×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / الدين والحياة / الحلقة (148) آداب المساجد

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:2436

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، مستمعينا الكرام في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحييكم تحيةً طيبةً عبر أثير إذاعة "نداء الإسلام" من مكة المكرمة، لبرنامج "الدين والحياة"، في هذه الحلقة التي نستمر معكم فيها حتى الثالثة بمشيئة الله تعالى.

في بداية هذه الحلقة؛ تقبَّلوا تحياتي محدثكم/ وائل الصبحي، ومن الإخراج الزميل/ سالم زيدان.

ضيف حلقات برنامج "الدين والحياة" هو فضيلة الشيخ الدكتور/ خالد المصلح، أستاذ الفقه بجامعة القصيم، وعضو لجنة الإفتاء بمنطقة القصيم.

فضيلة الشيخ خالد السلام عليكم، وأهلًا وسهلًا بك معنا في بداية هذه الحلقة.

الشيخ: حياكم الله، وحيا الله الإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات.

المقدم: حياكم الله، مستمعينا الكرام، يمكنكم لمن أراد المشاركة معنا أن تشاركونا في هذه الحلقة عبر هاتفي البرنامج على الرقمين 0126477117، أو عن طريق الهاتف الآخر على الرقم 0126493028، أيضًا بإمكانكم إرسال رسالة نصية عبر الواتس أب على الرقم 050042121، فضيلة الشيخ بمشيئة الله تعالى سيكون حديثنا في هذه الحلقة حول مجموعة من الآداب المتعلقة بالمسجد، سنتحدث في هذه الحلقة -بمشيئة الله تعالى-وكما جاءت الشريعة الإسلامية بمجموعة من الآداب المتضمنة مجموعة من الأوامر والنواهي فيما يتعلق بالمسجد وآدابه، سنستعرض جملةً من هذه الآداب -بمشيئة الله تعالى-في هذه الحلقة.

لكن قبل ذلك فضيلة الشيخ نريد أن نتحدث عن مكانة المسجد في ديننا الإسلامي.

الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الشيخ: مرحبًا بك أخي، وحيَّا الله الإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات في هذا البرنامج وهذه الحلقة التي نتناول فيها موضوعًا يهمكل مسلم يتعلق بالمساجد وآدابها.

المساجد ذكرها الله تعالى في كتابه ونوَّه بشأنها فقال تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِم تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَام الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْما تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ النور:36-37.

 هذه الإشادة والتنويه العظيم بهذه البقاع تبين عظيم منزلتها وشريف مكانتها عند الله -عز وجل-؛ حيث إن الله تعالى ذكر أنه أذن في رفع هذه البيوت، ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ﴾، أي: شرع -سبحانه وبحمده- وقضى دينًا أن ترفع هذه البيوت وأن تصان، وأن يُذكر فيها سبحانه وبحمده، وأن يُتقرَّب إليه فيها بأنواع القربات وصنوف الطاعات التي تعلو بها الدرجات، ويدرك بها الناس فضلًا عظيمًا وخيرًا كبيرًا.

المساجد مكانتها تتضح بما رتَّب الله تعالى من الأجور والثواب والخيرات في عمارتها وفي السعي إليها وفي المجيء إليها، هي أحب البلاد إلى الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء عنه في صحيح الإمام مسلم أنه قال صلى الله عليه وسلم: «أحب البلاد إلى الله مساجدها»[صحيح مسلم:ح288]، هذا الحديث الشريف يبين عظيم ما لهذه البقاع من المنزلة عند الله عز وجل، فهي أحب البقاع، البلاد المقصود به البقاع والمواضع، فأحب البلاد والمواقع إلى الله -عز وجل- مساجدها؛ لأنها بيوتُ ذِكْره وعبادته وطاعته وإقامة شرعه والتقرب إليه، فكانت على هذه المنزلة والمكانة من الله عز وجل أن الله تعالى جعلها من أحب البقاع إليه.

مما يبين شرف المساجد وعظيم منزلتها أن الله -عز وجل- رتَّب الأجر العظيم على بنائها، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في الصحيحين «من بنى لله بيتًا بنى الله له بيتًا في الجنة»[صحيح مسلم:ح533/24]؛  هذا الأجر العظيم الذي رتَّبه الله تعالى على بناء المساجد يبين محبة الله تعالى لهذه البقاع ومشروعية تكثير هذه البقاع، وعظيم ما يقام في هذه البقاع من الطاعات والعبادات؛ لذلك قال صلى الله عليه وسلم: «من بنى لله بيتًا بنى الله له مثله في الجنة».

وقد بيَّن البناء الحقيقي المقصود وأنه بناء الطاعات والعبادة فقال: ﴿إِنَّما يَعْمرُ مسَاجِدَ اللَّهِ منْ آمنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْم الآخِرِ وَأَقَام الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَم يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا منَ الْمهْتَدِينَالتوبة:18، هذا كله يبين شريف العناية بهذه البقاع، وشريف منزلة هذه المواقع، وأنها من خير ما يشتغل به الإنسان قصدًا وعنايةً واهتمامًا.

المساجد - أيها الإخوة والأخوات - هي مواضع تنزُّل الرحمات ووصول الخيرات؛ جاء في صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يَتْلون كتابَ الله ويَتَدارَسونه بينهم إلا نَزَلَت عليهم السكينة وغَشِيَتْهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده».[صحيح مسلم:ح2699/38]

وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضل المجيء إلى المساجد: «أفلا يغدو أحدكم إلى مسجد فيعلم أو يتعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله خيرٌ له من ناقتين أو ثلاث، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خيرٌ له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل»[صحيح مسلم:ح803/251]، فتعلُّم العلم في هذه المساجد، قراءة القرآن في هذه المساجد هو مما يفتح الله تعالى به على الإنسان الأجر العظيم، ويسوق له الخير الجزيل بهذا العمل الذي علَّقه الله تعالى بهذه البقاع المباركة.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في بيان خيرية هذه البقاع وفضل المجيء إليها أن من جاء إليها «فله بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة، ويحطُّ عنه بها خطيئة»[صحيح مسلم:ح654/257]، وقال صلى الله عليه وسلم: «من غدا إلى المسجد أو راح» يعني من ذهب إليه باكرًا، هذا هو الغدو، وفي المساء: «راح أعدَّ الله له في الجنة نزلًا كلما غدا أو راح»[صحيح البخاري:ح662] يعني كلما قصد المسجد أعدَّ الله له ضيافةً بفضله وكرمه، وجعل الخطى إلى المساجد محلًّا لكسب الأجور فقال: «أعظم الناس أجرًا في الصلاة أبعدُهم فأبعدهم ممشى، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرًا من الذي يصلي ثم ينام».[صحيح البخاري:651]

والأحاديث في فضائل هذه البقاع وعظيم منزلتها كثيرة تبين المكانة العظمى التي تبوأتها هذه المساجد، واحتفت بها الشريعة وأنزلتها منزلًا ليس لسائر البقاع؛ لذلك من الرشد والعقل ومكاسب الأجر أن يعتني الإنسان بهذه البقاع وأن يحتفَّ بها وينظر إلى ما شرعه الله تعالى فيها من الحقوق لأجل أن لا تفوته الأجور والخيرات التي هذه البقاع هي محالها وسبيل تحصيلها.

المقدم: اسمح لي فضيلة الشيخ أن نذهب إلى فاصلٍ أولٍ في هذه الحلقة، بعده -بمشيئة الله تعالى- سنعرج إلى مجموعة من الآداب التي يجب أن يعتني بها المسلم تجاه المساجد.

 ذكرنا مجموعةً من الفضائل لهذه البقاع وعظيم منزلتها في الدين الإسلامي، بعد الفاصل -بمشيئة الله تعالى- سنعرج إلى مجموعة من هذه الآداب المتضمنة بعض الأوامر والنواهي التي يجب مراعاتها عند دخول المساجد أو حتى قبل دخولها.

فضيلة الشيخ كنا تحدثنا قبل الفاصل عن مجموعة من الفضائل للمساجد وعظيم منزلتها، وتبيان عظيم منزلتها في ديننا الإسلامي، لكن نريد أن نتحدث حول مجموعة من الآداب التي جاءت الشريعة الإسلامية ودعتنا إلى العناية بها عند القدوم وزيارة المساجد.

الشيخ: الأخ الكريم، المساجد أحب البقاع إلى الله عز وجل، وقد شرع الله تعالى فيها من الأحكام ما ينبغي أن يستحضر ويصان، ففي عمارتها ندب الله تعالى إلى العمارة المعنوية للمساجد فقال: ﴿إِنَّما يَعْمرُ مسَاجِدَ اللَّهِ منْ آمنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْم الآخِرِ وَأَقَام الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَم يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا منَ الْمهْتَدِينَ[التوبة:18]، فعمارة المساجد الحقيقية هي في عمارتها بما شرعه الله تعالى فيها من صالح العمل؛ ولهذا لما تفاخر المشركون بعمارة البيت الحرام نبَّه الله تعالى إلى العمارة الحقيقية التي ينبغي أن يُحتفى بها وأن تكون مناط الاهتمام، فذكر الله تعالى هذا المعنى الذي تضمنته هذه الآية الكريمة من العمارة المعنوية وهي العمارة المتعلقة بمقصود هذه البيوت، والغاية منها.

ولذلك قال الله تعالى: ﴿أَجَعَلْتُم سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمارَةَ الْمسْجِدِ الْحَرَام كَمنْ آمنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْم الآخِرِالتوبة:19، فبيَّن الله تعالى عدم المساواة وعدم الاتفاق بين من يعتني بالمساجد روحًا ومعنًى، وبين من يعتني بالمساجد بصورتها مع تفريغها مما قصدت من أجله، ﴿إِنَّما يَعْمرُ مسَاجِدَ اللَّهِ منْ آمنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْم الآخِرِ وَأَقَام الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ﴾.

فأهم ما ينبغي أن ينظر إليه في هذه المساجد أنها لعبادة الله -عز وجل- من الصلاة وتلاوة القرآن وذكر الله -عز وجل- وتعلم العلم وتعليم العلم وما إلى ذلك من الأعمال الصالحة التي هي العمارة الحقيقية لبيوت الله عز وجل.

وقد رتَّب الله تعالى الأجر العظيم فيما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- على عمارة المساجد وبنائها: «من بنى لله بيتًا بنى الله له مثله في الجنة»[سبق]، ولكن ينبغي أن يُعتنى بالبناء الحقيقي وألا يكون في البناء من التفاخر والسرف والمغالاة التي تخرج البناء عن حقيقته ومقصوده.

من الأحكام المتصلة بالمساجد صيانتها عن كل ما يقذرها، فالمساجد شرع الله -عز وجل- صيانتها عن كل ما يقذرها من الأقوال والأعمال والأحوال، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من القذر، إنما هي لذكر الله -عز وجل- والصلاة وقراءة القرآن»[صحيح مسلم:ح285/100] فبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة والغاية من المساجد، وأنه ينبغي أن تصان المساجد عن كل ما يمكن أن تكون مما يقذرها أو يخرجها عن التهيؤ لما بُنِيَت له من طاعة الله وعبادته؛ ولهذا لما جاء أعرابي وجرى منه ما جرى من تقذير المسجد بالبول فيه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول» يعني من هذه الأعمال المستقذرة، «إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن».

مما ينبغي أن يعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بتنظيف المساجد والعناية بطهارتها وطيبها؛ وذلك لما في تطييب المساجد وتطهيرها وتنظيفها من الإعانة على إقامة ذكر الله عز وجل وعبادته وطاعته؛ ولهذا جاء في السنن من حديث عائشة -رضي الله تعالى عنها- «أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ببناء المساجد في الدُّورِ»، يعني في الأحياء، وأمر أن «تُنَظَّف وتُطيَّب»[سنن الترمذي:ح594، وصححه الألباني في صحيح أبي داود:ح480]، فبناء المساجد في الأحياء وفي المجمعات السكنية وفي مواضع اجتماع الناس مما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر أن تهيأ لقاصديها بكل ما يكون من تطييبها وتنظيفها وإماطة القذر عنها وما إلى ذلك؛ مما يجعل هذه البقاع محلًّا للطاعة والتقرب إلى الله -عز وجل- والنشاط في ألوان العبادات وصنوف الطاعات.

هذه من الأمور التي ينبغي أن يُعتنى بها، وهناك -ولله الحمد- الآن في بلادنا وزارة الشئون الإسلامية تضطلع بصيانة المساجد والقيام عليها وتهيئتها بما يجعلها على الوجه الذي يطلب شرعًا من جهة نظافتها وطيبها، إلا أن المسئولية لا تقتصر على الجهات الحكومية، بل ينبغي لكل مسلم أن يحرص على إماطة الأذى عن المسجد وعلى تطييبه وتطهيره وكونه على أكمل صورة يمكن أن تكون عليه من جهة نظافته ومن جهة إزالة القذر عنه.

ولهذا غلَّظ النبي صلى الله عليه وسلم في شأن تقذير المساجد؛ فقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أنس: «البُزاق في المسجد خطيئة»[صحيح البخاري:ح415] وذلك لما فيه من تقذير المساجد وأذية الخلق، فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- البصاق وهو ما يخرج من فضلات الإنسان بالتفل ونحوه «خطيئة» أي: موجبة للمؤاخذة والإثم، وجعل كفارة ذلك دفنها أي إزالتها.

 وقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- نخامة في قبلة في جدار المسجد، فحكَّها صلى الله عليه وسلم بيده، وهذه مباشرة منه -صلى الله عليه وسلم- لإزالة القذر من المسجد بنفسه صلى الله عليه وسلم، مع أنه يمكن أن يأمر أحد أصحابه بإزالتها وإذهابها، لكن بادر إليها؛ ففي صحيح الإمام مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر نُخامة في قبلة المسجد يعني في جداره الأمامي فحكها بحصاة، ثم نهى أن يبصق الرجل بين يديه أو عن يمينه» يعني في المسجد، «ولكن عن يساره أو تحت قدمه»[صحيح البخاري:ح405] وذلك في الزمان الذي كانت المساجد ليست مفروشةً وإنما فراشها التراب والحصاة ونحو ذلك، المقصود أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بادر بنفسه إلى تطييب المسجد وتطهيره وإزالة القذر عنه.

ومن عنايته بنظافة المسجد أنه لما أخبر صلى الله عليه وسلم بوفاة امرأة كانت تعمل بتطهير المسجد وتطييبه قال: «أفلا آذنتموني»، ففي حديث أبي هريرة في صحيح الإمام مسلم «أن امرأة سوداء كانت تقُمُّ المسجد أو شابًّا كان ينظف المسجد فقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عنه، فقالوا: مات، فقال: أفلا كنتم آذنتموني»، يعني أخبرتموني بموته، قال: فكأنهم أي الصحابة صغروا أمره أو أمرها، يعني أرادوا أن يخففوا على النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفقد لذلك الذي كان يقم المسجد أو يطهر المسجد، فقال: «دُلُّوني على قبره أو على قبرها فدلوه فصلى عليه أو عليها»، ثم قال: «إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله عز وجل ينوِّرها لهم بصلاتي عليهم»[صحيح البخاري:ح458] اللهم صلِّ على محمد.

فكانت هذه العناية النبوية بالمسجد تطهيرًا بنفسه وتشريفًا وإكرامًا لمن يقوم بتطييب المساجد دالةً على شرف العناية بالمساجد، والله تعالى قد أمر خليله ورسولًا من رسله الكرام بتطهير المساجد، وذلك فيما قصه الله تعالى عن إبراهيم -عليه السلام- وابنه إسماعيل حيث قال سبحانه: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيم وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِالبقرة:125، فالله تعالى عهد إلى رسولين كريمين أحدهما إبراهيم -عليه السلام- وهو خليله أن يطهر بيته جل في علاه؛ وهو أشرف البقاع وأعظم المساجد وقبلة الدنيا، أمر الله تعالى خليله ورسوله وهو إسماعيل -عليه السلام- أن يطهره للطائفين والعاكفين والركع السجود؛ تشريفًا للبقعة وتشريفًا لمن يتقرب إلى الله تعالى فيها وإكرامًا للعابدين الطائفين والعاكفين والركع السجود.

كل هذا مما ينبغي أن يستحضر في شأن المساجد، فالمساجد تطييبها وتزيينها والعناية بها أمرٌ عظيم شريف، لا يقل أهميةً عن بنائها، فبناؤها هو إيجاد لها، وصيانتها بالتطييب والتطهير هو إعانة لتحقيق المقصود من هذا البناء وهو العمارة الحسية، العمارة المعنوية العمارة بالعبادة، العمارة بالقراءة، العمارة بالصلاة، العمارة بتعليم العلم، العمارة بذكر الله عز وجل.

المساجد من آدابها أن تصان عن كل ما يمكن أن يؤذي الناس فيها؛ ومن ذلك ما جاء به الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث نهى -صلى الله عليه وسلم عن إتيان المسجد لمن كان قد أكل ثومًا أو بصلًا؛ فعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أكل ثُومًا أو بصلًا فلْيَعتَزِلْنا» أو قال: «فليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته»[صحيح البخاري:ح855]، فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- باعتزال المسجد وأمر بالقعود في البيت منعًا مما يحصل به الأذى؛ ولذا جاء في الرواية الأخرى أنه قال -صلى الله عليه وسلم- وهي في الصحيحين: «من أَكَل من هذه الشجرة المُنْتِنَة» يعني البصل أو الكراث ونحوهما، «فلا يقربنَّ مسجدَنا» يعني فلا يأت إلى المسجد، «فإن الملائكة تتأذَّى مما يتأذى منه الإنس»[صحيح مسلم:ح563/72]، وهذا إكرام للبقعة وإكرام لعُمَّارها حتى من الملائكة، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر أن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنس؛ ولذلك من أكل ثومًا أو بصلًا كره وتأكد في حقه ألا يأتي إلى المسجد إذا كانت الرائحة باقية حتى ولو لم يكن في المسجد أحد؛ لأن الملائكة تتأذَّى مما يتأذى منه الإنس، فصيانة المساجد عن الروائح الكريهة إكرامٌ لقاصديها وإكرامٌ لعمارها من عباد الله عز وجل.

ويُلحق بما ذَكَرَ النبي -صلى الله عليه وسلم- من البصل والثوم كلُّ ما له رائحة كريهة مستقذرة سواء كان من المباحات أو كان من المنهي عنه كالدخان ونحوه مما يتأذى الناس برائحته، فينبغي صيانة المساجد عن الروائح الكريهة حتى في الملابس وأصحاب المهن الذين تقتضي مهنهم أن يكون لهم رائحة بسبب الكدِّ والعمل ينبغي أن يلاحظوا هذا المعنى وأن يتجنبوا المساجد ما دامت حالهم على هذه الحال التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابها عن المجيء إلى المسجد في قوله «فليعتزلنا أو فليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته».[سبق]

مما ينبغي أن يُعلم أن المساجد طلب فيها أن يأتي الإنسان على أحسن ما يكون هيئةً، فالتخلي من الروائح القبيحة والمكروهة هذا واجب ومما أكده النبي صلى الله عليه وسلم ورغَّب الله تعالى في أن يأتي الإنسان على أحسن صورة؛ قال: ﴿يَا بَنِي آدَم خُذُوا زِينَتَكُم عِنْدَ كُلِّ مسْجِدٍالأعراف:31، وهذه الآية وإن كانت شاملةً لكل موضع صلاة يعني يتزين الإنسان لكل صلاة يصليها سواء كان في بيت أو في مسجد، لكن المساجد لها حق أكبر من غيرها في ذلك؛ وذلك أن المساجد مواضع دائمة للعبادة والطاعة، بخلاف المواضع التي يصلي فيها الإنسان عارضًا ثم ينصرف، إذا كان حق الموضع العارض أن يأتيه على أحسن حال فكيف بالموضع الدائم المستمر.

ثم مما ينبغي أن يلاحظ فيما يتعلق بالمساجد أن الشريعة جاءت بإكرام المساجد بتنحية كل ما يمكن أن يكون من الأعمال التي لا تليق بالمساجد وتخرج بالمساجد عن مقصودها، فنهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن البيع والشراء في المساجد، ونهى عن إنشاد الضالة في المساجد، ونهى عن التحدث بما لم تُبنَ المساجد له ورفع الأصوات في المساجد، كل هذه أمور جاءت الشريعة بالتحذير منها؛ لأن الخروج عن المقصود بهذه البيوت المباركة وهذه المواقع الطاهرة يخرج بها الإنسان عما شرعه الله تعالى.

المقدم: اسمح لي فضيلة الشيخ أن نذهب إلى فاصل بعده نكمل الحديث -بمشيئة الله تعالى- فيما يتعلق بآداب المسجد في الإسلام.

 بعض المسائل سنطرحها -بمشيئة الله تعالى- بعد الفاصل، أيضًا سنستقبل مشاركات الإخوة المستمعين الكرام، لمن أراد المشاركة معنا مستمعينا الكرام يمكنكم أن تشاركونا عبر هاتفي البرنامج على الرقمين 0126477117، أو عن طريق الهاتف الآخر على الرقم 0126493028.

اسمح لي فضيلة الشيخ أن نستقبل مشاركات من الإخوة المستمعين الكرام، معنا على الهاتف الأخ عبد العزيز الشريف، حياك الله يا عبد العزيز أهلًا وسهلًا.

المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلًا وسهلًا.

المتصل: حياكم الله يا أستاذ وائل وبارك فيك.

المقدم: أهلًا وسهلًا، حياك الله.

المتصل: نحييك ونحيي فضيلة الشيخ بارك الله فيكم جميعًا، المساجد بيوت الله والمؤمن يحس فيها بالطمأنينة والراحة، لكن المؤمن قد يحصل له في هذا المسجد نوع من الإزعاج مثلًا من قِبل المصلين أو غيرهم كالأطفال الذين يأتون مع غيرهم، إمام المسجد أو خطيب الجمعة كيف يتعامل مع هذه التصرفات التي تصدر من الأطفال؟ نجد أن بعض الأئمة قد يكون جافيًا؛ بمعنى أنه قد يوجِّه الولد فيصرخ في وجهه مثلًا؛ فتجد الطفل لا يأتي للمسجد، أو مع كبير السن مثلًا.

وتعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الشخص الذي بال بالمسجد وكيف كان تعامله، وكيف كان حال الصحابة.

إمام المسجد أو خطيب الجمعة كيف يتصرف مع هذه الأخطاء التي قد تصدر من هؤلاء المصلين والذين يرتادون المساجد؟

خطيب الجمعة عندما يأتي شخص للمسجد ويتخطى رقاب الناس كيف يتعامل معه؟ هل يصرخ عليه؟ هل يناديه باسمه أو غير ذلك؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، شكرًا جزيلًا للأخ عبد العزيز على هذه المشاركة، اسمح لي فضيلة الشيخ أن نؤخر مسألة الأخ عبد العزيز فيما يتعلق بالتعامل مع الأطفال عند قدومهم إلى المساجد وما يحصل فيه في بعض الأحيان من إزعاج للمصلين، كيف يتعامل إمام المسجد مع هذه الفئة من الأطفال؟ لكن اسمح لي أن نوجه هذا الموضوع وهذا الحديث إلى الجزء الأخير من هذه الحلقة.

فضيلة الشيخ بين يديَّ مجموعة من المسائل فيما يتعلق بالمسجد:

العناية والمبالغة بزخرفة المساجد وزينتها هل هذا له وجهٌ شرعيٌّ أم لا؟

الشيخ: الأخ الكريم، الشريعة ندبت إلى بناء المساجد وحثت على ذلك في بيان الأجر المترتب على ذلك، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من بنى لله مسجدًا بنى الله له مثله في الجنة» لكن الذي يتعدى إلى المفاخرة والبذل في صورة تخرج عن البناء الذي يحقق العبادة لله -عز وجل- بالزخارف والنقوش وما أشبه ذلك من أوجه التزيين الشكلي بالألوان ونحوها هو خروج عن السنة في المساجد وإشغال للمصلين بهذه الزخارف التي تجعل المساجد خارجة عن مقصودها، ليس المقصود من بناء المساجد أن تكون محلًّا للزخارف والنقوش التي تشغل المصلين عن حضور قلوبهم في صلاتهم، بل النبي صلى الله عليه وسلم لما صلى وعليه جُبَّة فيها أعلام خلعها صلى الله عليه وسلم، ولما خلعها قال: «إنها أشغلتني آنفًا في صلاتي».[صحيح مسلم:ح556/62]

ولما صلى إلى ستر كان قد جعلته عائشة لبعض جهات بيتها أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإماطة ذلك القِرَام وقال: «لا تزال تصاويره تعرض إليَّ»[صحيح البخاري:ح374] فالمطلوب هو البناء الذي يجوِّد المسجد ويجعله متينًا من حيث بناؤه ومن حيث طول بقائه، لا من حيث زخارفه والمشغلات التي تحتف به.

ولهذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس بالمساجد»[سنن أبي داود:ح449، وصحيح ابن حبان:ح1613، وصححه الألباني في صحيح الجامع:ح5895] والتباهي في المساجد هو صورة من صور البذل في أمور لا تتعلق بإقامة الصلاة فيها من زخارف ونقوش ونحو ذلك، خارجة عن المقصود بهذا البناء من عبادة الله وطاعته، ولهذا كل ما فيه مباهاة ومفاخرة وزخرفة ينبغي أن تجنَّب عنه المساجد، وجاء عن ابن عباس قوله: «لَتُزَخْرِفُنَّها» يعني المساجد «كما زَخْرَفَت اليهود والنصارى»[علقه البخاري جازما بصحته في صحيحه، ترجمة:ح446]، هذا خبر من ابن عباس يتضمن الإنكار على من زين المساجد بنقوش مشغلة وتصاوير تخرج بالمساجد عن مقصودها من طاعة الله عز وجل.

وقد سئلت اللجنة العلمية، اللجنة الدائمة للإفتاء عن زخرفة المساجد وبينت أن هذا عمل غير مشروع؛ لما جاء من الأحاديث التي ذكرتُ بعضها في النهي عن النقوش والزخارف التي تشغل المصلين عن صلاتهم.

المقدم: شكر الله لك فضيلة الشيخ، أيضًا هناك مسألة أخرى فيما يتعلق بالكلام في المسجد؛ في بعض الأحيان بعض المصلين يجلسون في آخر المسجد ويتبادلون أطراف الكلام والحديث وبشكل مستمر وبشكل دائم قبل الصلوات وعقب الصلوات؛ هل هذا أيضًا مشروع أو غير صحيح؟

الشيخ: يا أخي، الكلام في المسجد إذا كان المقصود به ما يكون بين الناس من حديث معتاد من سلام واطمئنان ونحو ذلك، فهذا لا بأس به ولا حرج فيه، وإنما شُرِعت الصلاة في المساجد من أجل تحقيق التلاحم، والتلاحم لا يكون إلا بنوع من الحديث الذي يتضمن الاطمئنان وطيب الكلام، لكن هناك محاذير ينبغي أن تُتَّقى في هذا الأمر وهو ما يتصل بألا يكون الحديث في المساجد خارجًا بالمساجد عمَّا بُنيت له، فبعض الناس يجعل المساجد محلًّا للحديث المفصَّل عن أمور الدنيا الذي يوقع الناس في الانصراف عن الأعمال الصالحة التي بنيت المساجد لأجلها.

وعلى هذا يحمل ما جاء في مستدرك الحاكم من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يأتي على الناس زمان يتحلَّقون في مساجدهم، وليس هِمَّتهم إلا الدنيا، ليس لله فيهم حاجة فلا تجالسوهم»[مستدرك الحاكم:ح7916، وقال:هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. ووافقه الذهبي] هذا الحديث يمكن أن ينزل على هذه الصورة التي تكون فيها التجمعات في المساجد لأجل أمور الدنيا وليس لأجل إقامة ذكر الله عز وجل، لكن الحديث الذي يكون فيه نوع من التأليف، نوع من الاجتماع على ما فيه خير، والتحدث بنعم الله عز وجل، فهذا لا بأس به شريطة ألا يشوِّش الإنسان على غيره؛ كما جاء فيما رواه أحمد وغيره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَجهَرْ بعضُكم على بعض في القرآن»[مسند أحمد:ح19022، وصححه الألباني في الصحيحة:ح1603] يعني في تلاوة القرآن، وهذا أشرف ما يشتغل به الإنسان، ففي حديث البياضي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج على الناس وهم يصلون وقد عَلَت أصواتهم في القراءة وهم يصلون فقال: «إن المصلِّي يناجي ربه، فلينظر بماذا يناجي به، ولا يجهر بعضكم على بعض»[سبق] كل هذا مما يؤكد المعنى أن الكلام المباح الذي فيه خير لا حرج فيه في المساجد، أما أن يكون المسجد محلًّا للهو أو الغيبة أو النميمة أو الكلام المغرق في الدنيا، أو الكلام المباح الذي يحصل به تشويش على المصلين، فهذا كله لا يصلح.

ولهذا الكلام الذي يحبه الله ورسوله في المسجد حسن، وأما المحرم فهو في المسجد أشد تحريمًا، والمكروه كذلك أشد كراهةً، وإذا كان الكلام في المسجد يفضي إلى إزعاج فالواجب كف هذا الإزعاج؛ لأن بعض الناس يتكلم إما بالهاتف ويتكلم إما مع أحد في المسجد ويرفع صوته بصورة يتأذى بها الناس، فيقال له: يا أخي الشريعة نهت عن رفع الصوت بالقرآن فكيف برفع الصوت بغيره من الكلام؟ لا شك أن هذا مما يُنهى عنه، وأعود وأقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة في الصلاة» فكيف بغير القرآن.

المقدم: فضيلة الشيخ، لم يتبق لنا وقت طويل جدًّا، تقريبًا قرابة دقيقتين أو ثلاث، الأخ عبد العزيز الشريف يسأل عن الأئمة والخطباء كيف يتعاملون مع فئات المجتمع وتحديدًا الأطفال؛ لأن كثيرًا من المشاكل قد تأتي من الأطفال بسبب بعض الأحيان اللعب في المساجد واللهو وما يسببونه من إزعاج للمصلين؛ كيف يتعامل إمام المسجد مع هؤلاء الأطفال الموجودين في الحي؟

الشيخ: على كل حال إمام المسجد ينبغي أن يتحلى بالصبر والحلم والرفق والأناة، وأن لا يكون فتَّانًا، بل ينبغي أن يسلك السُبُل التي يحقق بها المقصود من الخير دون أن ينفِّر أو يفرِّق الجماعة، ولهذا فيما يتعلق بالتوجيه ينبغي أن يكون برفق وأن يصبر صبرًا جميلًا في معاملته للأطفال، ما يكون من ملاحظات جماعة المسجد، المسجد يجمع شرائح متعددة من الناس وطبائع مختلفة وأيضًا مستويات علمية متفرقة ونفسيات متعددة، فينبغي أن يكون على نحو من الرزانة والصبر والحلم والرفق بحيث يستوعب كل هذه الفئات ويقربها إلى الغاية والمقصود.

الملاحظة تُعالَج برفق ويسلك فيها الصالح؛ فقد نبَّه النبي -صلى الله عليه وسلم- على الخطأ، على النخامة التي رآها في المسجد بإزالتها والمبادرة إلى إزالتها وبيان طريقة معالجتها، نبه النبي -صلى الله عليه وسلم- من دخل وجلس فقال له وهو يخطب: «أصليت ركعتين قبل أن تجلس؟» قال: لا، قال: «قم فصلِّ».[صحيح البخاري:ح931]

نبَّه على تخطي الرقاب في قوله: «اجلس فقد آذَيت»[سنن أبي داود:ح1118، وقال الحاكم(ح:1061): هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. ووافقه الذهبي]، المقصود أن التنبيه مهم لكن يحتاج الإنسان فيه أن يراعي المصلحة وما يحقق الغاية، قد ينبه صغيرًا أو كبيرًا، فيترتب على تنبيهه مفسدة أعظم وتشويش أكبر من الخطأ الذي يريد إصلاحه؛ ولذلك لا بد من توخي المصلحة والموازنة بين المصالح والمفاسد، «وما كان الرِّفق في شيء إلا زَانَه، وما نُزع من شيء إلا شانه».[صحيح مسلم:ح2594/78]

المقدم: شكر الله لك وكتب الله أجرك فضيلة الشيخ الدكتور/ خالد المصلح؛ أستاذ الفقه بجامعة القصيم وعضو لجنة الإفتاء بالقصيم، شكرًا جزيلًا فضيلة الشيخ على وقتك معنا، شكرًا جزيلًا.

الشيخ: وأنا أشكرك وأشكر الإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات، وأسأل الله تعالى أن يعمر قلوبنا بطاعته وأن يجعلنا من أهل هذه البيوت المباركة، وأن يوفقنا إلى كل خير في الدين والدنيا، وأن يوفق ولاة أمرنا إلى ما يحب ويرضى، وأن يجزيهم خيرًا على ما يبذلونه في خدمة الحرمين وفي المساجد وما فيه خير العباد والبلاد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

 

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94001 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف