المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، مستمعينا الكرام في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحييكم تحيةً طيبةً عبر أثير إذاعة "نداء الإسلام" من مكة المكرمة، في هذه الحلقة المباشرة لبرنامج "الدين والحياة"، والتي نستمر معكم فيها حتى الثالثة بمشيئة الله تعالى.
في بداية هذه الحلقة تقبلوا تحياتي محدثكم/ وائل الصبحي، ومن الإخراج/ الزميل ياسر زيدان.
المقدم: مستمعينا الكرام؛ ضيف حلقات برنامج "الدين والحياة" هو فضيلة الشيخ الدكتور/ خالد المصلح؛ أستاذ الفقه بجامعة القصيم، وعضو لجنة الإفتاء بمنطقة القصيم.
فضيلة الشيخ خالد، السلام عليكم، وأهلًا وسهلًا بك معنا في بداية هذه الحلقة.
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مرحبًا بك أخي وائل، وحيَّا الله الإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات.
المقدم: حياكم الله.
مستمعينا الكرام لمن أراد المشاركة معنا في هذه الحلقة، يمكنكم أن تشاركونا عبر هواتف البرنامج على الرقمين: 0126477117 أو عن طريق الهاتف الآخر على الرقم: 0126493028 أيضًا بإمكانكم إرسال رسالة نصية عبر الواتس آب على الرقم 0500422121
فضيلة الشيخ- بمشيئة الله تعالى- سيكون حديثنا في هذه الحلقة حول بعض الحقوق للزوجة على زوجها، وبعض حقوق الزوج على زوجته، والعشرة بالمعروف أيضًا تحت عنوان: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ} [البقرة: 228].
لكن ابتداءً فضيلة الشيخ نريد أن نتحدث عن طريقة العلاقة والحياة الزوجية، ثم ندلف بعدها إلى بعض الحقوق التي سنذكرها في هذه الحلقة.
الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الشيخ: تحيةً طيبةً لك أخي وائل، وللإخوة والأخوات، المستمعين والمستمعات، نسأل الله تعالى لي ولهم التوفيق والسداد، وأن يكون هذا اللقاء نافعًا مباركًا.
فيما يتعلق بالعلاقة بين الزوجين هي من أولى العلاقات البشرية؛ إذْ إِنَّ الله تعالى خلق آدم - عليه السلام -، ثم خلق منه زوجةً، خلق حواء - عليها السلام - من ضلع آدم، وهذا الخَلْق يُوحي ويُشعر بعظيم الصلة بين الزوجين؛ لأنه لم يخلقه من شيء أجنبي، بل خَلَقه مِن ضلعه؛ أي من جزء منه؛ فكان هذا الخَلْقُ العظيم الذي أوجد هذه الرابطة بين هذين الزوجين: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ وهذا مُشعِر بوطيد الصلة بين الجنسين، ﴿وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾[النساء:1]، وهذا ما نتج عن هذا الارتباط، وهذه العلاقة الوثيقة بين الرجل والمرأة، وهو النوع البشري الذي لم يزل يتعاقب جيلًا بعد جيل، وطبقًا بعد طبق، إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها.
فالله تعالى خلَقَ الإنسان وخلق له من نفسه وجنسه زوجًا، وجعل الوشائج والمشاعر بين الجنسين على نحو من التجاذب، لا يستغني طرف عن طرف، ولا يستغني أحد الجنسين عن الآخر، بل لا قوام للرجل إلا بالمرأة، ولا قوام للمرأة إلا بالرجل.
فالعلاقة بين الرجل والمرأة علاقة هي أقدم العلاقات، لاسيما علاقة الزوجية هي أسبق العلاقات وأقدمها في الصلات البشرية، وهي أبقاها على مر العصور؛ لأن ذاك مما فطر الله تعالى عليه النفوس، وجبل عليه البشرية بميل الذكر إلى الأنثى، ووجود هذه الرابطة - وهي رابطة الزوجية - يتحقق به للطرفين ما يصبوان إليه من الراحة والطمأنينة، والسكن والهدوء، والمودة والرحمة؛ ولهذا يقول الله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ﴾[الروم:21]، أي: من دلائل عظمته وبراهين انفراده بالكمال، ودلائل إلهيته وربوبيته ونفوذ مشيئته، واقتداره -سبحانه وبحمده-؛ أنْ خَلَق لنا من أنفسنا أزواجًا؛ يقول الله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ﴾[الروم:20]، فهذا المبدأ، ﴿ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ﴾[الروم:20]. ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ﴾[الروم:21]، بعد هذا الخلق الابتدائي ﴿أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا﴾[الروم:21] وهم من يقترن بهم البشر من الرجل والمرأة، قرين الرجل المرأة، وقرين المرأة الرجل في عقد زوجية يحصل به ما ذكره الله تعالى: ﴿لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾[الروم:21].
فمِن رحمته - جل في علاه - أن رتب هذه العلاقة بين الرجل والمرأة، وهي علاقة الزوجية، ورتب على هذا الارتباط من الأسباب الجالبة للسكن، والطمأنينة، والهدوء، والمودة والرحمة، فيحصل بهذا الارتباط بين الزوجين هذه المنافع العظيمة للطرفين، وليس لطرف واحد، وهي الهدوء، الطمأنينة، السكن، المودة، الرحمة، الاستمتاع، المنفعة بوجود الأولاد وتربيتهم، فلا تجد بين أحد في الغالب مثل ما بين الزوجين من المودة والرحمة؛ وذلك لما قذفه الله في قلوب الطرفين من ميل كل واحد منهما إلى الآخر، هذا هو الأصل.
لكن لا يعني هذا ألا تنخرم هذه القاعدة ويوجد الشقاق والبغضاء بين الزوجين، هذا يحصل وله أسباب، كما أن المودة لها أسباب.
فالحكمة من هذه الرابطة هي إسعاد الإنسان، وإبقاء جنسه، وابتلاؤه بما فرض الله تعالى من الحقوق لكل طرف على الآخر. إذًا اتضح لنا من خلال هذا العرض الموجز طبيعة الصلة بين الرجل والمرأة في عقد الزوجية، وأنها علاقة تضرب في أعماق التاريخ غرضها وغايتها تحقيق السكن والطمأنينة والهدوء للطرفين الرجل والمرأة، تُتوَّج هذه العلاقة بعد السكن والطمأنينة بالمودة والرحمة التي بها تُستدام العشرة وتُسْتَبقى الصلة بين الزوجين.
النقطة التي نريد أن نصل إليها في هذه الحلقة، وفي حديثنا في هذا اللقاء هي: كيف يمكن أن يصل الإنسان إلى تحقيق هذه الآية التي جعلها الله تعالى من علامات إلهيته، وهي حصول السكن في الرابطة الزوجية؛ حصول المودة والرحمة؟
لا شك أن القرآن الكريم اعتنى بالأسرة عنايةً فائقةً، عنايةً ببيان الطريق الذي يتحقق به الارتباط بين الزوجين، وهما أصل الأسرة، ثم بعد ذلك بيان ما يتصل بأسباب ديمومة هذه الصلة، وصلاح هذا العقد الوثيق بين الرجل والمرأة، كذلك بيان ما يمكن أن يطرأ من عواثر، وما طريق حل تلك العواثر؛ سواء كان ذلك بنشوز الرجل، أو بنشوز المرأة، أو بحصول الشقاق بينهما، حتى النهاية؛ وهي نهاية العقد بانفصام عُراه، وما يكون فيه من أحكام وهو الطلاق، وما يكون فيه من تشريعات تحفظ الحقوق وتقسم وتفصل أسباب المشاقة والنزاع بين الزوجين.
هذه العناية القرآنية يعني أنت إذا نظرت في شأن الصلاة على سبيل المثال؛ لم يأتِ في الصلاة بيان تفصيلي في القرآن العظيم، جاء بيان أهمية الصلاة، الحث عليها، منزلتها، خطورة تركها، خطورة إضاعتها، لكن تفصيل ما يتعلق بالصلاة لم يأت بيانه في القرآن، إنما تُلُقِّي من النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: «صلوا كما رأيتموني أصلي»[صحيح البخاري:6008]، لكن فيما يتعلق بالزواج والطلاق، وما يتعلق بالعلاقات الأسرية، جاء تفصيلٌ لم يأت في ركن من أركان الإسلام وهو الصلاة، فجاء: كيف تكون الرابطة؟ ما يحل من ذلك وما يحرم، أحكام الصداق، أحكام العشرة بين الزوجين وما ينبغي أن يراعى، بيان أحكام الخلاف والنزاع الذي يقع بين الزوجين وسُبُل حلِّه، بيان الخروج من هذا العقد عند عدم إمكان استمراره بالطلاق في سورة تسمى سورة الطلاق، وفي آيات كثيرة في سورة البقرة، وفي سورة النساء، وفي سورة الأحزاب، وفي غيرها من السور التي ذكر الله تعالى فيها أحكام الرابطة بين الرجل والمرأة من أحكام الأسرة، أحكام الزواج وما يتعلق بها.
فلهذا ينبغي العناية بالتوجيهات القرآنية التي جاء فيها التفصيل، وجاء فيها البيان لما يحقق ما ذكره الله تعالى في هذه الآية الكريمة: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾[الروم:21].
المقدم: جميل، فضيلة الشيخ، اسمح لي أن نذهب إلى فاصل أول في هذه الحلقة، بعده -بمشيئة الله تعالى- نكمل الحديث حول بعض الحقوق الواجبة للزوجة على زوجها، وبعض الحقوق أيضًا الواجبة للزوج على زوجته بمشيئة الله تعالى. أيضًا سنستقبل المشاركات.
وصلتنا العديد من المشاركات من المستمعين الكرام سنستقبلها -بمشيئة الله تعالى- في ثنايا هذه الحلقة.
مستمعينا الكرام سنذهب إلى فاصل أول في هذه الحلقة بعدها نكمل الحديث، ابقوا معنا.
المقدم: أهلًا وسهلًا بكم مستمعينا الكرام مجددًا في هذه الحلقة المباشرة من برنامجكم "الدين والحياة" عبر أثير إذاعة "نداءالإسلام" من مكة المكرمة، ضيفنا الكريم فضيلة الشيخ الدكتور خالد المصلح، أستاذ الفقه بجامعة القصيم، وعضو لجنة الإفتاء بمنطقة القصيم.
فضيلة الشيخ خالد أهلًا وسهلًا بك مجددًا، حياك الله.
الشيخ: مرحبًا بك أخي وائل، وأهلًا وسهلًا بالإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات، حياكم الله.
المقدم: حيَّاك الله. مستمعينا الكرام لمن أراد المشاركة معنا يمكنكم أن تشاركونا حول ما نتحدث به في هذه الحلقة، على هاتفي البرنامج على الرقمين: 0126477117 أو عن طريق الهاتف الآخر على الرقم: 0126493028
اسمح لي فضيلة الشيخ، نستقبل بعض المشاركات من الإخوة الكرام، ومعنا الأخ عبد العزيز الشريف، حياك الله يا عبد العزيز أهلًا وسهلًا.
المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلًا وسهلًا.
المتصل: حياكم الله أستاذ وائل وبارك الله فيكم، وفي الشيخ، وفي جميع إذاعة الإسلام.
المقدم: حياك الله، أهلًا وسهلًا.
المتصل: العشرة بين الزوجين بارك الله فيك، الآن في زماننا أصبحت المادة طاغية على هذه العشرة، الآن لو ذهبت إلى المحاكم لوجدت أن أغلب القضايا التي تصير بين الزوجين هي في قضية المال.
أيضًا الأمر الثاني القضية الاجتماعية بين الزوجين مثلًا: أزور أبي، أزور أمي، تجد بعض الأزواج يتعنت فيقول: لا تذهبي، فتجد بعض الزوجات متعنتة تقول: لابد أن أذهب، فهذان الأمران أتمنى من الشيخ أن يتطرق إليهما؛ لأنهما من أسباب خراب البيوت، وزوال العشرة بين الزوجين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، شكرًا للأخ عبد العزيز شكرًا جزيلًا.
معنا على الهاتف أيضًا الأخ محمد بن مسعود، حياك الله يا محمد، حياكم الله أهلًا وسهلًا.
المتصل: حياكم الله جميعًا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياك الله.
المقدم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياك الله.
المتصل: فضيلة الشيخ أستاذي وأهلًا ومرحبًا بكم.
المقدم: حياك الله.
المتصل: أول شيء أحب أذكِّر الشيخ بنفسي أنا بحمد الله اشتغلت مع الشيخ خالد المصلح الحمد لله، هل هناك إمكانية للمشاركة أو انتهى الوقت؟
المقدم: تفضل يا محمد بالمشاركة.
المتصل: الله -عز وجل- قال في القرآن: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾[البقرة:187]، يعني المرأة -سبحان الله- هذه لباسك، فالمرأة هذه تغطي عورتك، يعني تجد الأمور سهلة، ونحن نشكر الله -عز وجل- أولًا على خَلْقهن، ثم نذكِّر أزواجنا أنهم يغطون عوراتنا، ثم نقول للذي يشتكي من زوجته: هل زوجتك أكثر من زوجة نوح ولوط؟! أزواجنا -الحمد لله- فيهم الخير الكثير، إنْ فقد منها خُلقًا وجد منها الآخر، شكر الله لكم.
المقدم: وإياك، شكرًا يا محمد شكرًا جزيلًا. معنا على الهاتف الأخ عبد الباري، حياك الله أهلًا وسهلًا.
المتصل: الله يحييك، السلام عليكم.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله، حياك الله.
المتصل: أريد أن أسأل عن حكم الشيلات اللي بإيقاع واللي بدون؟
المقدم: طيب يا عبد الباري، تسمع إن شاء الله، شكرًا جزيلًا، شكرًا يا عبد الباري. معنا على الهاتف أيضًا أم محمد، حياكِ الله يا أم محمد.
المتصل: الله يحييك أستاذ وائل، لو سمحت أنا أريد أن أستشير الشيخ؛ أنا متزوجة تقريبًا لي ثلاث سنوات، زوجي شخص طيب، وقبل فترة يمكن من ضغط المشاكل قال لي: أنا لا أحمل أي مشاعر نحوكِ، وأراد أن يتفق معي على الطلاق، لكن أنا رفضت، وهو قال لي: أنا لن أفعل أي شيء إلا بموافقتك، لكن أنا رفضت أن أطلق، تقبَّل الوضع، وقال: انسي الكلام الذي قلته لك وانسي أي موضوع ونكمل حياتنا إلى أن يكتب الله ما يشاء. فما توجيهكم فضيلة الشيخ؟
المقدم: طيب يا أم محمد.
الشيخ: هذه القضية مثل القضايا الخاصة، صعب مناقشتها عبر الهاتف؛ لأنه من المؤكد هناك تفاصيل وأشياء قد تحتاج إلى استجلاب؛ ولذلك أنا أنصح الأخت إما أن تتصل بالجهات الإصلاحية في منطقتها، أو تتواصل مباشرة مع أحد المهتمين، وإن شاء الله تجد ما يصلح شأنها.
المتصل: لكن هو صرح لي أنه ما يكنُّ لي أي مشاعر فهل أستمر معه؟
المقدم: طيب يا أم محمد، إن شاء الله تسمعين الإجابة، ومثلما قال الشيخ؛ تتوجهين إلى المختصين، وإلى الجهات المعنية بهذه الأمور، وإن شاء الله تجدين الفائدة والإفادة منهم إن شاء الله، شكرًا جزيلًا يا أم محمد.
معنا الأخ عماد، حياك الله يا عماد، أهلًا وسهلًا.
المتصل: حياك الله وبياك.
المقدم: أهلًا وسهلًا يا عماد.
المتصل: مسَّاك الله بالخير أنت وفضيلة الشيخ.
المقدم: آمين وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، شكرًا يا عماد شكرًا جزيلًا.
فضيلة الشيخ ما شاء الله الأسئلة متنوعة، بعضها في صلب الموضوع، وبعضها في غير الموضوع، لكن نريد أن نتحدث عن ذات الموضوع قليلًا، ويبدو أن بعض المداخلات من الإخوة الكرام تندرج تحت ما سنتحدث به حول بعض الحقوق للزوجة على زوجها، وبعض الحقوق أيضًا للزوج على زوجته، نريد أن نتحدث في هذا الموضوع، ومِن ثَم إذا بقيت نقاط لم نتطرق إليها سنتطرق لها من مداخلات الإخوة الكرام.
الشيخ: نحن لم نتناول من الموضوع شيئًا كثيرًا، لكن في ختم اللقاء نستعرض ما يمكن من النقاط التي لم تُغطَّ من خلال عرضنا لمحاور هذه الحلقة.
فيما يتعلق بالعلاقة بين الزوجين؛ الله -عز وجل- بيَّن مدى الاختلاط والاشتراك الذي يكون بين الزوجين بآية في غاية الوجازة والاختصار في قول الله -جل وعلا-: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾[البقرة:187]، هذه الجملة القصيرة من آية في سورة البقرة تبين الحدَّ الذي يكون فيه الاشتراك بين الزوجين، يعني ملابسة ومخالطة الرجل للمرأة، ومخالطة المرأة للرجل في عقد الزوجية على هذا النحو من التقارب الذي يجعل الإنسان في غاية الالتصاق والامتزاج بالطرف الآخر؛ لأن أقرب ما يكون للإنسان هو لباسه؛ فإن اللباس يباشر بدنه، ويشاركه ويلازمه في كل تحولاته وذهابه ومجيئه، فبيَّنت الآية الكريمة الحد الذي تكون فيه الصلة بين الزوجين على هذا النحو من الامتزاج.
آية أخرى أيضًا تبيِّن عظيم الاشتراك بين الرجل والمرأة في الحياة والمعاشرة والمعايشة قوله -جل وعلا- في محكم كتابه في توصيفه لقرب المرأة من الرجل، وقرب الرجل من المرأة؛ حيث وصف الرجل بأنه فراش للمرأة والمرأة فراش للرجل، وهذا يبين ملحظًا آخر من الجوانب التي ينبغي أن تلاحظ؛ وهي أن المرأة تشارك الرجل ليس فقط في حال الاستيقاظ والذهاب والمجيء، إنما حتى في حال الراحة والكفاف والانعزال، تكون المرأة فراشًا للرجل، قريبةً منه، كما أن الرجل يكون فراشًا لها قريبًا منها، وهذا يبين مدى اتصال الرجل بالمرأة، واتصال المرأة بالرجل، وأن ذلك لا يقتصر على حال دون حال ولا على لحظة دون لحظة، بل في جميع الأحوال ثمة اشتراك بين الرجل والمرأة على نحو ما ذكر الله تعالى: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾[البقرة:187].
ولهذا ينبغي أن تُستحضر هذه المعاني في مدى التقارب، ولاشك أن التقارب بين الأزواج يورث السكن، ويورث المودة، ويورث الرحمة، لكن قد يكون بسبب هذا التقارب بطبيعة البشر نوع من الانزعاج، نوع من التنافر بين الزوجين، وهنا تأتي وسائل المعالجة وطرق الخلاص مما يمكن أن يكون سببًا للافتراق، وسببًا لذهاب السكن والمودة بين الزوجين.
فأصل العلاقة بين الزوجين أن الزوج له حقوق والمرأة لها حقوق، هذا لابد من تقريره، ودليله قول الله تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾[البقرة:228]، أي: للنساء، للزوجات على أزواجهن من الحقوق فيما يتعلق بالعشرة وسائر ما يتصل بها من الأمور المشتركة بين الزوجين أن المرأة في ذلك مساوية للرجل، فلها من الحقوق مثل ما عليها، لكن نبهت الآية الكريمة إلى أن ثمة تميزًا للرجل على المرأة فيما يتصل بهذه الرابطة، رابطة الزوجية.
بدأت الآية أولًا ببيان أن للمرأة حقًّا على الرجل، وبدأ بحق المرأة قبل حق الرجل؛ لأن الرجل حقه يأخذه من قوة وعلوٍّ، إنما المرأة قد تُستضعَف، وقد يُبخس حقُّها، وقد تضعف المطالبة به، فقرر حقها أولًا فقال: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ﴾ فقدَّم الذي لهن على الذي عليهن في الذِّكْر وبيَّن أن المرأة تطلب من الرجل مثل ما يطلب منها؛ ولذلك يقول أهل العلم في قوله تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ﴾ في بيان تساوي الحقوق أن ذلك فيما يتصل بحسن العشرة، واللطافة، وما يتصل بطيب المعشر الذي يتحقق به للطرفين ما تستقيم به حالهما، وينعم الرجل وتنعم المرأة بهذه الرابطة وهذا التواصل.
إلا أن الآية أشارت إلى أن للرجل درجةً ليست للمرأة، هذه الدرجة بيَّنها الله -جل وعلا وهي القوامة كما ذكر ذلك جماعة من أهل العلم في قوله تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ﴾[النساء:34] ثم ذكر -جل وعلا- ما يتصل بمعالجة ما يمكن أن يكون من خلاف، فقوله: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ﴾ أي: للمرأة من حسن الصحبة، وطيب المعشر، وطيب الصلة، لها من زوجها في ذلك مثل الذي يُطلب منها، والرجل له فضل أي زيادة، زيادة حقٍّ على المرأة وهي ما تقتضيه منزلة القوامة التي بها تصلح الأسرة، وبها يتحقق انتظام المعاش.
طبعًا القوامة التي ذكرها الله تعالى في الآية ذكر لها -جل وعلا- مسوِّغات، وهذه المسوغات هي الأصول التي نتجت عنها القوامة في الأصل، لكن لا يعني أن غيابها يذهب القوامة، ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ أي: بما منح الله تعالى الرجل من الخصال والصفات الفطرية والخلقية والشرعية ما بوَّأه هذه المنزلة، ﴿وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾ أي: بما بذلوا من أموالهم؛ وذلك أن النفقة حق على الرجل للمرأة، وهذا حق يجب على الرجل ولا يجب على المرأة، فقوله: ﴿وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾[البقرة:228]، هذه الدرجة ليست درجةً تفضيليةً في أن يطلب منها ويبخس حقوقها؛ كما قد يفهمه بعض من يسيئون الفهم، إنما الدرجة المقصود بها ما خصَّه الله تعالى به مما جعله حقًّا عليه في القوامة، وما يترتب عليها من النفقة، والرعاية، وما جعله الله تعالى له من الإمساك والفراق وما إلى ذلك من الحقوق التي هي أمانة، وهي حقوق يجب أن يتقي الله تعالى فيها وأن يراعيها.
فينبغي أن يلاحظ هذا المعنى في هذه الطبيعة أو في طبيعة الصلة أو في صفة الصلة بين الزوج والزوجة، بين الرجل والمرأة.
وقد جاء في السنة بيان ما يكون من حقوق الرجل ومن حقوق المرأة على وجه ذِكْر بعض النماذج وليس استيعابًا؛ لأن الآية ذكرت الحق الذي للمرأة، والحق الذي عليها بإجمال لينتظم كل ما يكون من الحقوق بين الزوجين على اختلاف العصور، واختلاف الطبائع، واختلاف البيئات، واختلاف الأحوال؛ ولهذا قال تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ والمعروف ليس شيئًا محددًا في كل زمان، وفي كل مكان، وفي كل حال، بل هو مختلف في الأحوال وفي الزمان والمكان.
فما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من تفصيل ما يكون بين الزوجين من حقوق إنما هو بيان للنماذج أو لصور من الصور مما يكون بين الزوجين من حقوق، فقال -صلى الله عليه وسلم- كما في حديث جابر في خطبة عرفة في حجة الوداع: «فاتقوا الله في النساء»، وهذا يبين أن هذا الحق مما ينبغي أن يذكَّر به في المجامع العامة وفي المناسبات؛ لأن به قوام الأسرة، وإذا انتظمت الأسرة واستقرت وحسنت حالها ينعكس هذا على كل ما يكون مما يتفرع عنها في المجتمع، سواء في بقية الصِّلات الاجتماعية أو سير المجتمع؛ بما ينتج عن هذه الأسرة من أولاد ذكور وإناث هم عماد المجتمع، وهم قاعدته التي يُبنى عليها.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله» أي: بتأمين الله حيث تؤخذ المرأة من بيت أهلها، تذهب مع رجل غريب لا معرفة لها به قبل ولا يعرفها، فالذي جعلها تذهب وتؤخذ إنما هو ما جعله الله من الأمان بين الزوجين، «واستَحلَلتُم فروجَهن بكلمة الله»، ثم قال -صلى الله عليه وسلم- بعد أن ذكر هذه الرابطة وعظيم منزلتها وأضاف كلمة النكاح التي بها تستباح الفروج، فقال: «بِكَلمة الله»، ثم بيَّن الحقوق، فقال: «ولكم عليهن» بعد الوصية بهم بيَّن ما للرجل على المرأة: «أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَه» يعني: لا تُدخل أحدًا إلى بيته أو إلى محلته في شيء يكرهه أي: مما لا يرغب في دخوله أو لا يرغب في أن يكون ذلك.
ثم قال صلى الله عليه وسلم في معالجة حصول الخلل ما بيَّنه الله تعالى: «فإن فعلن فاضربوهن ضربًا غير مُبَرِّح» وهو إشعار بعدم الرضا، وليس المقصود بالضرب هنا الإيلام، وإنما الإشعار بأن الأمور قد تصل إلى حد لا يمكن أن تستقيم به المعاش، فمن يجعل الضرب وسيلة للمعالجة في كل دقيق وجليل لم يراعِ حق الله -عز وجل- ولم يحفظ ما ينبغي حفظه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ولهن عليكم» بعد أن ذكَّرهم بحقهن، بيَّن ما ينبغي أن يراعى في حقهن: «ولهن» أي: النساء والزوجات على أزواجهن، «عليكم رزقهن، وكسوتهن» والضابط في الرزق والكسوة «بالمعروف»[صحيح مسلم:ح1218/147]، أي: ما يكون محققًا للنفقة بالمعروف من مثله لمثلها، وهذا يختلف باختلاف غنى الزوج وفقره، وباختلاف حال الزوجة مما يناسبها، فمن كانت من حال يناسب أن يوسع عليها ليست كالأخرى، فالمسألة راجعة إلى المعروف، وليس ثمة ضابط ينتظم كل ما يكون من حق المرأة على الرجل في النفقة والكسوة، بل يختلف باختلاف اعتبارات متعددة.
وجاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: «أن تُطعمَها إذا طعمت، وتكسوَها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت»[سنن أبي داود:ح2142، وصححه الألباني في صحيح أبي داود:ح1859] فذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما تستقيم به الحياة من الأرزاق والنفقة التي تكفي مطعمًا، وتكفي ملبسًا، وكذلك مسكنًا من باب أولى، وبيَّن أن المعالجات لا ينبغي أن تأخذ منحًى مؤذيًا للعشرة فقال: «لا تضرب الوجه، ولا تُقبِّح» أي: بالقول، «ولا تهجر إلا في البيت» أي: تمتنع الكلام كما يفعله بعض الناس يستمر في البيت مع زوجته أيام لا يحادثها، غير حق المرأة يعني لم يحصل منها نقص وتجده يقابلها بأنها لم تحقق له بعض ما يشتهي أم يحب، يقابلها بالهجر بمدد طويلة، هذا ما بيَّنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذين الحديثين الشريفين من أصول الحقوق، ونماذج ما ينبغي أن يكون بين الرجل والمرأة فيما يتصل بما يحقق حسن العشرة، وما يحقق المودة والسكن بين الزوجين.
هنا مسألة أحب أن أنبِّه إليها بعد أن استعرضنا جملةً مما ينبغي أن يراعيه الرجل في حق المرأة، هنا مسألة الحقيقة جديرة بالتنبيه والتنبه، وهي أنَّ ثمة قصورًا من كثير من الأزواج في حق زوجاتهم، هناك أيضًا نوع من الثقافة الشائعة بين النساء من جهة التمرد على الأزواج، أي بعبارة أدق عدم معرفة حق الزوج، عدم حفظ حق الزوج، بمعنى أن المرأة بطبيعتها عاطفية، بطبيعتها تحب أن تكون مستندةً إلى ركن يحميها، إلى جناح يضمها ويحنو عليها، مهما كانت المرأة في مسئوليتها، في قوتها، في طبيعة شخصيتها إلا أن الله رصد في فطرتها أن المرأة في طبيعتها تميل إلى تلبية هذه الحاجة، وهي أن تكون في كنف رجل يحميها، وفي كنف رجل يحنو عليها، ويراعي مشاعرها، هذه الحقيقة تأتي بالنظر إلى تحقيق معرفة المرأة بحق الزوج؛ لأنه ثمة حِكَم كثرة ما يسمع ويشاهد، ووجود نوع من التقصير أو صور من التقصير في حياة بعض الأزواج لأن هناك دعوةً إلى التمرد على الحياة الزوجية، وأنا أقول: ينبغي للمرأة أن تتقي الله عز وجل، كما أن الرجل أوصاه النبي صلى الله عليه وسلم بتقوى الله، فالمرأة ينبغي أن تتقي الله عز وجل، وأن تأخذ بوصية النبي صلى الله عليه وسلم الذي أوصى النساء بحفظ حق أزواجهن، جاء ذلك بعدة صور، من ذلك ما جاء فيما رواه الإمام أحمد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لو أمرت أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها».[سنن الترمذي:ح1159، وحسنه] طبعًا المقصود بالحديث هو بيان عظيم حق الرجل، حق الزوج على امرأته، حق الزوج على امرأته حق عظيم ينبغي أن يحفظ ويصان.
وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت بعلها؛ دخلت من أي أبواب الجنة شاءت».[مسند أحمد:ح1661، وصححه الألباني في المشكاة:ح3254] هذه المعاني، هذه الأحاديث يُعرض عن ذكرها كثير من أخواتنا النساء، ويأتين بالأحاديث التي فيها المطالبة بالحقوق، وينبغي أن نأخذ الأحاديث بمجموعها التي تصف الحق الذي لنا ونطالب به، والتي تبين الحق الذي علينا ونبادر إلى فعله.
أما أن يلجأ الرجل إلى هذه الأحاديث التي فيها بيان حق الرجل وتأكيد بذل الحق له، وكذلك المرأة في المقابل تأخذ بالجانب الآخر وهي الأحاديث التي فيها بيان حق المرأة، ووجوب صيانتها ورعايتها وتقوى الله تعالى فيها وتغفل الجانب الآخر، هنا يقع الشقاق، ويقع الأذى في العلاقة الزوجية.
إذا تكاملت النصوص في عين الإنسان وبذل جهده في بذل الحق الذي عليه قبل الحق الذي له، كان ذلك من دواعي صلاح الحال؛ ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم لما ذُكر له ما يتعلق بشأن ما يكون من بعض الولاة من التقصير قال: «أعطوهم الحقَّ الذي لهم وسلوا الله الحق الذي لكم»[صحيح البخاري:ح7052] فلم يجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- تقصير الطرف الآخر في الحق الذي عليه موجبًا لإسقاط حقه في الطاعة والسمع، بل أكد أنه ينبغي أن يشتغل الإنسان ببذل الحق الذي عليه، وأن يسأل الله الحق الذي له، فينبغي أن يراعي الرجل والمرأة هذا الأمر في الصلة حتى يستقيم المعاش وتصلح الرابطة بين الزوجين.
أيضًا لعلِّى أجعل هذه النقطة من أواخر ما أتكلم به في هذا الشأن؛ ما يتصل بالسلبيات والنقص، من تكون عينه راصدةً للجوانب السلبية وجوانب النقص في الطرف الآخر، لن يستقيم له معاش مع غيره، بل سيكون الخطأ اليسير كالجبل في عينه، وبالتالي تفسد العشرة وتتعثر العيشة بين الزوجين، وتكون موارد ومباعث الإشكال بين الرجل والمرأة أكثر من أن تحصى، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يَفْرَك مؤمنٌ مؤمنةً، ولا تفرك مؤمنة مؤمنًا، إن كره منها خلقًا رضي منها خلقًا آخر»[صحيح مسلم:ح1469/61] بمعنى أنه لا يكره الرجل زوجته أو الزوجة زوجها لوجود نوع من الخلل، قائمة الإيجابيات والسلبيات ينبغي أن لا ينحصر فيها النظر إلى السلبيات، بل إن كَرِه خصلةً أو خلقًا فينبغي أن يتجاوزه بالنظر إلى الإيجابيات والأخلاق الحسنة الأخرى، وبذلك تستقيم العشرة.
المقدم: فضيلة الشيخ، لعلي أيضًا أختم بمسألة وإذا بقي معنا وقت سنأخذ أيضًا بعض استفسارات الإخوة الكرام، الأخ عماد تطرق إلى مسألة تكافؤ النسب، هل هي من حقوق الزوجة، أم أنها مسألة فقهية اختزلت واستخدمت في غير مظانها في وقتنا الحالي؟
الشيخ: هذه المسألة التي أشار إليها ليست من كُبْريات المسائل المتعلقة بالحياة الزوجية؛ لأن هذه ينظر إليها قبل الارتباط أصلًا، وعندما يحصل إشكال أو خلاف فالذي يفصل في هذه القضايا هو المحاكم الشرعية التي تنظر، وبالنظر إلى مجمل ما يكون من مشاكل زوجية ليست هذه معدودة من مهمات أو حتى من أوائل ما يكون سببًا لوقوع الإشكالات بين الأزواج.
المقدم: فضيلة الشيخ الأخ عبد الباري يسأل - ويبدو أنه في غير موضوعنا - عن حكم الشيلات؟
الشيخ: هذه على كل حال ليست من موضوع الحلقة، والمسألة فيها للعلماء عدة أقوال يمكن أن يراجعها ويقف على ما يترجح له فيها.
المقدم: جميل، شكر الله لك، وكتب الله أجرك فضيلة الشيخ الدكتور/ خالد المصلح؛ أستاذ الفقه بجامعة القصيم، وعضو لجنة الإفتاء بمنطقة القصيم، شكرًا جزيلًا فضيلة الشيخ.
الشيخ: بارك الله فيكم، وأسأل الله التوفيق، وأن يصلح ذات بيننا، وأن يؤلف بين قلوبنا، وأن يوفقنا إلى ما فيه الخير، وأن يحفظ بلادنا، وأن يسدد ولاة أمرنا إلى ما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.