قوله:"ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره؛ من أن خير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر، ثم عمر، ويثلثون بعثمان، ويربعون بعلي رضي الله عنه، كما دلت عليه الآثار".
وبيان هذا أن تقديم أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، في الفضل «متفق عليه بين أئمة المسلمين المشهورين بالإمامة في العلم والدين من الصحابة، والتابعين، وتابعيهم، وهو مذهب مالك، وأهل المدينة، والليث بن سعد، وأهل مصر، والأوزاعي، وأهل الشام، وسفيان الثوري، وأبي حنيفة، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وأمثالهم من أهل العراق، وهو مذهب الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبي عبيد، وغير هؤلاء من أئمة الإسلام الذين لهم لسان صدق في الأمة» (مجموع الفتاوى (4/ 421)، وعلى هذا «عامة أهل السنة من العلماء، والعباد، والأمراء، والأجناد» (المصدر السابق (3/ 406)، وينظر: النبوات (ص: 196). ودلائل هذا كثيرة (انظر: المصدر السابق)، والنقل في تفضيل الشيخين «مستفيض عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وفي صحيح البخاري عن محمد بن الحنفية أنه قال لأبيه علي بن أبي طالب: يا أبت، من خير الناس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم؟ قال: يا بني أوما تعرف؟ قلت: لا. قال: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قال: عمر ((3671).
ويروى هذا عن علي بن أبي طالب من نحو ثمانين وجها، وأنه كان يقوله على منبر الكوفة، بل قال: لا أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا وجلدته حد المفتري. فمن فضله على أبي بكر وعمر جلد بمقتضى قوله رضي الله عنه ثمانين سوطا» (المصدر السابق (4/ 422). «فتقديم أبي بكر وعمر من وجوه متواترة» (منهاج السنة النبوية (2/ 73)، فإن لهما «من التقدم والفضائل ما لم يشاركهما فيها أحد من الصحابة، لا عثمان، ولا علي، ولا غيرهما، وهذا كان متفقا عليه في الصدر الأول إلا أن يكون خلاف شاذ لا يعبأ به، حتى إن الشيعة الأولى أصحاب علي لم يكونوا يرتابون في تقديم أبي بكر وعمر عليه» (منهاج السنة النبوية (2/ 73)، «فأبو بكر وعمر لا يوازنهما أحد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر) (رواه أحمد (23634)، (5/ 382)، والترمذي (3663)، (5/ 610) (مجموع الفتاوى (4/ 479). وبهذا جاء «النقل الثابت عن جميع علماء أهل البيت من بني هاشم من التابعين وتابعيهم من ولد الحسين بن علي، وولد الحسن، وغيرهما، أنهم كانوا يتولون أبا بكر وعمر، وكانوا يفضلونهما على علي، والنقول عنهم ثابتة متواترة» (منهاج السنة النبوية (7/ 396).