{أَفَتَطْمَعُونَ} خطاب المؤمنين أن يُؤْمِنُوا يعني: اليهود، وتعدّى باللام لما تضمن معنى الانقياد فَرِيقٌ مِنْهُمْ السبعون الذي يسمع كلام الله على الطور ثم حرفوه، وقيل: بنو إسرائيل حرفوا التوراة مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ بيان لقبح حالهم قالوا آمنا قالها رجل ادعى الإسلام من اليهود، وقيل: قالوها ليدخلوا إلى المؤمنين ويسمعوا إلى أخبارهم أَتُحَدِّثُونَهُمْ توبيخ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فيه ثلاثة أوجه بما حكم عليهم من العقوبات، وبما في كتبهم من ذكر محمد صلّى الله عليه واله وسلّم، وبما فتح الله عليهم من الفتح والإنعام، وكل وجه حجة عليهم، ولذلك قالوا: لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ قيل: في الآخرة وقيل: أي في حكم ربكم وما أنزل في كتابه، فعنده بمعنى حكمه أَفَلا تَعْقِلُونَ من بقية كلامهم توبيخا لقولهم وَلا يَعْلَمُونَ الآية من كلام الله ردّا عليهم وفضيحة لهم وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ أي الذين لا يقرءون ولا يكتبون فهم لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ والمراد قوم من اليهود وقيل: من المجوس وهذا غير صحيح، لأنّ الكلام كله عن اليهود إِلَّا أَمانِيَّ تلاوة بغير فهم، أو أكاذيب، وما تتمناه النفوس بِأَيْدِيهِمْ تحقيق لافترائهم ثَمَناً قَلِيلًا عرض الدنيا من الرياسة والرشوة وغير ذلك مما يكسبون من الدنيا أو هي الذنوب أَيَّاماً مَعْدُودَةً أربعين يوما عدد عبادتهم العجل وقيل سبعة أيام أَتَّخَذْتُمْ الآية: تقرير يقتضي إبطال بَلى تحقيق لطول مكثهم في النار، لقولهم ما لا يعلمون مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً الآية: في الكفار لأنها ردّ على اليهود، ولقوله بعدها وَالَّذِينَ آمَنُوا فلا حجة فيها لمن قال بتخليد العصاة في النار لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ جواب لقسم يدل عليه الميثاق، وقيل: خبر بمعنى النهي، ويرجحه قراءة لا يعبدون وقيل: الأصل بأن: لا تَعْبُدُونَ ثم حذفت الباء وأن وَبِالْوالِدَيْنِ يتعلق بإحسان، أو بمحذوف تقديره: أحسنوا، ووكد بإحسانا وَذِي الْقُرْبى القرابة الْيَتامى جمع يتيم: وهو من فقد والده قبل البلوغ، واليتيم من سائر الحيوان من فقد أمه، وجاء الترتيب في هذه الآية بتقديم الأهم، فقدم الوالدين لحقهما الأعظم، ثم القرابة لأن فيهم أجر الإحسان وصلة الرحم، ثم اليتامى لقلة حيلتهم، ثم المساكين.