المسألة الثانية: الرمي قبل الزوال أجمع أهل العلم على أن السنة في وقت رمي الجمرات أيام التشريق بعد الزوال قبل أن يصلي الظهر +++ (ينظر: المغني (3/ 483) ---، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحين الزوال، فإذا زالت الشمس رمى كما نقل ابن عمر وجابر رضي الله عنهم +++ (رواه البخاري (1746)، رواه مسلم (1299) ---. واختلفوا في جواز الرمي في أيام التشريق قبل زوال الشمس على أقوال ثلاثة: القول الأول: لا يجوز رمي الجمار أيام التشريق إلا بعد الزوال. وإلى هذا ذهب جمهور أهل العلم، وهذا مذهب أبي حنيفة +++ (ينظر؛ بدائع الصنائع (2/ 137 - 138)، البحر الرائق (2/ 374) ---، ومالك +++ (المنتقى للباجي (3/ 50)، الخرشي على مختصر خليل (2341) ---،والشافعي +++ (الحاوي الكبير (4/ 194)، أسنى المطالب (1/ 496) ---، وأحمد +++ (الإنصاف (4/ 45)، شرح العمدة في بيان المناسك (2/ 557) ---. القول الثاني: لا يجوز رمي الجمار أيام التشريق قبل الزوال إلا في يوم النفر فيجوز قبل الزوال. وهذا ظاهر الرواية عن أبي حنيفة +++ بدائع الصنائع (2/ 137 - 138)، البحر الرائق (2/ 374) ---، وهو رواية عن أحمد +++ (الإنصاف (4/ 45) ---. القول الثالث: يجوز رمي الجمار أيام التشريق قبل الزوال مطلقا. وبهذا قال طاووس +++ (التمهيد (7/ 272)، فتح الباري (3/ 580).) ---، ونقل عن عطاء +++ (التمهيد (7/ 272)، فتح الباري (3/ 580). وقيده بعضهم بالجهل؛ قال العمراني في البيان (4/ 350): "وقال عطاء: إن جهل فرمى قبل الزوال أجزأه"، ولعل هذا يجمع به بين الروايتين عنه.) ---، ورواية عن أبي حنيفة +++ (المبسوط (4/ 68)، بدائع الصنائع (2/ 137 - 138)، البحر الرائق (2/ 374) ---، واختاره ابن الجوزي +++الفروع (3/ 518) --- وقد احتج كل فريق بحجة تؤيد ما ذهب إليه، فأبرز ما احتج به من قال بعدم جواز الرمي قبل الزوال فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان يتحين الزوال للرمي، وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم من طريق أبي الزبير، عن جابر: «لتاخذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه» +++صحيح مسلم (1297) ---. أما من قال بجواز الرمي قبل الزوال يوم النفر سواء الثاني عشر للمتعجل أو الثالث عشر لمن تأخر، فاحتج بأن في ذلك دفعا للحرج ومشقة التأخر في وصول مكة وتهيئة منزل +++ (المبسوط (4/ 68)، وينظر: العناية شرح الهداية (3/ 497) --- وأما من أجاز الرمي قبل الزوال مطلقا فاحتج بأن الرمي قبل الزوال مسكوت عنه، والفعل لا يقوى على الإيجاب، بل يدل على الندب والاستحباب. والأقرب أن القول بجواز الرمي قبل الزوال، قول قوي من حيث النظر، فليس مع من قال بعدم الجواز حجة بينة واضحة تمنع الرمي قبل الزوال. ويؤيده قوله تعالى: {فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه} +++ (البقرة: 203) ---، واليوم يبتدئ من طلوع الفجر، فللحاج أن يرمي الجمرات الثلاث أول النهار، ثم ينصرف ولو قبل الزوال، ويكون قد تعجل في يومين، أما المنقول عن الصحابة في وقت رمي الجمرات فهو حكاية عن فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ومعلوم عند الأصوليين أن مجرد الفعل لا يدل على الوجوب. ومما يشهد لعدم لزوم هذا التوقيت وأن في الأمر سعة؛ ما رواه البخاري +++ (رقم (1746).) --- أن ابن عمر راوي حديث تحين الزوال للرمي لما سأله وبرة: متى أرمي الجمار؟ قال: إذا رمى إمامك. فالذي يظهر أنه لا باس في الرمي قبل الزوال والسنة ألا يرمي إلا بعدها.

المسألة الثانية: الرمي قبل الزوال أجمع أهل العلم على أن السنة في وقت رمي الجمرات أيام التشريق بعد الزوال قبل أن يصلي الظهر +++ (ينظر: المغني (3/ 483) ---، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحين الزوال، فإذا زالت الشمس رمى كما نقل ابن عمر وجابر رضي الله عنهم +++ (رواه البخاري (1746)، رواه مسلم (1299) ---. واختلفوا في جواز الرمي في أيام التشريق قبل زوال الشمس على أقوال ثلاثة: القول الأول: لا يجوز رمي الجمار أيام التشريق إلا بعد الزوال. وإلى هذا ذهب جمهور أهل العلم، وهذا مذهب أبي حنيفة +++ (ينظر؛ بدائع الصنائع (2/ 137 - 138)، البحر الرائق (2/ 374) ---، ومالك +++ (المنتقى للباجي (3/ 50)، الخرشي على مختصر خليل (2341) ---،والشافعي +++ (الحاوي الكبير (4/ 194)، أسنى المطالب (1/ 496) ---، وأحمد +++ (الإنصاف (4/ 45)، شرح العمدة في بيان المناسك (2/ 557) ---. القول الثاني: لا يجوز رمي الجمار أيام التشريق قبل الزوال إلا في يوم النفر فيجوز قبل الزوال. وهذا ظاهر الرواية عن أبي حنيفة +++ بدائع الصنائع (2/ 137 - 138)، البحر الرائق (2/ 374) ---، وهو رواية عن أحمد +++ (الإنصاف (4/ 45) ---. القول الثالث: يجوز رمي الجمار أيام التشريق قبل الزوال مطلقا. وبهذا قال طاووس +++ (التمهيد (7/ 272)، فتح الباري (3/ 580).) ---، ونقل عن عطاء +++ (التمهيد (7/ 272)، فتح الباري (3/ 580). وقيده بعضهم بالجهل؛ قال العمراني في البيان (4/ 350): "وقال عطاء: إن جهل فرمى قبل الزوال أجزأه"، ولعل هذا يجمع به بين الروايتين عنه.) ---، ورواية عن أبي حنيفة +++ (المبسوط (4/ 68)، بدائع الصنائع (2/ 137 - 138)، البحر الرائق (2/ 374) ---، واختاره ابن الجوزي +++الفروع (3/ 518) --- وقد احتج كل فريق بحجة تؤيد ما ذهب إليه، فأبرز ما احتج به من قال بعدم جواز الرمي قبل الزوال فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان يتحين الزوال للرمي، وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم من طريق أبي الزبير، عن جابر: «لتاخذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه» +++صحيح مسلم (1297) ---. أما من قال بجواز الرمي قبل الزوال يوم النفر سواء الثاني عشر للمتعجل أو الثالث عشر لمن تأخر، فاحتج بأن في ذلك دفعا للحرج ومشقة التأخر في وصول مكة وتهيئة منزل +++ (المبسوط (4/ 68)، وينظر: العناية شرح الهداية (3/ 497) --- وأما من أجاز الرمي قبل الزوال مطلقا فاحتج بأن الرمي قبل الزوال مسكوت عنه، والفعل لا يقوى على الإيجاب، بل يدل على الندب والاستحباب. والأقرب أن القول بجواز الرمي قبل الزوال، قول قوي من حيث النظر، فليس مع من قال بعدم الجواز حجة بينة واضحة تمنع الرمي قبل الزوال. ويؤيده قوله تعالى: {فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه} +++ (البقرة: 203) ---، واليوم يبتدئ من طلوع الفجر، فللحاج أن يرمي الجمرات الثلاث أول النهار، ثم ينصرف ولو قبل الزوال، ويكون قد تعجل في يومين، أما المنقول عن الصحابة في وقت رمي الجمرات فهو حكاية عن فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ومعلوم عند الأصوليين أن مجرد الفعل لا يدل على الوجوب. ومما يشهد لعدم لزوم هذا التوقيت وأن في الأمر سعة؛ ما رواه البخاري +++ (رقم (1746).) --- أن ابن عمر راوي حديث تحين الزوال للرمي لما سأله وبرة: متى أرمي الجمار؟ قال: إذا رمى إمامك. فالذي يظهر أنه لا باس في الرمي قبل الزوال والسنة ألا يرمي إلا بعدها.