فصل :
"ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت".
الإيمان باليوم الآخر أصل من أصول الإيمان، وهو من «الأصول الثلاثة التي اتفقت عليها الملل، كما قال تعالى: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} البقرة: 62» (درء تعارض العقل والنقل (5/ 3)، وينظر: بغية المرتاد (ص: 490)، مجموع الفتاوى (9/ 30 - 33)، جامع الرسائل والمسائل (2/ 228). «والإيمان بالله واليوم الآخر يتضمن الإيمان بالمبدأ والمعاد، وهو الإيمان بالخلق والبعث، كما جمع بينهما في قوله تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين} البقرة: 8 وقال تعالى: {ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة} لقمان: 28، وقال تعالى: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده} الروم: 27» (مجموع الفتاوى (5/ 30). انظر: جامع الرسائل والمسائل (1/ 77)، ويتضمن أيضا على وجه الإجمال الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت.
ولم يخالف في الإقرار بهذا الأصل إلا الفلاسفة الباطنية؛ فإنهم «لا يقرون بمعاد الأبدان» (الرد على المنطقيين (ص: 458)، وينظر: مجموع الفتاوى (9/ 35 – 36)، بغية المرتاد (ص: 490)، جامع الرسائل والمسائل (2/ 252)، «ومنهم من ينكر معاد الأنفس كما ينكر معاد الأبدان، وهو قول طوائف منهم، وكثير منهم يقول بالتناسخ، وليس شيء من ذلك إيمانا باليوم الآخر» (المصدر السابق).