×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / دروس المصلح / الحديث وعلومه / رياض الصالحين / 6- باب في التقوى / (6) من حلف على يمين ثم رأى أتقى لله منها

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين: في باب في التقوى.

عن أبي طريف عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من حلف على يمين ثم رأى أتقى لله منها فليأت التقوى». رواه مسلم+++ حديث رقم (1651)---.

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد.

الانتقال من الخير إلى الأخير:

هذا الحديث حديث عدي بن حاتم رضي الله تعالى عنه يخبر فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من حلف على يمين ثم رأى أتقى لله منها فليأت التقوى»+++[صحيح مسلم (1651)]---  خبره رضي الله تعالى عنه له قصة وهو أن رجلا جاء إلى عدي يسأله الإعانة في ثمن خادم أو ثمن بعض خادم، يعني طلب منه الإعانة في ثمن يشتري به خادما أو يعطيه خادما، فاعتذر إليه عدي بأنه ليس معه شيء إلا درعه أو مغفره يعني آلة الحرب، الدرع هو الذي يغطى بها الرأس، فلم يرض الرجل بذلك، فغضب عدي؛ لأنه أعطاه شيئا لا يستغنى عنه عادة، وحلف ألا يعطيه شيئا.

ثم رزق الله تعالى عديا ما رزق، فأراد أن يعطيه فذكر في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم «من حلف على يمين» أي من أقسم قسما بأن قال والله أو ورب الكعبة أو ما أشبه ذلك من الأيمان بالله أو بأسمائه أو بصفاته أو بأفعاله، «ثم رأى أتقى لله منها» يعني رأى أن التقوى والأفضل في طاعة الله عز وجل أن يترك ذلك اليمين إلى ما هو أفضل ثم أن يحلف على أن لا يتصدق فيتصدق أو أن يحلف مثلا على أن لا يبر والده أو لا يبر أمه أو لا يصل أرحامه أو لا يكرم جاره أو نحو ذلك من الأيمان التي يمنع بها نفسه مما هو مطلوب منه إما وجوبا أو استحبابا، فالأتقى لله أن يأتي ذلك الذي حلف على أن لا يفعله قال النبي صلى الله عليه وسلم : «فليأت التقوى»، يعني فليأت الأقرب إلى الله عز وجل.

ما التقوى؟

والتقوى هي طاعة الله فيما أمر به وجوبا أو استحبابا رغبة فيما عنده وخوفا من عقابه، وترك ما نهى الله عنه نهيا أو كراهة رغبة فيما عنده وخوفا من عقابه.

هذا الحديث قاعدة في الأيمان، وقد قرره النبي صلى الله عليه وسلم على وجه عام هنا في ما إذا كان الترك لليمين أقرب إلى طاعة الله، لكن الحديث أعم من ذلك فقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه «من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها» خيرا منها بكونها أقرب إلى الله طاعة أو خيرا منها يتحقق له بها مصلحة دنيوية، «فليكفر عن يمينه، وليفعل الذي هو خير» +++[صحيح مسلم (1650)] --- وقد جرى ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري أن عشرين من الأشعريين جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه أن يحملهم في غزوة من الغزوات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «والله لا أحملكم وما أجد ما أحملكم»، فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع ألا يجدوا ما يوافقون فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة.

فأتى الله تعالى رسوله بما أتى من الرزق فأعطاهم خمسا من الإبل، فأخذوها ووافقوا النبي صلى الله عليه وسلم في الخروج ثم إنهم لما ولوا قالوا: لا نخفر رسول الله صلى الله عليه وسلم يمينه لعله نسيها يعني نسي اليمين التي حلف أنه لا يحملهم، فرجعوا إليه، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : «إني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين، ثم أرى خيرا منها إلا كفرت عن يميني، وأتيت الذي هو خير»+++[صحيح البخاري (3133)، ومسلم (1649)]---.

 فكان ذلك من فعله صلى الله عليه وآله وسلم ومن توجيهه أن الإنسان إذا حلف على شيء، فرأى غير ذلك أتقى لله أو أقرب في تحقيق المصلحة، فإنه لا يمنعه يمينه أن يفعل الخير كما قال الله تعالى:﴿ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم﴾ +++[البقرة:224]---، عرضة أي مانعا يمنعكم من أن تفعلوا البر إذا كان البر في مخالفة اليمين.

طلب الخير حيث كان:

فلذلك ينبغي لكل من حلف على شيء ليمنع نفسه أو ليحمل نفسه على شيء وكان الخير في خلاف ذلك أن يترك ما حلف عليه وأن يكفر عنه كفارة يمين، ولا فرق في ذلك بين أن يكفر أولا ثم يأتي الذي هو خير أو أن يأتي الذي هو خير ثم يكفر عن يمينه يعني لا فرق في تقديم اليمين على الحنث أي على مخالفة اليمين، فله أن يكفر أولا وهذا أفضل ثم يأتي الذي هو خير، إن لم يتيسر هذا فله أن يأتي الذي هو خير ثم يكفر عن يمينه، فالأيمان ليست مانعة من الخير، وليس من تعظيم الله أن يمضي الإنسان في يمين غيرها خير منها، فرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أتقى الناس وأعظمهم تعظيما لله عز وجل ترك لما كان خلاف اليمين هو الأتقى لله عز وجل.

ولا فرق في ذلك بين أن يكون المتروك أقل طاعة أو أن يكون المتروك أقل مصلحة يعني يشمل الخير في التقوى والخير فيما هو من مصالح الدنيا، وبعض الناس إذا حلف تمسك بيمينه قد يكون هذا تعظيما لله فيكون جهلا ويبين له، وقد يكون إصرارا على رأيه وهنا يقال له: لا تصر على ما ليس فيه خير، فالخير في الرجوع إلى البر والتقوى والخير والصلاح وكفارة اليمين هي ما بينه الله عز وجل في قوله:﴿فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم﴾ +++[المائدة:89]---.

اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا، ارزقنا التقوى في الترك والفعل وأعنا على الطاعة في السر والعلن، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:3675

قال الإمام النووي ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه رياض الصالحين: في باب في التقوى.

عَنْ أَبِي طَرِيفٍ عَدِيّ بنِ حَاتِــمٍ الطَّــائِـــيّ ـ رَضِيَ اللهُ عنه ـ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ـ يَقُولُ: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ ثُمَّ رَأَى أَتْقَى لِلَّهِ مِنْهَا فَلْيَأْتِ التَّقْوَى». رَواه مسلمٌ حديث رقم (1651).

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد.

الانتقال من الخير إلى الأخير:

هذا الحديث حديث عدي بن حاتم ـ رضي الله تعالى عنه ـ يخبر فيه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ ثُمَّ رَأَى أَتْقَى لِلَّهِ مِنْهَا فَلْيَأْتِ التَّقْوَى»[صحيح مسلم (1651)]  خبره ـ رضي الله ـتعالى عنه ـ له قصة وهو أن رجلاً جاء إلى عدي يسأله الإعانة في ثمن خادم أو ثمن بعض خادم، يعني طلب منه الإعانة في ثمن يشتري به خادمًا أو يعطيه خادمًا، فاعتذر إليه عدي بأنه ليس معه شيء إلا درعه أو مغفره يعني آلة الحرب، الدرع هو الذي يغطى بها الرأس، فلم يرض الرجل بذلك، فغضب عدي؛ لأنه أعطاه شيئا لا يستغنى عنه عادةً، وحلف ألا يعطيه شيئًا.

ثم رزق الله ـ تعالى ـ عديًا ما رزق، فأراد أن يعطيه فذكر في ذلك قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ» أي من أقسم قسمًا بأن قال والله أو ورب الكعبة أو ما أشبه ذلك من الأيمان بالله أو بأسمائه أو بصفاته أو بأفعاله، «ثُمَّ رَأَى أَتْقَى لِلَّهِ مِنْهَا» يعني رأى أن التقوى والأفضل في طاعة الله ـ عز وجل ـ أن يترك ذلك اليمين إلى ما هو أفضل ثم أن يحلف على أن لا يتصدق فيتصدق أو أن يحلف مثلاً على أن لا يبر والده أو لا يبر أمه أو لا يصل أرحامه أو لا يكرم جاره أو نحو ذلك من الأيمان التي يمنع بها نفسه مما هو مطلوب منه إما وجوبًا أو استحبابًا، فالأتقى لله أن يأتي ذلك الذي حلف على أن لا يفعله قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «فَلْيَأْتِ التَّقْوَى»، يعني فليأتِ الأقرب إلى الله عز وجل.

ما التقوى؟

والتقوى هي طاعة الله فيما أمر به وجوبًا أو استحبابًا رغبةً فيما عنده وخوفًا من عقابه، وترك ما نهى الله عنه نهيًا أو كراهةً رغبةً فيما عنده وخوفًا من عقابه.

هذا الحديث قاعدة في الأيمان، وقد قرره النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على وجهٍ عام هنا في ما إذا كان الترك لليمين أقرب إلى طاعة الله، لكن الحديث أعم من ذلك فقد قال فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما في حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ «مَنْ حلَف عَلَى يَمِينٍ فَرأَى غَيْرَها خَيْرًا مِنْهَا» خيرًا منها بكونها أقرب إلى الله طاعة أو خيرًا منها يتحقق له بها مصلحة دنيوية، «فَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ، ولْيَفْعَل الَّذِي هُوَ خَيْرٌ» [صحيح مسلم (1650)] وقد جرى ذلك للنبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كما في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري أن عشرين من الأشعريين جاءوا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسألونه أن يحملهم في غزوة من الغزوات، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «والله لا أحملكم وما أجد ما أحملكم»، فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع ألا يجدوا ما يوافقون فيه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذه الغزوة.

فأتى الله ـ تعالى ـ رسوله بما أتى من الرزق فأعطاهم خمسًا من الإبل، فأخذوها ووافقوا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الخروج ثم إنهم لما ولوا قالوا: لا نخفر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يمينه لعله نسيها يعني نسي اليمين التي حلف أنه لا يحملهم، فرجعوا إليه، فقال لهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «إنِّي واللهِ إنْ شاءَ اللهُ لا أحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ، ثُمَّ أَرَى خَيرًا مِنْهَا إِلا كَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي، وَأَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ»[صحيح البخاري (3133)، ومسلم (1649)].

 فكان ذلك من فعله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ومن توجيهه أن الإنسان إذا حلف على شيء، فرأى غير ذلك أتقى لله أو أقرب في تحقيق المصلحة، فإنه لا يمنعه يمينه أن يفعل الخير كما قال الله تعالى:﴿وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ[البقرة:224]، عرضة أي مانعًا يمنعكم من أن تفعلوا البر إذا كان البر في مخالفة اليمين.

طلب الخير حيث كان:

فلذلك ينبغي لكل من حلف على شيء ليمنع نفسه أو ليحمل نفسه على شيء وكان الخير في خلاف ذلك أن يترك ما حلف عليه وأن يكفر عنه كفارة يمين، ولا فرق في ذلك بين أن يكفر أولاً ثم يأتي الذي هو خير أو أن يأتي الذي هو خير ثم يكفر عن يمينه يعني لا فرق في تقديم اليمين على الحنث أي على مخالفة اليمين، فله أن يكفر أولاً وهذا أفضل ثم يأتي الذي هو خير، إن لم يتيسر هذا فله أن يأتي الذي هو خير ثم يكفر عن يمينه، فالأيمان ليست مانعة من الخير، وليس من تعظيم الله أن يمضي الإنسان في يمينٍ غيرها خيرٌ منها، فرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو أتقى الناس وأعظمهم تعظيمًا لله ـ عز وجل ـ ترك لما كان خلاف اليمين هو الأتقى لله عز وجل.

ولا فرق في ذلك بين أن يكون المتروك أقل طاعةً أو أن يكون المتروك أقل مصلحةً يعني يشمل الخير في التقوى والخير فيما هو من مصالح الدنيا، وبعض الناس إذا حلف تمسك بيمينه قد يكون هذا تعظيمًا لله فيكون جهلاً ويبين له، وقد يكون إصرارًا على رأيه وهنا يقال له: لا تصر على ما ليس فيه خير، فالخير في الرجوع إلى البر والتقوى والخير والصلاح وكفارة اليمين هي ما بينه الله ـ عز وجل ـ في قوله:﴿فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ[المائدة:89].

اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا، ارزقنا التقوى في الترك والفعل وأعنا على الطاعة في السر والعلن، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91427 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87224 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف