المبحث السادس: صفة التلبية ومعناها ووقتها
المطلب الأول: صفة التلبية ومعناها
التلبية شعار الحاج والمعتمر، وزينة الحج كما قال ابن عباس (أخرجه أحمد (1870).) وابن الزبير (أخرجه ابن أبي شيبة (15060).) . وهي من أهم أذكار الحج والعمرة.
وصفتها المحفوظة عن النبي صلى الله عليه وسلم المتفق عليها (ينظر: التمهيد (15/ 127)، الحاوي الكبير للماوردي (4/ 199).) هي لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
ولبيك في اللغة مصدر لبى بمعنى أجاب، ولزم المكان وأقام فيه، فمعناها ألزم إجابتك، وأقيم على طاعتك. وهو لفظ مثنى؛ لإفادة تكرير الإجابة، وتكثيرها وتاكيدها أي إجابة لك بعد إجابة (ينظر: لسان العرب (1/ 729)، الصحاح (6/ 2479)، أنيس الفقهاء ص (49)، المغرب في ترتيب المعرب (4/ 472)، أضواء البيان (5/ 9).) .
فتلبية المحرم إعلان إجابته دعوة الله فيما فرض عليهم من قصد بيته بالحج أو العمرة وإقامته على طاعته.
قال مجاهد وغيره: «لما أمر إبراهيم صلى الله عليه وسلم أن يؤذن في الناس بالحج قام على المقام، فقال: يا عباد الله أجيبوا الله، فقالوا: ربنا لبيك ربنا لبيك، فمن حج البيت فهو ممن أجاب دعوته» (أخرجه عبد الرزاق في المصنف (9100)) . وتطلق التلبية على نية الحج أو العمرة (ينظر: التمهيد (13/ 166)، (15/ 130).) .