قالَ شَيْخُ الإِسْلامِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في مِنْهاجُ السُّنَّةِ (6/350): (( وَقَوْلُهُ: (الخِلافُ الثَّامِنُ في إِمْرَةِ الشُّورَى، وَاتَّفَقُوا بَعْدَ الاخْتِلافِ عَلَى إِمارَةِ عُثْمانَ) وَالجَوابُ أَنَّ هَذا مِنَ الكَذِبَ الَّذِي اتَّفَقَ أَهْلُ النَّقْلِ عَلَى أَنَّهُ كَذِبٌ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَخْتَلِفْ أَحَدٌ في خِلافَةِ عُثْمانَ، وَلَكِنْ بَقِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُشاوِرُ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، وَأَخْبَرَ أَنَّ النَّاسَ لا يَعْدِلُونَ بِعُثْمانَ، وَأَنَّهُ شاوَرَ حَتَّى العَذَارَى في خُدُورِهِنَّ، وَإِنْ كانَ في نَفْسِ أَحَدٍ كَراهَةٌ لَمْ يَنْقِلْ، أَوْ قالَ أَحَدٌ شَيْئًا وَلَمْ يُنْقَلْ إِلَيْنا، فَمِثْلُ هَذا قَدْ يَجْرِي في مِثْلِ هَذِهِ الأُمُورِ، وَالأَمْرُ الَّذِي يَتَشاوَرُ فِيهِ النَّاسُ لا بُدَّ فِيهِ مِنْ كَلامٍ، لَكِنْ لا يُمْكِنُ الجَزْمُ بَذَلِكَ بُمَجَرَّدِ الحَزَرِ)). وَقالَ السَّخاوِيُّ في فَتْحِ المغْيثِ (3/12): (( وَقَدْ قالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: (مَنْ قَدَّمَ عَلِياً عَلَىَ عُثْمانَ فَقَدْ أَزْرَى بِالمهاجِرينَ وَالأَنْصارِ) وَصَدَقَ رَحِمَهُ اللهُ وَأَكْرَمَ مَثْواهُ؛ فَإِنَّ عُمَرَ لَمَّا جَعَلَ الأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ شُورَى بَيْنَ سِتَّةٍ، انْحَصَرَ في عُثْمانَ وَعَلِيٍّ، فَاجْتَهَدَ فِيهِما عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ثلَاثَةَ أَيَّامٍ بِلَيالِيها، حَتَّى سَأَلَ النِّساءَ في خُدُورِها، وَالصِّبْيانَ في المكاتِبِ، فَلَمْ يَرَهُمْ يَعْدِلُونَ بِعُثْمانَ أَحَدًا، فَقَدَّمَهُ عَلَىَ عَلِيٍّ، وَوَلَّاهُ الأَمْرَ قَبْلَهُ )).