قوله :"فيؤمنون بفتنة القبر".
فتنة القبر «هي الامتحان والاختبار للميت حين يسأله الملكان» (مجموع الفتاوى (4/ 257) كما سياتي تفصيله. «وقد تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الفتنة من حديث البراء بن عازب، وأنس بن مالك، وأبي هريرة وغيرهم رضي الله عنهم. وهي عامة للمكلفين إلا النبيين؛ فقد اختلف فيهم» (مجموع الفتاوى (4/ 257).
أما من ليس مكلفا كالصغير والمجنون فقد اختلف فيهم «على قولين للعلماء:
أحدهما: أنه يمتحن، وهو قول أكثر أهل السنة، ذكره أبو الحسن بن عبدوس عنهم، وذكره أبو حكيم النهرواني، وغيرهما.
والثاني: أنه لا يمتحن في قبره؛ كما ذكره القاضي أبو يعلى، وابن عقيل، وغيرهما.
قالوا: لأن المحنة إنما تكون لمن يكلف في الدنيا.
ومن قال بالأول يستدل بما في الموطأ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم صلى على صغير لم يعمل خطيئة قط، فقال: (اللهم قه عذاب القبر، وفتنة القبر) (في كتاب الجنائز، باب ما يقول المصلي على الجنازة (18)، (1/ 228)، وفي كتاب السنة لعبد الله بن أحمد (2/ 596) من طريق يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: سمعنا أبا هريرة يقول على المنفوس الذي لم يعمل ذنبا قط فيقول: اللهم قه عذاب القبر. إسناده صحيح)، وهذا يدل على أنه يفتن» (مجموع الفتاوى (4/ 280)، «وهو مطابق لقول من يقول: إنهم يكلفون يوم القيامة؛ كما هو قول أكثر أهل العلم، وأهل السنة من أهل الحديث والكلام، وهو الذي ذكره أبو الحسن الأشعري، واختاره، وهو مقتضى نصوص الإمام أحمد» (المصدر السابق (4/ 257، 277، 278)، وينظر: الروح لابن القيم (1/ 366 – 369).