المسألة الأولى: ذكر الله بالتكبير
شرع الله تعالى في أيام التشريق الاشتغال بذكره وتكبيره الذي هو أعلى العبادات؛ شكرا له على نعمه كلها، كما صرح به في قوله تعالى: {كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم} (الحج:37.) .
وفضيلة الذكر في هذه الأيام لا تخص الحاج، بل هي لجميع أهل الإسلام. فلقد جاء عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يملؤون هذه الأيام والليالي بتكبير الله عز وجل، فكان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى، فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا (رواه البخاري معلقا بصيغة الجزم (2/ 20)، ووصله البيهقي (6267)، انظر: التغليق (2/ 379).) ، وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات، وعلى فراشه وفي فسطاطه، ومجلسه، وممشاه تلك الأيام جميعا (رواه البخاري معلقا بصيغة الجزم (2/ 20).) .
ومن صيغ التكبير: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا) ، أو (الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد) (ينظر: معرفة السنن والآثار للبيهقي (5/ 109 - 110)، شرح السنة للبغوي (7/ 146)، المجموع شرح المهذب (5/ 31)، فتح الباري (2/ 462).) . ففي هذه الأيام يجتمع الذكر المطلق؛ وهو التكبير كل وقت، والذكر المقيد؛ وهو التكبير أدبار الصلوات.