قوله - رحمه الله-: «وأن العشرة الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة، نشهد لهم بالجنة على ما شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقوله الحق» أي: إن أهل السنة والجماعة يشهدون بالجنة للعشرة المبشرين بالجنة وسيأتي بيانهم، وهذه الشهادة ثابتة لكل من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم فقوله الحق الذي لا ينطق عن الهوى. وقد اقتصر المؤلف على ذكر الشهادة للعشرة لأنهم أشرف من بشر بالجنة من هذه الأمة وأعظمهم، وإلا فالمبشرون بالجنة من هذه الأمة كثيرون، والبشارة بالجنة جاءت على نوعين: بشارة وصف، وبشارة عين؛ أما بشارة الوصف، فهذه كثيرة، منها قول الله –تعالى-: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون} البقرة: 25، وقوله – تعالى-: {يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم} التوبة: 21، وغيرها كثير. وأما بشارة العين، فهي خاصة بمعينين، وهي المقصودة بهاذا المقطع.
فنشهد أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر بالجنة جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم - فرادى وجماعات، وأشهر هؤلاء وأعظمهم هم العشرة الذين بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وأخبر عن كل واحد منهم أنه في الجنة، كما جاء فيما رواه أبو داود من حديث سعيد بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعد في الجنة، وعبد الرحمن في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة» (أخرجه أحمد (1/ 187)، وأبو داود (4650)، والترمذي (3747، 3748)، وابن ماجه (133) ،وفي رواية أحمد من حديث عبد الرحمن بن عوف، قال: «وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة» (مسند أحمد (1/ 193) .
وقوله: «وقوله الحق» أي: إن قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي يتضمن الشهادة لهؤلاء بالجنة حق يجب قبوله واعتقاده والتسليم له، فإن المؤمن ينقاد للحق ولا يرده ولا يعارضه.
قوله - رحمه الله-: «وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وسعيد، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح» أي: إن أهل السنة والجماعة يشهدون بالجنة لهؤلاء العشرة، الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وقد تقدم التعريف بهم - رضي الله عنهم -.
قوله - رحمه الله-: «وطلحة» أي: إن أهل السنة والجماعة يعتقدون أن طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي القرشي من السابقين الأولين شهد المشاهد كلها إلا بدرا، فلم يكن حاضرا بل كان غائبا لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه ليطلب خبر عير قريش في الشام، وهو أحد الستة الذين جعل عمر - رضي الله عنه - الخلافة فيهم، قتل - رضي الله عنه - يوم الجمل سنة ست وثلاثين، له فضائل ومناقب كثيرة؛ وصفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالشهيد، كما عند الترمذي من حديث جابر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله» ("سنن الترمذي" (4104)، وقال:" هذا حديث غريب".) . ومنها ما رواه عن الزبير قال: كان على النبي - صلى الله عليه وسلم - درعان يوم أحد فنهض إلى الصخرة فلم يستطع فأقعد طلحة تحته فصعد النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه حتى استوى على الصخرة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «أوجب طلحة» ("سنن الترمذي" (1793). وقال:"حسن غريب"، وقال الحاكم (3/ 28):" صحيح على شرط مسلم"، وتعقبه الذهبي بقوله:" لا والله ".) . وروى الحاكم عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: سماني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد طلحة الخير، وفي غزوة العشيرة طلحة الفياض، ويوم حنين طلحة الجواد ("المستدرك" (3/ 374)،وسكت عنه، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 117)،وقال الهيثمي في "المجمع" (9/ 51):"رواه الطبراني، ...
وفيه من لم أعرفهم، وسليمان بن أيوب الطلحي وثق وضعف".) .
قوله - رحمه الله-: "والزبير"، أي: إن أهل السنة والجماعة يعتقدون أن الزبير أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد القرشي، من أوائل الصحابة إسلاما، أسلم وهو ابن ثمان سنين، وهاجر الهجرتين، وشهد المشاهد كلها، وهو حواري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن عمته صفية بنت عبد المطلب، وهو أحد الستة الذين جعل عمر الخلافة فيهم بعده، قتل - رضي الله عنه - سنة ست وثلاثين بعد منصرفه من وقعة الجمل نادما على ما جرى من قتال رضي الله عنه وأرضاه، له فضائل ومناقب منها ما في "الصحيحين" عن جابر قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لكل نبي حواري وحواري الزبير» ("صحيح البخاري" (2846)، ومسلم (2415) .
قوله - رحمه الله-:"وسعد "، أي: إن أهل السنة والجماعة يعتقدون أن سعدا أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب الزهري القرشي من أوائل من أسلم من الصحابة، شهد المشاهد كلها مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أحد الستة الذين جعل عمر الخلافة فيهم بعده، وقد اعتزل الفتنة التي وقعت بعد مقتل عثمان، ومات في العقيق سنة خمس وخمسين للهجرة، وهو آخر العشرة موتا، ودفن في البقيع، وله فضائل ومناقب منها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جمع له أبويه يوم أحد فقال: «ارم فداك أبي وأمي» (أخرجه البخاري (2905)، ومسلم (2411) . وكان مجاب الدعوة يشهد لذلك ما أخرجه الترمذي من حديث قيس بن أبي حازم عن سعد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «اللهم استجب لسعد إذا دعاك» ("سنن الترمذي" (4117)، والحاكم (3/ 570) وقال: "صحيح الإسناد") ، وفي "الصحيح" عن جابر بن سمرة، في قصة شكاية أهل الكوفة سعدا إلى عمر - رضي الله عنه - , وفيه: فسأل عنه أهل الكوفة، ولم يدع مسجدا إلا سأل عنه، ويثنون معروفا، حتى دخل مسجدا لبني عبس، فقام رجل منهم, يقال له: أسامة بن قتادة , يكنى أبا سعدة، قال: أما إذ نشدتنا , فإن سعدا كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية, قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث، اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا، قام رياء وسمعة, فأطل عمره، وأطل فقره، وعرضه بالفتن، وكان بعد إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد" ("صحيح البخاري" (755) .
قوله - رحمه الله-"وسعيد "، أي: إن أهل السنة والجماعة يعتقدون أن سعيد بن زيد من العشرة المبشرين بالجنة، وهو سعيد بن زيد بن عمرو العدوي القرشي، ممن أسلم قديما من خيار الصحابة شهد المشاهد كلها إلا بدرا، فكان مع طلحة بعثهما النبي - صلى الله عليه وسلم - يطلبان خبر عير قريش بالشام ولذلك ضرب لهما سهما لما رجعا بعد بدر. وهو أحد الستة الذين جعل عمر الخلافة فيهم بعده، مات في العقيق سنة إحدى وخمسين ودفن بالبقيع وله فضائل ومناقب عديدة منها سبق إسلامه، ففي "صحيح البخاري" عن سعيد بن زيد قال للقوم:" لو رأيتني موثقي عمر على الإسلام أنا وأخته وما أسلم، ولو أن أحدا انقض لما صنعتم بعثمان لكان محقوقا أن ينقض" ("صحيح البخاري" (3867) ، ولد بمكة وتوفي بالعقيق سنة إحدى وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة، فغسله سعد بن أبي وقاص وكفنه وخرج معه ودفن بالمدينة.
قوله - رحمه الله-: "وعبد الرحمن بن عوف"، أي: إن أهل السنة والجماعة يعتقدون أن عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو عبد الرحمن بن عوف بن عبد الحارث الزهري القرشي، أحد الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة فيهم شهد المشاهد كلها مات سنة ثلاث وثلاثين للهجرة، وله مناقب وفضائل؛ منها ما أخرجه أحمد في المسند عن أنس، قال: كان بين خالد بن الوليد، وبين عبد الرحمن بن عوف كلام، فقال خالد لعبد الرحمن: تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها، فبلغنا أن ذلك ذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «دعوا لي أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أنفقتم مثل أحد، أو مثل الجبال - ذهبا، ما بلغتم أعمالهم» ("المسند" (3/ 266)، قال الهيثمي (9/ 436): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".) . ومنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى وراء عبد الرحمن بن عوف الركعة الثانية في بعض أسفاره، فأدرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إحدى الركعتين، فصلى مع الناس الركعة الآخرة فلما سلم عبد الرحمن بن عوف قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتم صلاته فأفزع ذلك المسلمين، فأكثروا التسبيح، فلما قضى النبى - صلى الله عليه وسلم - صلاته أقبل عليهم ثم قال: «أحسنتم» أو قال: «قد أصبتم» يغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها (أخرجه مسلم (274) .
قوله - رحمه الله-:"وأبو عبيدة بن الجراح-وهو أمين هذه الأمة"، أي: إن أهل السنة والجماعة يعتقدون أن أبا عبيدة عامر بن الجراح - رضي الله عنه - أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو عامر بن الجراح بن هلال الفهري القرشي من أوائل الصحابة إسلاما هاجر الهجرتين، وشهد المشاهد كلها توفي في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة في الشام.
و قوله: «وهو أمين هذه الأمة» أي: إن أبا عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - أمين أمة الإسلام، وهذا من أبرز فضائله - رضي الله عنه - ومناقبه، فقد خصه النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف حيث قال: «لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين» يريد أبا عبيدة (أخرجه البخاري (3745)، ومسلم (2420) ، وقال: «إن لكل أمة أمينا وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح» (أخرجه البخاري (3744)، ومسلم (2419) ، وفي لفظ قال - صلى الله عليه وسلم -: «لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح» (أخرجه البخاري (4382)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.) . ووصفه بهذا لكون هذه الصفة غلبت عليه حتى عرف بها، فهو الثقة المرضي الأمين. ولكل واحد من هؤلاء العشرة مناقب وفضائل، وإنما خص المؤلف أبا عبيدة بذكر منقبته إشارة إلى أن هؤلاء قد ورد في فضائلهم ما تميز به كل واحد منهم رضوان الله عليهم أجمعين. وقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة لجماعة من الصحابة غير هؤلاء العشرة - رضي الله عنهم -. فممن شهد له بالجنة خديجة - رضي الله عنها -، ففي "صحيح البخاري" عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة من كثرة ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياها، قالت: وتزوجني بعدها بثلاث سنين، وأمره
ربه - عز وجل - أو جبريل - عليه السلام - أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب ("صحيح البخاري" (3817) . وممن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة عائشة -رضي الله عنها - كما جاء في "صحيح ابن حبان" عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر فاطمة، قالت: فتكلمت أنا، فقال: «أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة؟» قلت: بلى والله، قال: «فأنت زوجتي في الدنيا والآخرة» (ابن حبان (16/ 7) ح (7095)، والحاكم (4/ 10)، ح (6729) وصححه ووافقه الذهبي.) . وكذلك شهد النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بالجنة، ففي "الصحيحين" من حديث عائشة قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مرحبا بابنتي» ثم أجلسها عن يمينه، أو عن شماله ثم أسر إليها حديثا فبكت، فقلت لها: لم تبكين؟ ثم أسر إليها حديثا فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن، فسألتها عما قال، فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قبض النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسألتها، فقالت: أسر إلي «إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي» فبكيت فقال: «أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين» فضحكت لذلك ("صحيح البخاري" (3623) ومسلم (2450) .
وكذلك شهد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة لسبطيه: الحسن والحسين - رضي الله عنهما -، ففي الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة (أخرجه الترمذي (3768)، وقال: "حسن صحيح".) .
وكذلك شهد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة لحفصة - رضي الله عنها -، فقد جاء عن قيس بن زيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طلق حفصة بنت عمر، فدخل عليها خالاها قدامة وعثمان ابنا مظعون فبكت، وقالت: والله ما طلقني عن شبع، وجاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «قال لي جبريل - عليه السلام - راجع حفصة فإنها صوامة قوامة و إنها زوجتك في الجنة» (أخرجه الحاكم (4/ 16)، وسكت عنه، قال الهيثمي (9/ 393):"رجاله رجال الصحيح".) . وكذلك شهد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة لسائر أزواجه؛ فقد أخرج الحاكم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سألت ربي أن لا أتزوج إلى أحد من أمتي ولا أزوج أحدا من أمتي إلا كان معي في الجنة فأعطاني ذلك (أخرجه الحاكم (3/ 148)، وقال:"صحيح الإسناد". قال الهيثمي (10/ 17):" فيه عمار بن سيف وقد ضعفه جماعة ووثقه ابن معين وبقية رجاله ثقات") . وكذلك شهد لبلال بن رباح؛ فقد أخرج البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال عند صلاة الفجر: «يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة» قال: ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورا في ساعة ليل، أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي ("صحيح البخاري" (1149) .
وكذلك شهد - صلى الله عليه وسلم - بالجنة لثابت بن قيس، ففي"الصحيحين"، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم افتقد ثابت بن قيس، فقال رجل: يا رسول الله، أنا أعلم لك علمه، فأتاه، فوجده جالسا في بيته منكسا راسه، فقال له: ما شانك؟ فقال: شر، كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم فقد حبط عمله وهو من أهل النار، فأتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه قال كذا وكذا، فقال: «اذهب إليه فقل له: إنك لست من أهل النار ولكنك من أهل الجنة» (" صحيح البخاري" (4846)، ومسلم (119) . وقد جاءت شهادته صلى الله عليه وسلم لجماعات من أصحابه بالجنة، كشهادته لأهل بدر، حيث قال فيما رواه الشيخان من حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في قصة حاطب بن أبي بلتعة: «إنه قد شهد بدرا، وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» ("صحيح البخاري" (3007)، ومسلم (2494) ، ومن غفر له ذنبه فقد زحزح عن النار، ومن زحزح عن النار فقد فاز. كما شهد صلى الله عليه وسلم لأهل بيعة الرضوان؛ حيث قال فيما رواه أحمد وغيره من حديث جابر - رضي الله عنه -: «لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة» (" المسند" (3/ 350)، وأبو داود (4653)، والترمذي (4233) وقال:"حسن صحيح". .