قوله:"فتعاد الأرواح إلى الأجساد، وتقوم القيامة التي أخبر الله بها في كتابه، وعلى لسان رسوله، وأجمع عليها المسلمون.
وعود الأرواح إلى الأجساد إنما يكون بعد نفخة القيام، «والقرآن قد أخبر بثلاث نفخات: نفخة الفزع، ذكرها في سورة النمل في قوله: {ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين} النمل: 87. ونفخة الصعق والقيام، وذكرهما في قوله: {ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون} الزمر: 68» (مجموع الفتاوى (4/ 260 – 261)، (16/ 35 – 36). وفي صحيح مسلم عن ابن عمرو قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا، وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله، فيصعق ويصعق الناس حوله، ثم يرسل الله -أو قال: ينزل الله - مطرا كأنه الطل أو الظل، فتنبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون» ((5233). من طريق يعقوب بن عاصم بن مسعود عن عبد الله بن عمرو). أما ذكر النفخات الثلاث ففي حديث الصور الطويل من حديث أبي هريرة. وهو ضعيف مضطرب (فتح الباري (11/ 269).
وقد أخبر – جل شانه – «بإحياء الموتى وقيامهم من قبورهم في غير موضع، وقرر سبحانه معاد الأبدان بأنواع من التقرير» (الصفدية (2/ 226)، وينظر: مجموع الفتاوى (17/ 249 - 253)، فثبوت المعاد معلوم «بالاضطرار من دين الإسلام» (درء تعارض العقل والنقل (5/ 301). بيان تلبيس الجهمية (1/ 223).