فصل : في منهج أهل السنة والجماعة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ثم هم مع هذه الأصول يامرون بالمعروف، وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة.
هذا الفصل عقد لبيان ما تميز به أهل السنة والجماعة في مسلكهم العملي بعد الفراغ من ذكر ما تميزوا به في عقدهم، وأصول دينهم، ففي هذا الفصل ذكر أبرز الخصائص السلوكية المنهجية لأهل السنة والجماعة، فأول هذه السمات المنهجية الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وسبب البداءة به قبل غيره «أن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر هو من أوجب الأعمال، وأفضلها، وأحسنها» (الاستقامة (2/ 226). فأهل السنة والجماعة يامرون بكل معروف، وينهون عن كل منكر، «فلا يبقى معروف إلا أمروا به، ولا منكر إلا نهوا عنه» (النبوات: (ص: 203). وهم في ذلك كله «على الصراط المستقيم، وهو أقرب الطرق إلى حصول المقصود» (الاستقامة (2/ 230).
وقوام هذا الصراط ثلاثة أمور: «العلم، والرفق، والصبر، العلم قبل الأمر والنهي، والرفق معه، والصبر بعده، وإن كان كل من هذه الثلاثة لا بد أن يكون مستصحبا في هذه الأحوال. وهذا كما جاء في الأثر عن بعض السلف، ورووه مرفوعا، ذكره القاضي أبو يعلى في المعتمد: لا يامر بالمعروف، وينهى عن المنكر إلا من كان فقيها فيما يامر به، فقيها فيما ينهى عنه، رفيقا فيما يامر به، رفيقا فيما ينهى عنه، حليما فيما يامر به، حليما فيما ينهى عنه» (المصدر السابق (2/ 233). والمقصود أن أهل السنة والجماعة قائمون بهذه الشعيرة العظيمة من شعائر الإسلام على ما تقتضيه الأدلة، لا وكس ولا شطط.