قوله:"ثم بعد هذه الفتنة إما نعيم، وإما عذاب إلى أن تقوم القيامة الكبرى".
وفي هذا بيان أن الناس بعد سؤالهم واختبارهم ينقسمون إلى قسمين في قبورهم: إما منعم، وإما معذب، وهذا من حيث العموم، «ولكن لا يجب أن يكون دائما على البدن في كل وقت، بل يجوز أن يكون في حال دون حال» (المصدر السابق (4/ 296). وهو في الجملة نوعان: نوع دائم «ويدل على دوامه قوله تعالى: {النار يعرضون عليها غدوا وعشيا} غافر: 46» (الروح لابن القيم (1/ 370)، ويدل عليه أيضا ما في «حديث ابن عباس في قصة الجريدتين: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا (رواه البخاري (216)، ومسلم (292)، فجعل التخفيف مقيدا برطوبتهما فقط» (الروح لابن القيم (1/ 370).
«والنوع الثاني إلى مدة ثم ينقطع، وهو عذاب بعض العصاة الذين خفت جرائمهم، فيعذب بحسب جرمه، ثم يخفف عنه، كما يعذب في النار مدة، ثم يزول عنه العذاب» (المصدر السابق (1/ 371).