×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مكتبة الشيخ خالد المصلح / كتب مطبوعة / العقيدة الواسطية / قوله: وتؤمن الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

قوله:"وتؤمن الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره". هذا بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في القدر. والقدر من حيث اللغة «يراد به التقدير» +++(مجموع الفتاوى (8/ 410)---. «وهو علم الله، وكتابه، وما طابق ذلك من مشيئته وخلقه» +++(جامع الرسائل والمسائل (2/ 355)---، ويمكن أن يقال: قدر الله «هو حكمه الكوني» +++(المصدر السابق (1/ 74)---، ولذلك «قال الإمام أحمد: القدر قدرة الله. واستحسن ابن عقيل هذا الكلام جدا، وقال: هذا يدل على دقة علم أحمد، وتبحره في معرفة أصول الدين، وهو كما قال أبو الوفاء؛ فإن إنكار القدر إنكار لقدرة الرب على خلق أعمال العباد، وكتابتها، وتقديرها» +++(شفاء العليل لابن القيم (ص: 28)، انظر: منهاج السنة النبوية (3/ 254)---. و«الإيمان بالقدر من أصول الإيمان كما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل، قال: (الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وبالبعث بعد الموت، وتؤمن بالقدر خيره وشره) +++(رواه مسلم (8)---، وقد تبرأ ابن عمر وغيره من الصحابة من المكذبين بالقدر» +++(مجموع الفتاوى (16/ 306)---، ويدل عليه أيضا قوله تعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر}، +++القمر: 49--- فهو «سبحانه يعلم قبل أن يخلق الأشياء كل ما سيكون، وهو يخلقه بمشيئته، فهو يعلمه ويريده» +++(المصدر السابق (7/ 381)---. «والآيات والنصوص المثبتة للقدر كثيرة جدا» +++(منهاج السنة النبوية (5/ 311)---. ولا عجب؛ فكل دليل في القرآن على التوحيد فهو دليل على القدر وخلق أفعال العباد، ولهذا كان إثبات القدر أساس التوحيد، قال ابن عباس: الإيمان بالقدر نظام التوحيد، فمن كذب بالقدر نقض تكذيبه التوحيد +++(شفاء العليل لابن القيم (65)---. والذي عليه أهل السنة والجماعة من الصحابة، والتابعين لهم بإحسان، وأئمة المسلمين، وعلمائهم، أنه «ما شاء الله كان، وما لم يشا لم يكن»، وأن «الله خالق كل شيء، وربه، ومليكه، فكل ما سوى الله مخلوق له حادث بمشيئته وقدرته، ولا يكون في ملكه ما لا يشاؤه ويخلقه. فلا يقدر أحد أن يمنع الله عما أراد أن يخلقه ويكونه، فإنه الواحد القهار {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم} +++(منهاج السنة النبوية (5/ 311)، وينظر: مجموع الفتاوى (8/ 242، 447)---. «ومن الإيمان بالقدر أن يعلم العبد أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه» +++(مجموع الفتاوى (17/ 98). كما جاء بذلك الخبر فيما رواه أبو داود وأحمد من طريق وهب بن خالد الحمصي عن ابن الديلمي)---. ولا يلزم من الإيمان بالقدر خيره وشره أن يكون في فعله شر محض، «ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعاء الاستفتاح: (والخير بيديك، والشر ليس إليك) +++(رواه مسلم (771)، عن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب)---، فإنه لا يخلق شرا محضا، بل كل ما يخلقه ففيه حكمة، هو باعتبارها خير، ولكن قد يكون فيه شر لبعض الناس، وهو شر جزئي إضافي، فأما شر كلي أو شر مطلق فالرب منزه عنه، وهذا هو الشر الذي ليس إليه، وأما الشر الجزئي الإضافي فهو خير باعتبار حكمته» +++(مجموع الفتاوى (14/ 266)، (2/ 447)، بدائع الفوائد (1/ 30)---. ولهذا فإن الشر «المخلوق لا يضاف إلى الله مجردا عن الخير قط، وإنما يذكر على أحد وجوه ثلاثة: إما مع إضافته إلى المخلوق، كقوله: {من شر ما خلق} +++الفلق: 2---. وإما مع حذف الفاعل؛ كقول الجن: {وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا} +++الجن: 10---، ومنه في الفاتحة: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} +++الفاتحة: 7---، فذكر الإنعام مضافا إليه، وذكر الغضب محذوفا فاعله، وذكر الضلال مضافا إلى العبد، وكذلك قوله: {وإذا مرضت فهو يشفين} +++الشعراء: 80---. وإما أن يدخل في العموم؛ كقوله: {وخلق كل شيء} +++الأنعام: 102---» +++(منهاج السنة النبوية (5/ 410)، وينظر: مجموع الفتاوى (14/ 266)، (8/ 400 – 401)، جامع الرسائل (1/ 356)---. ومن الجدير بالذكر أن «الإيمان بالقدر يوجب أن يكون العبد صبارا شكورا. صبورا على البلاء، شكورا على الرخاء، إذا أصابته نعمة علم أنها من عند الله فشكره، سواء كانت النعمة حسنة فعلها، أو كانت خيرا حصل بسبب سعيها، فإن الله هو الذي يسر عمل الحسنات، وهو الذي تفضل بالثواب عليها، فله الحمد في ذلك كله. وإذا أصابته مصيبة صبر عليها، وإن كانت تلك المصيبة قد جرت على يد غيره، فالله هو الذي سلط ذلك الشخص، وهو الذي خلق أفعاله» +++(مجموع الفتاوى (8/ 237)---. مسألة: والفرق بين القضاء وبين القدر أن القضاء نوعان؛ حكم كوني وحكم شرعي، وأما القدر فهو حكم كوني. وقد ذكر في الفرق بين القضاء وبين القدر عدة أقوال؛ فقيل: لا فرق بينهما. وقيل: القضاء هو الأمر الكلي الإجمالي الذي في الأزل، أما القدر فهو جزئيات ذلك الكلي. وقيل: القضاء هو مشيئة الله، وأما القدر فهو كتابته. وقيل: القضاء ما يحكم الله به عند وقوعه، وأما القدر فما كتبه الله في الأزل.

المشاهدات:2122

قوله:"وتؤمن الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره".

هذا بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في القدر. والقدر من حيث اللغة «يراد به التقدير» (مجموع الفتاوى (8/ 410). «وهو علم الله، وكتابه، وما طابق ذلك من مشيئته وخلقه» (جامع الرسائل والمسائل (2/ 355)، ويمكن أن يقال: قدر الله «هو حكمه الكوني» (المصدر السابق (1/ 74)، ولذلك «قال الإمام أحمد: القدر قدرة الله. واستحسن ابن عقيل هذا الكلام جدا، وقال: هذا يدل على دقة علم أحمد، وتبحره في معرفة أصول الدين، وهو كما قال أبو الوفاء؛ فإن إنكار القدر إنكار لقدرة الرب على خلق أعمال العباد، وكتابتها، وتقديرها» (شفاء العليل لابن القيم (ص: 28)، انظر: منهاج السنة النبوية (3/ 254).

و«الإيمان بالقدر من أصول الإيمان كما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل، قال: (الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وبالبعث بعد الموت، وتؤمن بالقدر خيره وشره) (رواه مسلم (8)، وقد تبرأ ابن عمر وغيره من الصحابة من المكذبين بالقدر» (مجموع الفتاوى (16/ 306)، ويدل عليه أيضا قوله تعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر}، القمر: 49 فهو «سبحانه يعلم قبل أن يخلق الأشياء كل ما سيكون، وهو يخلقه بمشيئته، فهو يعلمه ويريده» (المصدر السابق (7/ 381). «والآيات والنصوص المثبتة للقدر كثيرة جدا» (منهاج السنة النبوية (5/ 311). ولا عجب؛ فكل دليل في القرآن على التوحيد فهو دليل على القدر وخلق أفعال العباد، ولهذا كان إثبات القدر أساس التوحيد، قال ابن عباس: الإيمان بالقدر نظام التوحيد، فمن كذب بالقدر نقض تكذيبه التوحيد (شفاء العليل لابن القيم (65).

والذي عليه أهل السنة والجماعة من الصحابة، والتابعين لهم بإحسان، وأئمة المسلمين، وعلمائهم، أنه «ما شاء الله كان، وما لم يشا لم يكن»، وأن «الله خالق كل شيء، وربه، ومليكه، فكل ما سوى الله مخلوق له حادث بمشيئته وقدرته، ولا يكون في ملكه ما لا يشاؤه ويخلقه. فلا يقدر أحد أن يمنع الله عما أراد أن يخلقه ويكونه، فإنه الواحد القهار {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم} (منهاج السنة النبوية (5/ 311)، وينظر: مجموع الفتاوى (8/ 242، 447). «ومن الإيمان بالقدر أن يعلم العبد أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه» (مجموع الفتاوى (17/ 98). كما جاء بذلك الخبر فيما رواه أبو داود وأحمد من طريق وهب بن خالد الحمصي عن ابن الديلمي).

ولا يلزم من الإيمان بالقدر خيره وشره أن يكون في فعله شر محض، «ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعاء الاستفتاح: (والخير بيديك، والشر ليس إليك) (رواه مسلم (771)، عن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب)، فإنه لا يخلق شرا محضا، بل كل ما يخلقه ففيه حكمة، هو باعتبارها خير، ولكن قد يكون فيه شر لبعض الناس، وهو شر جزئي إضافي، فأما شر كلي أو شر مطلق فالرب منزه عنه، وهذا هو الشر الذي ليس إليه، وأما الشر الجزئي الإضافي فهو خير باعتبار حكمته» (مجموع الفتاوى (14/ 266)، (2/ 447)، بدائع الفوائد (1/ 30). ولهذا فإن الشر «المخلوق لا يضاف إلى الله مجردا عن الخير قط، وإنما يذكر على أحد وجوه ثلاثة: إما مع إضافته إلى المخلوق، كقوله: {من شر ما خلق} الفلق: 2. وإما مع حذف الفاعل؛ كقول الجن: {وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا} الجن: 10، ومنه في الفاتحة: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} الفاتحة: 7، فذكر الإنعام مضافا إليه، وذكر الغضب محذوفا فاعله، وذكر الضلال مضافا إلى العبد، وكذلك قوله: {وإذا مرضت فهو يشفين} الشعراء: 80.

وإما أن يدخل في العموم؛ كقوله: {وخلق كل شيء} الأنعام: 102» (منهاج السنة النبوية (5/ 410)، وينظر: مجموع الفتاوى (14/ 266)، (8/ 400 – 401)، جامع الرسائل (1/ 356).

ومن الجدير بالذكر أن «الإيمان بالقدر يوجب أن يكون العبد صبارا شكورا. صبورا على البلاء، شكورا على الرخاء، إذا أصابته نعمة علم أنها من عند الله فشكره، سواء كانت النعمة حسنة فعلها، أو كانت خيرا حصل بسبب سعيها، فإن الله هو الذي يسر عمل الحسنات، وهو الذي تفضل بالثواب عليها، فله الحمد في ذلك كله. وإذا أصابته مصيبة صبر عليها، وإن كانت تلك المصيبة قد جرت على يد غيره، فالله هو الذي سلط ذلك الشخص، وهو الذي خلق أفعاله» (مجموع الفتاوى (8/ 237).

مسألة:

والفرق بين القضاء وبين القدر أن القضاء نوعان؛ حكم كوني وحكم شرعي، وأما القدر فهو حكم كوني. وقد ذكر في الفرق بين القضاء وبين القدر عدة أقوال؛ فقيل: لا فرق بينهما. وقيل: القضاء هو الأمر الكلي الإجمالي الذي في الأزل، أما القدر فهو جزئيات ذلك الكلي. وقيل: القضاء هو مشيئة الله، وأما القدر فهو كتابته. وقيل: القضاء ما يحكم الله به عند وقوعه، وأما القدر فما كتبه الله في الأزل.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات90584 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87038 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف