تَنْبِيه اجْتنب من يعادي أهل الْكتاب وَالسّنة لِئَلَّا يعديك خسرانه احْتَرز من عدوين هلك بهما أَكثر الْخلق صادّ عَن سَبِيل الله بشبهاته وزخرف قَوْله ومفتون بدنياه ورئاسته من خلق فِيهِ قُوَّة واستعداد لشَيْء كَانَت لذته فِي اسْتِعْمَال تِلْكَ الْقُوَّة فِيهِ فلذة من خلقت مِنْهُ قُوَّة واستعداد للجماع اسْتِعْمَال قوته فِيهِ ولذ 1 ة من خلقت فِيهِ قُوَّة الْغَضَب وَالثَّوَاب بِاسْتِعْمَال قوته الغضبية فِي متعلقها وَمن خلقت فِيهِ قُوَّة الْأكل وَالشرب فلذته بِاسْتِعْمَال قوته فيهمَا وَمن خلقت فِيهِ قُوَّة الْعلم والمعرفة فلذته بِاسْتِعْمَال قوته وصرفها إِلَى الْعلم وَمن خلقت فِيهِ قُوَّة الْحبّ لله والإنابة إِلَيْهِ والعكوف بِالْقَلْبِ عَلَيْهِ والشوق إِلَيْهِ والأنس بِهِ فلذته ونعيمه اسْتِعْمَال هَذِه الْقُوَّة فِي ذَلِك وَسَائِر اللَّذَّات دون هَذِه اللَّذَّة مضمحلة فانية وَأحمد عَاقبَتهَا أَن تكون لَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ تَنْبِيه
يَا أَيهَا الأعزلاحذر فراسة المتقى فَإِنَّهُ يرى عَورَة عَمَلك من وَرَاء ستر اتَّقوا فراسة الْمُؤمن سُبْحَانَ الله فِي النَّفس كِبر إِبْلِيس وحسد قابيل وعتو عَاد وطغيان ثَمُود وجرأة نمْرُود واستطالة فِرْعَوْن وبغي قَارون وقحّة هامان
وَهوى بلعام وحيل أَصْحَاب السبت وتمرد لوليد وَجَهل أبي جهل وفيهَا من أَخْلَاق الْبَهَائِم حرص الْغُرَاب وشره الْكَلْب ورعونة الطاووس ودناءة الْجعل وعقوق الضَّب وحقد الْجمل ووثوب الفهد وصولة الْأسد وَفسق الْفَأْرَة وخبث الْحَيَّة وعبث القرد وَجمع النملة ومكر الثَّعْلَب وخفة الْفراش ونوم الضبع غير أَن الرياضة والمجاهدة تذْهب ذَلِك فَمن استرسل مَعَ طبعه فَهُوَ من هَذَا الْجند وَلَا تصلح سلْعَته لعقد {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ} فَمَا اشْترى إِلَّا سلْعَة هذبها الْإِيمَان فَخرجت من طبعها إِلَى بلد سكانه التائبون العابدون سلم الْمَبِيع قبل أَن يتْلف فِي يدك فَلَا يقبله المُشْتَرِي قد علم المُشْتَرِي بِعَيْب السّلْعَة قبل أَن يَشْتَرِيهَا فسلمها وَلَك الْأمان من الرَّد قدر السّلْعَة يعرف بِقدر مشتريها وَالثمن المبذول فِيهِ والمنادي عَلَيْهَا فَإِذا كَانَ الْمُشْتَرى عَظِيما وَالثمن خطيرا والمنادي جَلِيلًا كَانَت السّلْعَة نفيسة