قال المؤلف رحمه الله :"القاعدة الخمسون: آيات الرّسول هي التي يبديها الباري ويبتديها، وأما ما أبداه المكذِّبون له واقترحوه، فليست آيات، وإنما هي تعنُّتات وتعجيزات".
الآيات جمع آية، والآية هي العلامة الدالة على صدق الشيء.
وآيات الرسول نوعان:
آيات شرعية: ومن أعظمها القرآن.
وآيات قدرية خلقية: وهي كثيرة جرت في عهده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من انشقاق القمر، وجريان الماء من يديه، وتسبيح الحصى بين يديه، وغير ذلك من الآيات الكثيرة الدالة على صدقه.
فآيات الرسول أي الآيات الدالة على صدقه.
أيها أعظم: الآيات الشرعية أو الآيات القدرية؟ الآيات الشرعية أعظم، ولذلك أبقى الله الآية الشرعية، ولم يُبق لنا آيات كونية، ما بقي انشقاق القمر بعد موته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انشقاق القمر آية لمن أدركه؛ لكن الآية العامة التي وُجهت لكل أحد ويستفيد منها كل أحد هي الآية الباقية: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾([1]). وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مصرِّحاً بهذا: ((ما من نبي إلا أوتي ما على مثله آمن البشر، وكان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً))([2]). فهـٰذا فيه بيان أن أعظم آياته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو القرآن العظيم ولا إشكال؛ بل إنّ القرآن أعظم آيات الأنبياء جميعاً، فالقرآن الكريم أعظم آية -وهي المعجزة، تسمى على لسان كثير من المتأخرين المعجزة-.
يقول المؤلف رحمه الله: (آيات الرسول هي التي يبديها الباري ويبتديها) يعني بدون طلب، إنما تأتي منه ابتداء، كما جرى للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في انشقاق القمر، وفي تسبيح الحصى بين يديه، ونبع الماء من بين أصابعه، وغير ذلك.
وأما ما أبداه المكذبون له واقترحوه عليه، فليست آيات، إنما هي في الحقيقة تعجيزات وتعنتات، لا يقصدون بها الإيمان، إنما يقصدون بها التعجيز لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والعنت هو المشقة وإلحاق العجز به، هـٰذا معنى (وإنما هي تعنُّتات وتعجيزات) نعم.
(وبهذا يعرف الفرق بينها وبين الآيات:وهي البراهين والأدلة على صدق الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيره من الرسل، وعلى صدق كل خبر أخبر الله به، وأنها الأدلة والبراهين التي يلزم من فهمها على وجهها صدق ما دلّت عليه ويقينه).
هذه فائدة مهمة أشار إليها الشيخ رحمه الله: أن كل آية للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهي دالة على صدقه وصدق جميع الرسل الذين أخبر بهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأن خبره صدق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كما قال جل وعلا: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3)﴾([3]). أيضاً كل آية أتى بها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهي تدل على صدقه في ذلك الخبر المقارن وفي جميع ما أخبر به، وهذان أمران أشار إليهما في قوله رحمه الله: (والأدلة على صدق الرسول وغيره من الرسل، وعلى صدق كل خبر أخبر الله به). فليست آية فقط تختص بالخبر المقارن لتلك الآية؛ بل هو دليل على صدقه في كل ما أخبر به. نعم.
(وبهذا المعنـى الحديث: ((ما أرسل الله من رسول إلا أعطاه من الآيات ما على مثله آمن البشر)). وأما ما آتى الله محمداً صلى الله عليه وسلم من الآيات فهي لا تحد ولا تعد من كثرتها وقوتها ووضوحها -ولله الحمد- فلم يبق لأحد من الناس بعدها عذر.
فعلم بذلك أن اقتراح المكذبين لآيات يعينونها ليست من هذا القبيل، وإنما مقصودهم بهذا أنهم وطنوا أنفسهم على دينهم الباطل وعدم اتباع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فلما دعاهم إلى الإيمان وأراهم شواهد الآيات أرادوا أن يبرروا ما هم عليه عند الأغمار والسفهاء، بقولهم: ائتنا بالآية الفلانية والآية الفلانية إن كنت صادقاً، وإن لم تأت بذلك فـإننا لا نصدقك، فهذه طريقة لا يرتضيها أدنى منصف، ولهذا يخبر تعالى أنه لو أجابهم إلى ما طلبوا لم يؤمنوا؛ لأنهم وطّنوا أنفسهم على الرضا بدينهم بعدما عرفوا الحق ورفضوه.
وأيضاً فهذا من جهلهم في الحال والمآل.
أما الحال: فإن هذه الآيات التي تقترح وتعين([4]) جرت العادة أن المقترحين لها لم يكن قصدهم الحق، فإذا جاءت ولم يؤمنوا عوجلوا بالعقوبة الحاضرة.
وأما المآل: فإنهم جزموا جزماً لا تردد فيه أنها إذا جاءت آمنوا وصدّقوا. وهذا قلب للحقائق، وإخبار بغير الذي في قلوبهم، فلو جاءتهم([5]) لم يؤمنوا إلا أن يشاء الله تعالى).
طيب، هـٰذا الكلام الأخير مهم، يقول رحمه الله: (ولهذا يخبر تعالىٰ أنه لو أجابهم إلىٰ ما طلبوا لم يؤمنوا؛ لأنهم وطنوا أنفسهم على الرضا بدينهم بعدما عرفوا الحق ورفضوه). أما هـٰذا ففي قوله تعالىٰ: ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ﴾ أي هو الذي يأتي بها ﴿وَمَا يُشْعِرُكُمْ﴾ يعني ما يعلمكم ﴿أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾([6]). وهـٰذا فيه التشنيع على من طلب الآيات، وهو واضح في كلام الشيخ رحمه الله في قوله: (وأيضاً فهذا من جهلهم في الحال والمآل.
أما في الحال: فإن هذه الآية التي تقترح وتعين جرت العادة أن المقترحين لها لم يكن قصدهم الحق)، وهـٰذا لتتبع واستقراء حال الطالبين لآيات من الرسل، قال: (فإذا جاءت ولم يؤمنوا عوجلوا بالعقوبة الحاضرة). وهـٰذا مما جرت عليه سنة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: أنه إذا طلب قوم آية تدل على صدق رسوله فأجيبوا وجاءت الآية ثم لم يؤمنوا بها، فإن عاقبتهم تعجيل العقوبة؛ وذلك لأن كذبهم قد ظهر وانقطعت حجتهم، ولا فائدة في إمهالهم؛ لأنهم مصرون على هذه الحال القبيحة السيئة، وهي معاندة الرسل ومطالبة الآيات وعدم التسليم لها.
قال: (وأما المآل) يعني عاقبة الطلب الذي طلبوه (فإنهم جزموا جزماً لا تردد فيه أنها إذا جاءت آمنوا وصدّقوا) وقد يقسمون كما قال الله عز وجل في الآية التي تلوناها قبل قليل: ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ﴾ يعني كل ما يستطيعون ويقدرون عليه من الأَيْمان ﴿لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا﴾ وهم لا يعلمون ما يكون في المستقبل، لا سيما وأن قلوبهم منتكسة وأفئدتهم قد عميت عن الحق، فإنه لا يؤمن وفاؤهم بما عاهدوا الله عليه من الإيمان إذا جاءت الآيات (أنها إذا جاءت آمنوا وصدقوا. وهذا قلب للحقائق، وإخبار بغير الذي في قلوبهم، فلو جاءتهم لم يؤمنوا إلا أن يشاء الله) نعم.
(وهذا النوع ذكره الله في كتابه عن المكذبين في آيات كثيرة جدّاً، كقولهم: ﴿وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعاً﴾ الآيات([7])).
الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طلبوا منه آيات معجزة ليستدلوا بها على صدقه؛ ولكنهم لم يجابوا إلىٰ ذلك؛ رحمة من رب العالمين بهم؛ لأنهم لو أجيبوا ولم يؤمنوا لهلكوا؛ لكن الله لم يجبهم مع أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاء من الآيات ما هو أعظم مما اقترحوه، نعم، والثانية:
(وقوله:﴿وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً﴾([8])إلى آخرها).
ما هو آخرها؟ ﴿مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ﴾. و هذه الآية فيها بيان عن هٰؤلاء أنه لو جاءهم ما اقترحوه من الآيات ﴿وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ ﴾ التي طلبوها ﴿وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى﴾ أي بعثنا الأموات من آبائهم الذين قالوا: أحيوهم لنرى هل لقوا ما تقولون من جزاء أم لم يلقوا ﴿وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً﴾ يعني جئناهم بكل آية غير الملائكة والموتى﴿مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا﴾ وهـٰذا دليل على تمكّن الكفر ﴿مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ﴾ يعني الإيمان ليس سببه هذه الآيات، إنما الإيمان سببه منة من رب العالمين يمن بها على من يشاء.
ولذلك أبو بكر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لما أتى قومه-أهل مكة- فرحين بخبر الإسراء يريدون أن يوقعوا الشك في قلبه: إن محمداً يقول: إنه أسري به إلىٰ بيت المقدس ورجع في ليلة. فماذا قال؟ قال: إن كان قد قالها فقد صدق، إني أصدقه في أكبر من هذا. وهـٰذا دليل على صدق الإيمان ورسوخه ﴿وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ﴾ الخطاب: إما في حق المؤمنين الذين طمعوا أن يأتي النبي بالآيات المقترحة، أو الخطاب في حق الكفار الذين اقترحوا هـٰذا، وهم في الحقيقة يجهلون أنه لو جاءتهم لما آمنوا ولما استقاموا، ويجهلون أيضاً عاقبة هذه الاقتراحات، وهي أن الله يعجل لهم العقوبة. قولان للمفسرين في ختام هذه الآية.
(([9])وأيضاً إذا تدبرت الاقتراحات التي عيّنوها لم تجدها في الحقيقة من جنس البراهين، وإنما هي لو فرض الإتيان بها تكون شبيهة بآيات الاضطرار التي لا ينفع الإيمان معها، ويصير شهادة، وإنما الإيمان النافع هو الإيمان بالغيب، فكما أن الله المنفرد بالحكم بين العباد في أديانهم وحقوقهم، وأنه لا حكم إلا حكمه، وأنه من قال: ينبغي أو يجب أن يكون الحكم كذا وكذا، فهو متجرِّئ على الله، متوثب على حرمات الله وأحكامه، فكذلك براهينُ أحكامه لا يتولاها إلا هو، فمن اقترح شيئاً عنده فقد ادّعى مشاركة الله([10]) في حكمه، ومنازعته في الطرق التي يهدي ويرشد بها عباده:﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ﴾ ([11])).
وهـٰذا أيضاً فيه سوء عاقبة اقتراح الآيات، وأن المقترحين للآيات قد جهلوا بحق الله عز وجل وما قدروه حق قدره.
وهـٰذا السر في ختم الآية السابقة أيضاً بقوله: ﴿وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ﴾، فإن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هو الحكم، وإليه الحكم في كل شيء مما يتعلق بدينه وشرعه، وما جرت به سنته، فلا يجوز لأحد أن يتقدم بين يديه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بطلب الآيات والبراهين؛ بل الله عليم خبير، الله أعلم حيث يجعل رسالته، فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم حيث يظهر الآيات متى تكون نافعة ومتى لا تكون نافعة.
خلاصة هذه القاعدة: أن الآيات التي جاء بها الرّسول ابتداءً هي الآيات التي تنفع وتدل على صدق الرسل.
أما الآيات التي طلبها المكذبون فهي في الحقيقة لا يصح أن تسمى آيات؛ لأنها تعقب العقوبة لمن لم يؤمن بها، ولأنها في الحقيقة سؤال ما يؤول به الإيمان بالغيب إيماناً بالشهادة؛ لأنهم يطلبون أشياء قريبة من المشاهدات، ومعلوم أنّ الإيمان الذي يتفاضل به أهله هو الإيمان بالغيب لا الإيمان بالشهادة
([2]) البخاري: كتاب الفضائل، باب كيف نزل الوحي؟ وأول ما نزل، حديث رقم (4981).
مسلم: كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى جميع الناس، حديث رقم (152).
([9]) في نسخة: وأيضاً إن اقتراحهم هذا ينادي صريحاً بأنهم ينسبون إلى الله العجز والعبث، إذ إنه أرسل رسولاً لم يؤيده بالآيات الكافية في الدلالة على صدقه، ولم يعطه من البراهين والحجج ما يبطل دعاوى خصمه.
وهذا ينافي الحكمة، ولا يتفق مع الغرض الذي من أجله أرسل الله رسوله.
وهذا أعظم كفراً وإجراماً وأشد من شركهم وفسوقهم، وما كان يتولى كبره منهم إلا السادة الرؤساء الذين تبين لهم صدق الرسول بدون أي خفاء، ولكنهم يحاولون بذلك صرف العامة والدهماء عن الاستماع إليه والإصغاء إلى قوله، ولذلك يدمغهم الله بمَيسَم الخزي عقب كل تحدٍّ واقتراحٍ لآية، بعد أن ينزه نفسه سبحانه عما ينتقصونه به.
ففي سورة الإسراء يقول عقب سرد ما اقترحوا من آيات:﴿قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي﴾[الإسراء:93]، ثم يقول:﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً ﴾[الإسراء:97].
ويقول في سورة العنكبوت:﴿وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلا الْكَافِرُونَ (47) وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلا الظَّالِمُونَ (49) وَقَالُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَٰوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (52)﴾.[العنكبوت:47-52].