قوله:"ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة، وثابت بن قيس بن شماس، وغيرهم من الصحابة".
وبيان هذا أن أهل السنة والجماعة «يشهدون أن العشرة في الجنة» (مجموع الفتاوى (4/ 310)، فقد «أخبر عن كل واحد من العشرة أنه في الجنة» (منهاج السنة النبوية (3/ 501)، ففي الحديث الذي «رواه أهل السنن من غير وجه من حديث عبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن زيد» (المصدر السابق (4/ 237) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (عشرة في الجنة: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعلي، وعثمان، والزبير، وطلحة، وعبد الرحمن، وأبو عبيدة، وسعد بن أبي وقاص)، فعد هؤلاء التسعة، وسكت، فقال القوم: ننشدك الله يا أبا الأعور، من العاشر؟ قال: نشدتموني بالله، أبو الأعور في الجنة (رواه أحمد (1630)، (1/ 188)، وأبو داود، (4649)، والترمذي (3748)، (5/ 648)، من طريق عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عون عن سعيد بن زيد).
وأما شهادة النبي لثابت فلها قصة معروفة عند نزول قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} الحجرات: 2، فظن ثابت أنه المقصود بها، فاحتبس، وحزن لذلك حزنا عظيما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بل هو من أهل الجنة) (رواه البخاري، (3613)، من حديث موسى بن أنس عن أنس، ومسلم (119) من حديث ثابت عن أنس)، وقد شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة لآخرين (انظر: منهاج السنة النبوية (4/ 237)، مثل عبد الله بن سلام (انظر: المصدر السابق (5/ 48) وغيره رضي الله عن الجميع. وكذلك شهد أهل السنة بالجنة لأمهات المؤمنين: عائشة وغيرها (انظر: المصدر السابق) رضي الله عنهن.