×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / دروس المصلح / التفسير / القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن / الدرس(4) القاعدة الرابعة : إذا وقعت النكرة في سياق النفي أو النهي أو الشرط

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

القاعدة الرابعة : إذا وقعت النكرة في سياق النفي أو النهي أو الشرط أو الاستفهام دلت على العموم كقوله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا}  +++النساء: 36--- فإنه نهى عن الشرك به في النيات، والأقوال والأفعال، وعن الشرك الأكبر، والأصغر والخفي، والجلي . فلا يجعل العبد لله ندا ومشاركا في شيء من ذلك . ونظيرها قوله: {فلا تجعلوا لله أندادا}  +++البقرة: 22--- . وقوله في وصف يوم القيامة: {يوم لا تملك نفس لنفس شيئا}  +++الانفطار: 19---، يعم كل نفس، وأنها لا تملك شيئا من الأشياء، لأي نفس أخرى، مهما كانت الصلة، لا إيصال شيء من المنافع، ولا دفع شيء من المضار . وكقوله تعالى: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله}  +++يونس: 107---، فكل ضر قدره الله على العبد ليس في استطاعة أحد من الخلق كائنا من كان كشفه بوجه من الوجوه . ونهاية ما يقدر عليه المخلوق من الأسباب والأدوية: إنما هو جزء من أجزاء كثيرة داخلة في قضاء الله وقدره . وقوله:{ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده} +++فاطر: 2--- وقوله {وما بكم من نعمة فمن الله}  +++النحل: 53--- يشمل كل خير في العبد ويصيب العبد، وكل نعمة فيها حصول محبوب، أو دفع مكروه، فإن الله هو المنفرد بذلك وحده . وقوله {هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو}  +++فاطر: 3---، وإذا دخلت +++ من --- صارت نصا في العموم كهذه الآية: {فما منكم من أحد عنه حاجزين}  +++الحاقة:47--- وقوله {ما لكم من إله غيره}  +++الأعراف: 59---، ولها أمثلة كثيرة جدا . القاعدة الخامسة : المقرر: أن المفرد المضاف يفيد العموم كما يفيد ذلك اسم الجمع فكما أن قوله تعالى: {حرمت عليكم أمهاتكم}  +++النساء: 23--- إلى آخرها يشمل كل أم انتسبت إليها، وإن علت . وكل بنت انتسبت إليك وإن نزلت إلى آخر المذكورات فكذلك قوله تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدث}  +++الضحى:11--- فإنها تشمل النعم الدينية والدنيوية، وقوله: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين}  +++الأنعام:162--- فإنها تعم الصلوات كلها، والأنساك كلها، وجميع ما العبد فيه وعليه في حياته ومماته، الجميع من الله فضلا وإحسانا، وأنك قد أتيت ما أتيت منه وأوقعته وأخلصته لله وحده، لا شريك له . وقوله: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}  +++البقرة: 125--- على أحد القولين: إنه يشمل جميع مقاماته في مشاعر الحج: اتخذوه معبدا . وأصرح من هذا قوله تعالى: {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا}  +++النحل: 123---، وهذا شامل لكل ما هو عليه من التوحيد والإخلاص لله تعالى، والقيام بحق العبودية . وأعم من ذلك وأشمل: قوله تعالى لما ذكر الأنبياء: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}  +++الأنعام: 90--- فأمره الله أن يقتدي بجميع ما عليه المرسلون من الهدى، الذي هو العلوم النافعة والأخلاق الزاكية، والأعمال الصالحة، والهدى المستقيم . وهذه الآية أحد الأدلة على الأصل المعروف: +++ أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد شرعنا بخلافه --- وشرع الأنبياء السابقين هو هداهم في أصول الدين وفروعه، وكذلك قوله تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه}  +++الأنعام: 153---، وهذا يعم جميع ما شرعه لعباده، فعلا وتركا، اعتقادا وانقيادا، وأضافه إلى نفسه في هذه الآية لكونه هو الذي نصبه لعباده، كما أضافه إلى الذين أنعم عليهم في قوله {صراط الذين أنعمت عليهم}  +++الفاتحة: 7--- لكونهم هم السالكين له . فصراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ما اتصفوا به من العلوم والأخلاق والأوصاف والأعمال وكذلك قوله {ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}  +++الكهف: 110--- يدخل في ذلك جميع العبادات الظاهرة والباطنة، العبادات الاعتقادية والعملية، كما أن وصف الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بالعبودية المضافة إلى الله كقوله: {سبحان الذي أسرى بعبده}  +++الاسراء: 1--- وكقوله {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا}  +++البقرة:23--- وقوله {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده} +++الفرقان: 1--- تدل على أنه وفي جميع مقامات العبودية، حيث نال أشرف المقامات بتوفيته لجميع مقامات العبودية، وقوله: {أليس الله بكاف عبده}  +++الزمر: 36--- فكلما كان العبد أقوم بحقوق العبودية كانت كفاية الله له أكمل وأتم، وما نقص منها نقص من الكفاية بحسبه . وقوله: {وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر}  +++القمر:50--- وقوله: {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون}  +++النحل:40--- يشمل جميع أوامره القدرية الكونية . وهذا في القرآن شيء كثير . القاعدة السادسة : في طريقة القرآن في تقرير التوحيد ونفي ضده. القرآن كله لتقرير التوحيد ونفي ضده، وأكثر الآيات يقرر الله فيها توحيد الألوهية، وإخلاص العبادة لله وحده، لا شريك له، ويخبر أن جميع الرسل إنما أرسلت تدعوا قومها إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، وأن الله تعالى إنما خلق الجن والإنس ليعبدوه، وأن الكتب والرسل بل الفطر والعقول السليمة كلها اتفقت على هذا الأصل، الذي هو أصل الأصول كلها، وأن من لم يدن بهذا الدين الذي هو إخلاص العبادة والقلب والعمل لله وحده فعمله باطل {لئن أشركت ليحبطن عملك}  +++الزمر: 65--- {ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون}  +++الأنعام: 88---، ويدعوا العباد إلى ما تقرر في فطرهم وعقولهم من أن الله المنفرد بالخلق والتدبير والمنفرد بالنعم الظاهرة والباطنة: هو الذي يستحق العبادة وحده، ولا ينبغي أن يكون شيء منها لغيره، وأن سائر الخلق ليس عندهم أي قدرة على خلق، ولا نفع، ولا دفع ضر، عن أنفسهم فضلا عن أن يغنوا عن أحد غيرهم من الله شيئا . ويدعوهم أيضا إلى هذا الأصل بما يتمدح به، ويثني على نفسه الكريمة، من تفرده بصفات العظمة والمجد، والجلال والكمال، وأن من له هذا الكمال المطلق الذي لا يشاركه فيه مشارك: أحق من أخلصت له الأعمال الظاهرة والباطنة . ويقرر هذا التوحيد بأنه هو الحاكم وحده، فلا يحكم غيره شرعا ولا جزاء {إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه}  +++يوسف: 40--- . وتارة يقرر هذا بذكر محاسن التوحيد، وأنه الدين الوحيد الواجب شرعا وعقلا وفطرة، على جميع العبيد، وبذكر مساوئ الشرك وقبحه، واختلال عقول أصحابه بعد اختلال أديانهم، وتقليب أفئدتهم، وكونهم أضل من الأنعام سبيلا . وتارة يدعو إليه بذكر ما رتب عليه من الجزاء الحسن في الدنيا والآخرة، والحياة الطيبة في الدور الثلاث، وما رتب على ضده من العقوبات العاجلة والآجلة، وكيف كانت عواقب المشركين أسوأ العواقب وشرها . وبالجملة: فكل خير عاجل وآجل، فإنه من ثمرات التوحيد، وكل شر عاجل وآجل، فإنه من ثمرات الشرك والله أعلم .

المشاهدات:4869
القاعدة الرابعة : إذا وقعت النكرة في سياق النفي أو النهي أو الشرط
أو الاستفهام دلت على العموم
كقوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً}  النساء: 36 فإنه نهى عن الشرك به في النيات، والأقوال والأفعال، وعن الشرك الأكبر، والأصغر والخفي، والجلي . فلا يجعل العبد لله نداً ومشاركاً في شيء من ذلك .
ونظيرها قوله: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً}  البقرة: 22 .
وقوله في وصف يوم القيامة: {يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً}  الانفطار: 19، يعم كل نفس، وأنها لا تملك شيئاً من الأشياء، لأي نفس أخرى، مهما كانت الصلة، لا إيصال شيء من المنافع، ولا دفع شيء من المضار .
وكقوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ}  يونس: 107، فكل ضر قدره الله على العبد ليس في استطاعة أحد من الخلق كائنا من كان كشفه بوجه من الوجوه .
ونهاية ما يقدر عليه المخلوق من الأسباب والأدوية: إنما هو جزء من أجزاء كثيرة داخلة في قضاء الله وقدره .
وقوله:{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} فاطر: 2 وقوله {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}  النحل: 53 يشمل كل خير في العبد ويصيب العبد، وكل نعمة فيها حصول محبوب، أو دفع مكروه، فإن الله هو المنفرد بذلك وحده .
وقوله {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُو}  فاطر: 3، وإذا دخلت من صارت نصاً في العموم كهذه الآية: {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}  الحاقة:47 وقوله {مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}  الأعراف: 59، ولها أمثلة كثيرة جداً .
القاعدة الخامسة : المقرر: أن المفرد المضاف يفيد العموم
كما يفيد ذلك اسم الجمع فكما أن قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ}  النساء: 23 إلى آخرها يشمل كل أم انتسبت إليها، وإن علت . وكل بنت انتسبت إليك وإن نزلت ـ إلى آخر المذكورات ـ فكذلك قوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}  الضحى:11 فإنها تشمل النعم الدينية والدنيوية، وقوله: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}  الأنعام:162 فإنها تعم الصلوات كلها، والأنساك كلها، وجميع ما العبد فيه وعليه في حياته ومماته، الجميع من الله فضلاً وإحساناً، وأنك قد أتيت ما أتيت منه وأوقعته وأخلصته لله وحده، لا شريك له .
وقوله: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً}  البقرة: 125 على أحد القولين: إنه يشمل جميع مقاماته في مشاعر الحج: اتخذوه معبداً .
وأصْرَح من هذا قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً}  النحل: 123، وهذا شامل لكل ما هو عليه من التوحيد والإخلاص لله تعالى، والقيام بحق العبودية .
وأعم من ذلك وأشمل: قوله تعالى لما ذكر الأنبياء: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}  الأنعام: 90 فأمره الله أن يقتدي بجميع ما عليه المرسلون من الهدى، الذي هو العلوم النافعة والأخلاق الزاكية، والأعمال الصالحة، والهدى المستقيم . وهذه الآية أحد الأدلة على الأصل المعروف: أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد شرعنا بخلافه وشرع الأنبياء السابقين هو هداهم في أصول الدين وفروعه، وكذلك قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ}  الأنعام: 153، وهذا يعم جميع ما شرعه لعباده، فعلاً وتركاً، اعتقاداً وانقياداً، وأضافه إلى نفسه في هذه الآية لكونه هو الذي نصبه لعباده، كما أضافه إلى الذين أنعم عليهم في قوله {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}  الفاتحة: 7 لكونهم هم السالكين له . فصراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ما اتصفوا به من العلوم والأخلاق والأوصاف والأعمال وكذلك قوله {وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}  الكهف: 110 يدخل في ذلك جميع العبادات الظاهرة والباطنة، العبادات الاعتقادية والعملية، كما أن وصف الله لرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالعبودية المضافة إلى الله كقوله: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ}  الاسراء: 1 وكقوله {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا}  البقرة:23 وقوله {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ} الفرقان: 1 تدل على أنه وفَّي جميع مقامات العبودية، حيث نال أشرف المقامات بتوفيته لجميع مقامات العبودية، وقوله: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}  الزمر: 36 فكلما كان العبد أقوم بحقوق العبودية كانت كفاية الله له أكمل وأتم، وما نقص منها نقص من الكفاية بحسبه .
وقوله: {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ}  القمر:50
وقوله: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}  النحل:40 يشمل جميع أوامره القدرية الكونية . وهذا في القرآن شيء كثير .
القاعدة السادسة : في طريقة القرآن في تقرير التوحيد ونفي ضده.
القرآن كله لتقرير التوحيد ونفي ضده، وأكثر الآيات يقرر الله فيها توحيد الألوهية، وإخلاص العبادة لله وحده، لا شريك له، ويخبر أن جميع الرسل إنما أرسلت تدعوا قومها إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، وأن الله تعالى إنما خلق الجن والإنس ليعبدوه، وأن الكتب والرسل بل الفطر والعقول السليمة كلها اتفقت على هذا الأصل، الذي هو أصل الأصول كلها، وأن من لم يَدِنْ بهذا الدين الذي هو إخلاص العبادة والقلب والعمل لله وحده فعمله باطل {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ}  الزمر: 65 {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}  الأنعام: 88، ويدعوا العباد إلى ما تقرر في فطرهم وعقولهم من أن الله المنفرد بالخلق والتدبير والمنفرد بالنعم الظاهرة والباطنة: هو الذي يستحق العبادة وحده، ولا ينبغي أن يكون شيء منها لغيره، وأن سائر الخلق ليس عندهم أي قدرة على خلق، ولا نفع، ولا دفع ضر، عن أنفسهم فضلا عن أن يغنوا عن أحد غيرهم من الله شيئا .
ويدعوهم أيضاً إلى هذا الأصل بما يَتَمَدَّح به، ويُثني على نفسه الكريمة، من تفرده بصفات العظمة والمجد، والجلال والكمال، وأن من له هذا الكمال المطلق الذي لا يشاركه فيه مشارك: أحق من أُخلصت له الأعمال الظاهرة والباطنة .
ويقرر هذا التوحيد بأنه هو الحاكم وحده، فلا يحكم غيره شرعاً ولا جزاء {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}  يوسف: 40 .
وتارة يقرر هذا بذكر محاسن التوحيد، وأنه الدين الوحيد الواجب شرعاً وعقلاً وفطرة، على جميع العبيد، وبذكر مساوئ الشرك وقبحه، واختلال عقول أصحابه بعد اختلال أديانهم، وتقليب أفئدتهم، وكونهم أضل من الأنعام سبيلا .
وتارة يدعو إليه بذكر ما رتب عليه من الجزاء الحسن في الدنيا والآخرة، والحياة الطيبة في الدور الثلاث، وما رتب على ضده من العقوبات العاجلة والآجلة، وكيف كانت عواقب المشركين أسوأ العواقب وشرها .
وبالجملة: فكل خير عاجل وآجل، فإنه من ثمرات التوحيد، وكل شر عاجل وآجل، فإنه من ثمرات الشرك والله أعلم .

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93806 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89673 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف