وَكُلُّ مَقْصُودٍ إِمَّا أَنْ يَقْصِدَ لِنَفْسِهِ وَإِمَّا أَنْ يَقْصِدَ لِغَيْرِهِ . فَإِنْ كانَ مُنْتَهَى مَقْصُودِهِ وَمُرادِهِ عِبادَةُ اللهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَهُوَ إِلَهُهُ الَّذِي يَعْبُدُهُ لا يَعْبُدُ شَيْئًا سِواهُ وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ ما سَواهُ ؛ فَإِنَّ إِرادَتَهُ تَنْتَهِي إِلَى إِرادَتِهِ وَجْهَ اللهِ فَيُثابُ عَلَى مُباحاتِهِ الَّتِي يَقْصِدُ الاسْتَعانَةَ بِها عَلَى الطَّاعَةِ كَما فِي " الصَّحِيحَيْنِ " عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قالَ : { نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ يَحْتَسِبُها صَدَقَةً } . وَفِي " الصَّحِيحَيْنِ " عَنْهُ أَنَّهُ { قالَ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ لما مَرِضَ بِمَكَّةَ وَعادَهُ - إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِها وَجْهَ اللهِ إِلَّا ازَدَدْتَ بِها دَرَجَةً وَرِفْعَةً حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُها إِلَى فِيِّ امْرَأَتِكَ } . وَقالَ مُعاذُ بْنُ جَبَلٍ لأَبِي مُوسَى : " إِنِّي أَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَما أَحْتَسِبَ قَوْمَتِي " . وَفِي الأَثَرِ : نَوْمُ العالِمِ تَسْبِيحٌ .
"مَجْمُوعُ فَتاوَى شَيْخِ الإِسْلامِ" (7 /44).