. والثاني: التكميل والزيادة. أشار الشيخ رحمه الله إلىٰ أمر آخر وهو الطلب -طلب ما هو موجود أصله- كطلب الهداية من الله من أهل الهداية، كل المسلمين يقولون في صلاتهم: ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾([8]) ما فائدة هٰذا الطلب؟ هل هو طلب لموجود فيكون تحصيل حاصل؟ الجواب: لا، هو طلب زيادة موجود وتكميله، ولذلك يستدل بهذه الآية على أن الهداية لا منتهى لها، وفوق كل هداية هداية، ولذلك لا ينقطع الإنسان عن طلب الهداية؛ لأنه لا درجة ينتهي بها المقام ويقول: قد بلغت وانتهى الأمر؛ بل  هذه  الآية من الأدلة الدالة على أن فوق كل هداية هداية، وفوق كل صلاح صلاحا، وهٰذا يوجب للإنسان أن يبذل الجهد في تحقيق ما دعا به وهو الهداية والصلاح، ولذلك قال رحمه الله: (فافهم هذا الأصل الجليل النافع، الذي يفتح لك من أبواب العلم كنوزا). صحيح يفتح للإنسان كنوزا؛ لأنه يعلم بذلك أنه ليس هناك حد ينتهي إليه في الصلاح والإيمان دعوة وعملا، دعوة يعني دعوة الناس في توجيههم وأمرهم، لا تقل خلاص هٰؤلاء حققوا الإيمان ولا حاجة إلىٰ الدعوة ننتهي عن الحديث، بل مر بالمعروف وذكر بالخير حتى أهل الخير يكن في ذلك خير لك وخير لهم. ([1]) في نسخة: فيه. ([2]) سورة : النساء (47). ([3]) سورة : النساء (136). ([4]) في نسخة: مع أن. ([5]) في نسخة: لمن تفطن. ([6]) سورة : يونس (57). ([7]) سورة : النساء (136). ([8]) سورة : الفاتحة (6).

المشاهدات:3618


قال المؤلف رحمه الله :" القاعدة السادسة والأربعون: ما أمر الله به في كتابه:إما أن يوجه إلى من لم يدخل فيه، فهذا أمر له بالدخول فيه.



 وإما أن يوجه لمن دخل فيه، فهذا أمر به ليصحح ما وجد منه،  ويسعى في تكميل ما لم يوجد منه([1]).



وهذه القاعدة مطردة في جميع الأوامر القرآنية: أصولها وفروعها.



فقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا﴾،([2]) من القسم الأول.



وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا﴾،([3]) من الثاني والثالث، فإنه أمرهم بما يصحح ويكمل إيمانهم من الأعمال الظاهرة والباطنة، وكمال الإخلاص فيها، ونهاهم عما يفسدها وينقصها.



وكذلك أمره للمؤمنين أن يقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويصوموا رمضان أمرٌ بتكميل ذلك،  والقيام بكل شرط ومكمِّل لذلك العمل، والنهي عن كل مفسد ومنقّص لذلك العمل.



وكذلك أمره لهم بالتوكل والإنابة ونحوها من أعمال القلوب هو أمر بتحقيق ذلك، وإيجاد ما لم يوجد منه.



وبهذه القاعدة نفهم جواب الإيراد الذي يورد على طلب المؤمنين من ربِّهم الهداية إلى الصراط المستقيم، و([4])الله قد هداهم إلىٰ الإسلام!!.



جوابه: ما تضمنته هذه القاعدة.



ولا يقال: هذا تحصيل للحاصل.



 فافهم هذا الأصل الجليل النافع،  الذي يفتح لك من أبواب العلم كنوزاً، وهو في غاية اليسر والوضوح([5])".



ملخص  هذه  القاعدة ما ذكره في ترجمتها قال: (ما أمر الله به في كتابه،  إما أن يوجه إلى من لم يدخل فيه) كالآيات التي خاطب الله فيها أهل الكتاب، أو التي خاطب فيها الناس عموماً، فإن خطابه للناس عموماً يشمل المسلم والكافر: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ﴾([6]) هـٰذا خطاب لجميع الناس المؤمن والكافر.



فهـٰذا الخطاب العام للمؤمن والكافر أو لمن لم يدخل في الإسلام هو طلب لدخول هٰؤلاء فيما أمروا به، وهـٰذا واضح ولا إشكال فيه.



مثال الثاني أو القسم الثاني هو توجيه الخطاب لمن اتصف به، كالآيات التي وجه فيها الخطاب للمؤمنين وأمرهم فيها مثلاً بالإيمان، أو للمتقين، أو ما أشبه ذلك من الآيات التي هي من لوازم الإيمان أو هي منه، فهل هـٰذا تحصيل حاصل كما أشار الشيخ رحمه الله أو أنها تتضمن أمراً؟ الجواب: تتضمن أمراً زائداً، فهي تفيد أمرين:



الأمر الأول: وجوب الثبات على هـٰذا الوصف: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللّهِ وَرَسُولِهِ﴾([7]) هـٰذا أمر بالثبات على الإيمان.



والثاني: التكميل والزيادة.



أشار الشيخ رحمه الله إلىٰ أمر آخر وهو الطلب -طلب ما هو موجود أصله- كطلب الهداية من الله من أهل الهداية، كل المسلمين يقولون في صلاتهم: ﴿اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾([8]) ما فائدة هـٰذا الطلب؟ هل هو طلب لموجود فيكون تحصيل حاصل؟ الجواب: لا، هو طلب زيادة موجود وتكميله، ولذلك يستدل بهذه الآية على أن الهداية لا منتهى لها، وفوق كل هداية هداية، ولذلك لا ينقطع الإنسان عن طلب الهداية؛ لأنه لا درجة ينتهي بها المقام ويقول: قد بلغت وانتهى الأمر؛ بل  هذه  الآية من الأدلة الدالة على أن فوق كل هداية هداية، وفوق كل صلاح صلاحاً، وهـٰذا يوجب للإنسان أن يبذل الجهد في تحقيق ما دعا به وهو الهداية والصلاح، ولذلك قال رحمه الله: (فافهم هذا الأصل الجليل النافع، الذي يفتح لك من أبواب العلم كنوزاً). صحيح يفتح للإنسان كنوزاً؛ لأنه يعلم بذلك أنه ليس هناك حد ينتهي إليه في الصلاح والإيمان دعوة وعملاً، دعوة يعني دعوة الناس في توجيههم وأمرهم، لا تقل خلاص هٰؤلاء حققوا الإيمان ولا حاجة إلىٰ الدعوة ننتهي عن الحديث، بل مُر بالمعروف وذكر بالخير حتى أهل الخير يكن في ذلك خير لك وخير لهم.









([1]) في نسخة: فيه.




([2]) سورة : النساء (47).




([3]) سورة : النساء (136).




([4]) في نسخة: مع أن.




([5]) في نسخة: لمن تفطن.




([6]) سورة : يونس (57).




([7]) سورة : النساء (136).




([8]) سورة : الفاتحة (6).

الاكثر مشاهدة

1. خطبة : أهمية الدعاء ( عدد المشاهدات82849 )
3. خطبة: التقوى ( عدد المشاهدات78093 )
4. خطبة: حسن الخلق ( عدد المشاهدات72445 )
6. خطبة: بمناسبة تأخر نزول المطر ( عدد المشاهدات60663 )
7. خطبة: آفات اللسان - الغيبة ( عدد المشاهدات54974 )
9. خطبة: صلاح القلوب ( عدد المشاهدات52204 )
12. خطبة:بر الوالدين ( عدد المشاهدات49363 )
13. فما ظنكم برب العالمين ( عدد المشاهدات47832 )
14. خطبة: حق الجار ( عدد المشاهدات44792 )
15. خطبة : الإسراف والتبذير ( عدد المشاهدات44023 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف