قوله:"ويفضلون من أنفق من قبل الفتح وقاتل – وهو صلح الحديبية – على من أنفق من بعده وقاتل، ويقدمون المهاجرين على الأنصار، ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر، وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر: (اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) (رواه البخاري (3007)، ومسلم (2494)، من حديث عبيدالله بن أبي رافع عن الحسن بن محمد بن علي عن علي رضي الله عنه)، وبأنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة، بل قد رضي الله عنهم ورضوا عنه، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة".
وبيان هذا أن «أفضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم القرن الأول» (مجموع الفتاوى (11/ 221). وهم في الفضل على مراتب كما دلت النصوص، فالسابقون «الأولون من المهاجرين والأنصار أفضل من سائر الصحابة، قال تعالى: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى} الحديد: 10، وقال تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه} التوبة: 100» (مجموع الفتاوى (11/ 222). وقوله تعالى: {لا يستوي منكم من أنفق} الحديد: 10 «نص في تفضيل المنفقين المقاتلين قبل الفتح على المنفقين المقاتلين بعده، ولهذا ذهب جمهور العلماء إلى أن السابقين في قوله تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار} التوبة: 100 هم هؤلاء الذين أنفقوا من قبل، وقاتلوا» (منهاج السنة النبوية (2/ 26).
أما فضل أهل بدر فقد «ثبت في الصحيحين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لحاطب بن أبي بلتعة: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق لما كاتب المشركين بخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه شهد بدرا، وما يدريك أن الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) (تقدم تخريجه) (منهاج السنة النبوية (4/ 456). أما من بايع تحت الشجرة فكانوا «أكثر من ألف وأربعمائة، وكلهم من أهل الجنة كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة) (رواه مسلم (2496) (مجموع الفتاوى (4/ 459)، وينظر: منهاج السنة النبوية (7/ 56)، وهم «الذين أنزل الله فيهم: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة}(المصدر السابق (4/ 310).