×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح
مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

مقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، جعل البيت الحرام قياما للناس وأمنا ومباركا وهدى للعالمين، أحمده سبحانه حمد الذاكرين الشاكرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله الأمين، أرسله الله رحمة للعالمين، وحجة على الخلائق أجمعين، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد، فإن قصد بيت الله تعالى من أجل العبادات وأعظم القربات، وقد أمر الله تعالى خليله إبراهيم أن ينادي في الناس بالحج، ويدعوهم إلى حج بيته الحرام الذي أمره الله ببنائه وتطهيره. وقد أخبره تعالى بأنه سيلبي هذا النداء خلق ياتون من كل فج عميق، فقال: {وأذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج عميق} +++ (الحج:27) ---. وقد تجددت دعوة الناس إلى حج البيت الحرام في هذه الرسالة الخاتمة وفرض الله تعالى على الناس حجه من استطاع إليه سبيلا، فقال تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} +++ (آل عمران:97.) ---؛ بل إن الله تعالى قد جعل حج البيت الحرام ركنا من أركان الإسلام ودعامة من دعائمه العظام، كما جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان» +++ (رواه البخاري (8)) ---. ورتب على الحج والعمرة فضائل كثيرة وأجورا عظيمة. وقد ذكر الله تعالى في كتابه الحكيم أحكام الحج والعمرة إجمالا، وفصل ذلك رسوله الكريم، عليه أفضل صلاة وأتم تسليم في سنته تفصيلا، وأمر الناس أن ياخذوا عنه مناسكهم وأعمال حجهم وعمرتهم، كما في صحيح مسلم من حديث أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: «لتاخذوا مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه» +++ (رواه مسلم (1297).) ---. وقد بادر أصحابه الكرام رضوان الله عليهم إلى التأسي به والأخذ عنه، فصحبه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع خلق كثير كلهم يلتمس أن ياتم برسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يعمل مثل عمله. فحق على كل مسلم أن يحرص في عباداته كلها على التأسي بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وأن يعتني بذلك في حجه وعمرته؛ امتثالا لأمره الخاص؛ فيقتفي أثره صلى الله عليه وسلم ويعمل بهديه ليفوز بقبول مبرور وأجر موفور. وغير خاف أنه قد كتب أهل العلم في بيان مناسك الحج والعمرة وأحكامهما مؤلفات كثيرة عديدة، متنوعة طولا وقصرا، وبسطا وإيجازا، وقد ألقى الله في قلبي محبة المشاركة في هذا الخير، فاستعنت الله في جمع نبذة مختصرة جامعة لمهمات أحكام الحج والعمرة ومسائلهما، وسميتها «النبذة في أحكام الحج والعمرة» لأستفيد منها، وقد يسر الله قراءته في المسجد الحرام في أشهر الحج، عام ثمانية وثلاثين وأربعمائة وألف، وقد رغب إلي كثير ممن حضروا قراءته طباعته ونشره؛ ليستفيد منه كل راغب في معرفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمرته، على ضوء أدلة الكتاب والسنة، وما ذكره أهل العلم في دلالاتها وفقهها. وقد حرصت في هذه النبذة على الإشارة إلى أقوال العلماء فيما تناولته من المسائل، مرجحا ما أراه أقرب إلى الدليل. فأرجو الله أن يكون في هذه النبذة إضافة تجلي هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمرته، بعبارة سهلة موجزة مقترنة بالدلائل من الوحيين. والله أسأل، وإياه أرجو بمنه وكرمه أن يجعل هذا العمل له خالصا، ولعباده نافعا، وفي موازين الحسنات متقبلا، وما كان فيه من صواب فمحض فضل الله وإحسانه، وما كان فيه من قصور أو تقصير فمن نفسي والشيطان، والله ورسوله منه بريئان، فلا حول ولا قوة إلا بالله، فنعم المولى ونعم المعين. كتبه خالد بن عبدالله المصلح 15 شوال 1438ه الروضة الشريفة

المشاهدات:1287
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، جعل البيت الحرام قياما للناس وأمنا ومباركا وهدى للعالمين، أحمده سبحانه حمد الذاكرين الشاكرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله الأمين، أرسله الله رحمة للعالمين، وحجة على الخلائق أجمعين، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد،
فإن قصد بيت الله تعالى من أجل العبادات وأعظم القربات، وقد أمر الله تعالى خليله إبراهيم أن ينادي في الناس بالحج، ويدعوهم إلى حج بيته الحرام الذي أمره الله ببنائه وتطهيره.
وقد أخبره تعالى بأنه سيلبي هذا النداء خلق ياتون من كل فج عميق، فقال: {وأذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج عميق} (الحج:27) .
وقد تجددت دعوة الناس إلى حج البيت الحرام في هذه الرسالة الخاتمة وفرض الله تعالى على الناس حجه من استطاع إليه سبيلا، فقال تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} (آل عمران:97.) ؛ بل إن الله تعالى قد جعل حج البيت الحرام ركنا من أركان الإسلام ودعامة من دعائمه العظام، كما جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان» (رواه البخاري (8)) . ورتب على الحج والعمرة فضائل كثيرة وأجورا عظيمة.
وقد ذكر الله تعالى في كتابه الحكيم أحكام الحج والعمرة إجمالا، وفصل ذلك رسوله الكريم، عليه أفضل صلاة وأتم تسليم في سنته تفصيلا، وأمر الناس أن ياخذوا عنه مناسكهم وأعمال حجهم وعمرتهم، كما في صحيح مسلم من حديث أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: «لتاخذوا مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه» (رواه مسلم (1297).) .
وقد بادر أصحابه الكرام رضوان الله عليهم إلى التأسي به والأخذ عنه، فصحبه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع خلق كثير كلهم يلتمس أن ياتم برسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يعمل مثل عمله.
فحق على كل مسلم أن يحرص في عباداته كلها على التأسي بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وأن يعتني بذلك في حجه وعمرته؛ امتثالا لأمره الخاص؛ فيقتفي أثره صلى الله عليه وسلم ويعمل بهديه ليفوز بقبول مبرور وأجر موفور.
وغير خاف أنه قد كتب أهل العلم في بيان مناسك الحج والعمرة وأحكامهما مؤلفات كثيرة عديدة، متنوعة طولا وقصرا، وبسطا وإيجازا، وقد ألقى الله في قلبي محبة المشاركة في هذا الخير، فاستعنت الله في جمع نبذة مختصرة جامعة لمهمات أحكام الحج والعمرة ومسائلهما، وسميتها «النبذة في أحكام الحج والعمرة» لأستفيد منها، وقد يسر الله قراءته في المسجد الحرام في أشهر الحج، عام ثمانية وثلاثين وأربعمائة وألف، وقد رغب إلي كثير ممن حضروا قراءته طباعته ونشره؛ ليستفيد منه كل راغب في معرفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمرته، على ضوء أدلة الكتاب والسنة، وما ذكره أهل العلم في دلالاتها وفقهها.
وقد حرصت في هذه النبذة على الإشارة إلى أقوال العلماء فيما تناولته من المسائل، مرجحا ما أراه أقرب إلى الدليل.
فأرجو الله أن يكون في هذه النبذة إضافة تجلي هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمرته، بعبارة سهلة موجزة مقترنة بالدلائل من الوحيين.
والله أسأل، وإياه أرجو بمنه وكرمه أن يجعل هذا العمل له خالصا، ولعباده نافعا، وفي موازين الحسنات متقبلا، وما كان فيه من صواب فمحض فضل الله وإحسانه، وما كان فيه من قصور أو تقصير فمن نفسي والشيطان، والله ورسوله منه بريئان، فلا حول ولا قوة إلا بالله، فنعم المولى ونعم المعين.
كتبه
خالد بن عبدالله المصلح
15 شوال 1438هـ
الروضة الشريفة

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91549 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87255 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف