قوله :"ويخرج الله من النار أقواما بغير شفاعة، بل بفضله ورحمته. ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من أهل الدنيا، فينشئ الله لها أقواما، فيدخلهم الجنة".
وبيان هذا أنه «لا يبقى في النار أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان، بل كلهم يخرجون من النار، ويدخلون الجنة، ويبقى في الجنة فضل، فينشئ الله لها خلقا آخر يدخلهم الجنة؛ كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم» (مجموع الفتاوى (4/ 309)، «(فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة، وشفعت النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار، فيخرج قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما، فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له: نهر الحياة. . .) (رواه البخاري (7439)، ومسلم (183)، من حديث زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد») (بغية المرتاد (ص: 495 – 460). «ولا يبقى في النار أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان، بل كلهم يخرجون من النار ويدخلون الجنة، ويبقى في الجنة فضل، فينشئ الله لها خلقا آخر يدخلهم الجنة؛ كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم» (مجموع الفتاوى (4/ 309)، كما «ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة وأنس أن الجنة يبقى فيها فضل، فينشئ الله لها أقواما في الآخرة» (المصدر السابق (10/ 728).
وأصناف ما تضمنته الدار الآخرة من الحساب والثواب والعقاب، والجنة والنار، وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء، والآثار من العلم الماثورة عن الأنبياء، وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي، فمن ابتغاه وجده.
أي أن تفاصيل ما يتعلق بهذه الأمور جاء بيانه وذكره في كتاب الله، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم على نحو من البيان والتفصيل لم يات في الرسالات قبل هذه الرسالة، «فإن القرآن فيه ذكر المعاد، وإقامة الحجج عليه، وتفصيله، ووصف الجنة والنار؛ ما لم يذكر مثله في التوراة» (الجواب الصحيح (5/ 72) مع كونه من أعظم ما أنزل على المرسلين. «ولهذا يقرن سبحانه بين التوراة والقرآن كثيرا» (المصدر السابق (5/ 351). بل إن «في القرآن والأحاديث عنه صلى الله عليه وسلم من الإخبار بما سيكون في الدنيا وفي الآخرة أضعاف أضعاف ما يوجد عن الأنبياء قبله» (المصدر السابق (3/ 161).